في حضرة الوطن
تتحدى مصر الزمن والمحن، تحلق إنجازاتها مثل فروع شجرة مثمرة باسقة في زرقة السماء، الخونة يلطمون الخدود ويشقون الجيوب، يختبئون كالفئران في ملاجئ أوروبا من ضياء الحقيقية يدعون إلى ثورة يوم 11 /11 لإسقاط الدولة، نسوا أو تناسوا أن شعب مصر الأمين لا يستمع لنعيق الغربان نذيرالشؤم والنحس ورمز الشر والموت، ولا لهسهسة الزواحف الحقيرة، بعد أن شيدوا دولة جديدة صارت ملء السمع والبصر، الناس في بلادي مفعمون بالصبروالتضحيات، يحلقون في الفضاء بأجنحة من الأمل في مستقبل مشرق، لا يبالون بمؤامرات الإخوان وأعوانهم من الطبالين والزمارين الذين يطلون من قنوات العار ومنصات التواصل الاجتماعي لإطلاق الشائعات، ولا يلقون بالاً أوهمّاً بمخططات تفتيت الدول العربية لإقامة الشرق الأوسط الجديد،لاتميل قلوبهم النقية لدعاة التخريب والمؤامرات، يدافعون عن حلم الوطن بأرواحهم، لا تفارق الابتسامه وجوههم الندية المبتلة برحيق الزهور والزروع والأشجاراليانعة في أرض مصرالطيبة، شعب عاشق لحضارته لا يخون تاريخه أوقيادته، ذاق مرارة الحياة القاسية لكنه ظل غنياً بكبريائه وصموده وعبوره، ولذا فماًل دعوات الكومبارس وأعوانه الخزي والذل، في حضرة الوطن ينسى المصريون همومهم واًلامهم يتحول كل شخص إلى جندي مقاتل للدفاع عن أرضه وعرضه، يتذكرالجميع إنتصارات دولتهم، يحنون إلى نيلها وعبق تاريخها، جبالها ووديانها ومدنها وقراها وحواريها، فعلى هذه الأرض ولد الأبطال وحاربوا الأعداء بعد أن عاهدوا الله أن يقفوا إلى جواره في أفراحه وأتراحه.
إنها ليست المرة الأولى التي يدعو فيها " صبي العالمة" المعتوة الهارب وأعوانه في شبكات تليفزيون الإخوان إلى مظاهرات، لكنه لايزال يصرعلى الظهورمتراقصاً في برامج المأجورين بائعي الوطن ليحرض الشعب على التظاهريوم 11/11، ألم تفكرأيها الطبال في العودة إلى مصر؟ أعتقد أن الشعب الذي تحرضه ضد وطنه سيدوسك بالأقدام ويفتك بك وبأمثالك ويجعلك عبرة لكل من تسول له نفسه الخروج على القانون والدستوروالسعى لهدم دولة حققت تنمية فشل اًخرون في إنجاز جزء منها، في الوقت الذي تسعى فيه القيادة السياسية إلى عبورالأزمة العالمية التي ألقت بظلالها على وطننا القادرعلى عبورالصعوبات، ولذا جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لعقد المؤتمرالاقتصادى الذي شارك فيه عشرات الخبراء وقيادات البرلمان والأحزاب لوضع حلول عاجلة للأزمة، وبعدها أعلن الدكتورمصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء حزمة حماية اجتماعية للمواطنين بدءاً من الشهرالمقبل بتكلفة 67 مليار جنيه بناء على توجيهات الرئيس، إذ تضمنت رفع حد الإعفاء الضريبى من 24 إلى 30 ألف جنيه، ودعم مالي للشركات التى تعثرت بسبب الأزمة العالمية حتى 30 يونيو وذلك لمنع تسريح العمالة، ورفع الحد الأدني للأجور من 2700 لـ3000 جنيه، واستمرار عدم زيادة الكهرباء حتى 30 يونيو 2023 وإقرارعلاوة استثنائية لمجابهة غلاء المعيشة بقيمة 300 لجميع العاملين بالدولة وتشمل أصحاب المعاشات، فضلاً عن مد العمل بالحزمة الاجتماعية التي تم الإعلان عنها قبل ثلاثة أشهروالخاصة بدعم عشرة ملايين من أصحاب بطاقات التموين حتى 30 يونيو 2023 ليبدد القرار مخاوف المواطنين من الأزمة ويؤكدأن الدولة لن تتركهم في مهب الريح بل ستأخذ بأياديهم إلى بر الأمان.
