الزمالك
طارق مراد
سوبر هاتريك .. زمالك الأحلام والإبداع الكروي
سعادة غامرة.. فرحة عارمة عاشها الملايين من عشاق قلعة الزمالك للبطولات بعد الإنتصار الرائع.. والغالي جدا الذي حققه نجوم الزمالك على البطل التونسي الصفاقسي بهدف قاتل في الوقت القاتل للقناص عبد الله سيسيه في ضربة البداية لرحلة أبطال الزمالك الشاقة والصعبة في الأدغال الأفريقية بكأس الكونفدرالية والتي شاءت الأقدار أن تصبح هذه البطولة الأقوى والأخطر من بطولة الملايين الأفريقية لدوري الأبطال والمفترض أنها البطولة الأغلى كون أطرافها هم أبطال الدوري في بلادهم تؤهل بطلها لمونديال للأندية ولكن ما جعل كأس الكونفدرالية هذا العام الأهم والأكثر قوة وإثارة أنها باتت تضم أقوى أندية القارة على الإطلاق وأعرقها وأكثرها جماهيرية وإنجازات بطولات.. المهم أن جماهير الكرة المصرية كانت على موعد مع سيمفونية كروية لزمالك الأحلام في سهرية رمضانية حفلت بكل فنون الساحرة المستديرة ولكن كانت هذه الفترات من العزف المنفرد على أنغام الإبداع الكروي والمهارات الفنية العالية الفردية والجماعية والسرعة في الأداء والإختراقات من العمق والأجناب كانت مقصورة فقط على نجوم زمالك الأحلام بقيادة الحاوي أيمن حفني والمتألقين الموهوبين حازم إمام وعمر جابر والدينامو إبراهيم صلاح فالزمالك نجح في عرض سيادته وسيطرته على مجريات اللعب وتحكم ببراعة في منطقة المناورات بوسط الملعب وامتلك بخبرة وبجدارة زمام المبادرة للمباراة والتي سارت على وتيرة واحدة لأن البطل التونسي رغم كفاءة لاعبيه وخبراتهم الفردية والخطط غير أنهم لعبوا من أجل العودة من قاهرة المعز في تلك السهرة الرمضانية المثيرة بنقطة.
وكان من الطبيعي أن يعتمد الصفاقسي البطل التونسي العنيد في ظل تلك العقيدة الدفاعية التي لعب بها على الهجمات المرتدة الخاطفة ولكن كان دفاع الزمالك بحسن تنظيمه وإنضباطه وقدرته على تأمين الشق الدفاعي لمرمى الحارس الموهوب أحمد الشناوي بقيادة كوفي وجبر وطلبة.
وفي ظل السيادة التامة لزمالك الأحلام على أحداث اللقاء بالضغط على البطل التونسي ووضعه في نصف ملعب نجد أنه بخبرتهم فعلوا كل شئ في الكرة ولكن الحظ عاند مصطفى فتحي وأحمد توفيق وأحمد علي