ما الذي دهاكم! يا دعاة التحريض على الخراب؟ ألِمَ تتعلمون الدرس؟ ألا تتذكرون ما حدث في 30 يونيو؟ أتعتقدون أن المقاول وأعوانه من الإخوان الهاربين قادرون على تحريك الشعب لإشعال النيران في وطن ظل صامداً في وجه الأعداء اًلاف السنين؟ إنكم مجموعة من الفئران المذعورة، ألا تتأمل أيها الكومبارس فزعك الذي يبدو على وجهك الكئيب كلما حاولت أن تنشرالشائعات الكاذبة عن مصروشعبها، يسيطر عليك الخوف كلما سأل سائل لماذا لا تعود إلى مصر؟ لأن مصيرك معروف ومحتوم فالشعب لن يسامحك وستدفع الثمن غالياً إن عاجلاً أو اًجلاً، فالفئران الهاربة أمثالك لا هم لهم إلا تشويه إنجازات الدولة ليخدموا أعداء مصر من خلال التعاون معهم، وهم مجموعة من الأفاقين الكذابين الذين يدعون أنهم ثوار ويتطلعون إلى إندلاع فوضى، لكنهم في قراراة أنفسهم يسعون إلى نثر بذور الفتنة ولا يعلمون اًن الاًوان قد لكي يصموتوا ويتوقفوا عن هذه الأباطيل، بعد أن ذاق الشعب مرارة الخروج على القانون خلال الفترة من 2011 حتى 2013 وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته في ختام المؤتمر الاقتصادي، التي اتسمت بالمصارحة والمكاشفة، إذ قال إن " الدولة كانت في طريقها لحرب أهلية، وأن سبع سنوات فى مسيرة دولة ليس وقتاً طويلاً، لأن الحكومة بذلت مجهوداً كبيراً من أجل تحقيق التنمية وإعطاء فرصة كاملة للناس الأمينة المخلصة الشريفة، وساعتها لما أصدرت بيان 3 يوليو كنت حريصاً على تماسك الدولة ومجتمعها بما فيها هذا الفصيل لأجل خاطر مصر، أنا ضهرى ربنا واللى يقدر على ربنا يتفضل".
شهدت فعاليات المؤتمرالاقتصادي » مصر 2022» والذي نظمته الحكومة، جلسات عصف ذهني شارك فيها نخبة من كبار الخبراء لبحث الوضع الحالي للاقتصاد المصري وسبل وضع خارطة طريق لعبورالأزمة العالمية برؤى إبداعية عبراقتراح سياسات وتدابير تنافسية حديثة، تسهم في زيادة مرونة الاقتصاد ومنح العديد من الحوافز لقطاع الصناعة والمصدرين لتحقيق المستهدفات القومية للخروج من الأزمة في أسرع وقت ممكن دون تحمل المواطنين لأعباء إضافية لتجاوزالتحديات القائمة التي تواجه القطاعات كافة خصوصاً الصناعية، فضلاً عن جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية والتي تعتبر أحد روافد توفير العملات الأجنبية وبناء اقتصاد قائم على التنوع، إذ نجحت مصر في جذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 5.4 مليار دولار خلال العام الماضي لتستحوذ بذلك على حصة قدرها 16.4% من إجمالي الاستثمارات للمنطقة العربية وتحل في المركز الثالث على المستوى العربي في القدرة على جذب رؤؤس الأموال بفضل الأمن والاستقرار الذي تتمتع به بعد سنوات من محاربة إرهاب الإخوان الذين سعوا لإسقاط الدولة إنتقاماً من الشعب الذي ثارعليهم في 30 يونيو.
طرح الرئيس عبدالفتاح السيسي، 13 محوراً في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمرتعتبربمثابة قواعد بناء اقتصاد قوي يليق بالجمهورية الجديدة التي أصبحت واقعاً وحاضراً ومستقبلاً وليست حلماً كما كانت قبل عام 2014، إذ إن قدرة الشعب على الصمود أمام التحديات وتحقيق التنمية تقاس بقدرته على التكاتف مع قيادته ما يسمح لها بإتخاذ إجراءات حادة وقاسية للتعامل مع كافة المشكلات التي واجهت الوطن خلال الخمسين عاماً الماضية، لأن ثقة المواطنين في الرئيس تعطيه القدرة على عبورالتحديات مهما كانت خطورتها دون تعريض استقرارالدولة للخطر من خلال تفهم الشعب لكل ما يصدر من قرارات ما يسمح بتنفيذ كافة المسارات الاقتصادية، وهو ما حدث عام 2015 عندما رفعت الحكومة جزءاً من الدعم عن بعض السلع معتمدة على رصيد الرئيس من الصدق والإخلاص لدى المواطنين وهو لم يكن متوفراً طوال السنوات التي سبقت وصول الرئيس السيسي إلى الحكم، وهذه القرارات جعلت الاقتصاد أكثر صلابة وزاد من استقرار الدولة وقدرتها على تحقيق إنجازات غير مسبوقة بإنفاق نحو 7 تريليون جنيه خلال السنوات الثماني الماضية لتطويرالبنى التحتية وهو مبلغ ليس كبيراً مقارنة بما تنفق دول أخرى أصغر من مصر مساحة وسكاناً من أجل تحقيق التنمية.
عرض الرئيس الكثيرمن الحقائق التي لا يعرفها الكثيرمن أبناء الوطن لتبدو الصورة واضحة أمام الجميع، إذ عززت الدولة قدراتها من أجل التغلب على قلة مواردها ولذا أطلقت العديد من المبادرات في جميع المجالات من بينها حملة القضاء على فيروس سى، كما استهدفت الحكومة القضاء على قوائم انتظارالعمليات الجراجية، وأجرى الأطباء مليوناً و400 ألف حالة جراحات متقدمة، فضلاً عن تشييد نحو 40 مدينة جديدة أضافت نحو10 تريليون جنيه لموازنة الدولة، وكان الفكرالإبداعي المخطط الإستراتيجي للعاصمة الإدارية، إذ لم يتم إنفاق جنيه واحد من موازنة الدولة في تشييد الحي الحكومي أو أي مباني أخرى، إذ ستعمل شركة العاصمةعلى تأجيرالمبانى للدولة فى إطارالتطويرالعقارى ولديها 42 مليار جنيه فى البنوك، لقد كانت كلفة أحداث 25 يناير وثورة 30 يونيو مريرة، إذ تسببت في خسارة الدولة نحو 477 مليار دولار، ولذا فأن الدولة لن تستطيع مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دون تكاتف القيادة والشعب، وهو ما دفع الرئيس السيسي إلى مصارحة الشعب والتحدث معه بكل شفافية ووضوح قبل ترشحه فى انتخابات الرئاسة عام 2014 ولم يمنح الشعب وعوداً مستحيلة التنفيذ، وأن التحدى أكبر من الدولة كقيادة وحكومة ولكنه ليس كبيراًعلى الشعب المصرى، فالمواطنون مستعدون لمواجهة التحديات، خصوصاً أن الفترة من عام 2011 وحتى 2013 والأحداث التي مرت بها الدولة المصرية كانت كاشفة في العديد من الملفات، إذ إن الدولة تواجه الإرهاب منذ ثمان سنوات ما أدى لاستشهاد عدد من رجال الجيش والشرطة بالتزامن مع تفجيرالكنائس والمساجد والمنشأت الحيوية وأبراج الكهرباء على مدارهذه السنوات، لكن الدولة وقفت على قلب رجل واحد ضد العنف والخارجين على القانون.
إن المحاور التي أعلنها الرئيس في الجلستين الافتتاحية والختامية وتوصيات المؤتمر كانت واضحة وكاشفة لما واجهته مصر خلال السنوات الماضية وما تواجهه حالياً من تحديات سياسية واقتصادية، إذ إن جماعة الإخوان الإرهابية فقدت الصدق والشرف وزعمت إمتلاك مشروع إصلاح تمكنت من خلاله الاستيلاء على الحكم، لكن تبين فيما بعد أنه وهم وكادوا يتسببون في ضياع الدولة خلال عام حكمهم ولذا يسعون لنشرحالة من التشكيك والإحباط عقب نشأة الجماعة منذ ما يزيد على 80 عاماً حتى الاًن، بل يدعون الشعب إلى الثورة يوم 11/ 11 في الوقت الذي واجه الرئيس الشعب بالحقائق، إذ إن تأهيل حقل ظهر فقط تطلب 25 ألف ساعة من العمل من الجهد والمتابعة من جميع قطاعات الدولة، وهو ما يؤكد أن الدولة إختارت الطريق الصعب للإصلاح وبناء الجمهورية الجديدة ولم تفعل مثلما كان يحدث في أوقات سابقة وهو توفير المأكل والملبس للمواطنين دون العمل على بناء دولة جديدة، إذ تم إنشاء 250 ألف وحدة سكنية جديدة لقاطني العشوائيات وسيزيد هذا العدد خلال الفترة المقبلة بعد تحسن أحوال الدولة، ويقيني أن شعب مصر قادرعلى عبورهذه الأزمة بالاصطفاف خلف قائده الذي وضع روحه فوق كفه لإنقاذ الوطن بعد ثورة 30 يونيو، لأن مصر أكبر من كل الأجندات الخارجية التي يروج لها هؤلاء الخونة، المخلصون لهذا الوطن لا يغيرون جلودهم مهما تعرض لأزمات مهما كانت قوتها فالمحن لا تستمر طويلاً بل تعود الأمجاد سريعاً بفضل العمل والأمل وحلم الجمهورية الجديدة.
وأقول لكم، إن مصر حريصة على تعميق علاقتها بجميع الدول العربية، وتعتبرالعلاقات بين مصروالإمارات التي مضى عليها 50 عاماً نموذجاً يحتذي به، ولذا تشهد هذه الأيام احتفالية كبرى تحت شعار "مصر والإمارات قلب واحد" تتضمن فعاليات متنوعة، إذ تستضيف القاهرة الاحتفالية بحضور وزراء من حكومتي البلدين، وأكثر من 1800 شخصية من كبارالمسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين بهدف تعزيز الروابط والعلاقات المتينة الممتدة لأكثر من 5 عقود، وصياغة مستقبل أكثر تعاوناً وإنجازاً بين البلدين في مختلف المجالات، وتنطلق الاحتفالية بكلمة مسجلة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم مجموعة من الجلسات يشارك فيها مجموعة من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال ورواد الفكروالثقافة من البلدين لأنها تعتمد على التكامل الاقتصادي وتعزيز المصالح المشتركة إذ تعتبر الإمارات أكبر دولة تستثمر في مصر، في وقت تحرص قيادات البلدين على تعميق العلاقات القوية المتينة على مستوى الحكومتين والشعبين من أجل تطويرها وبناء المزيد من جسور الثقة والتنمية بما يعود بالخير على الشعبين.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com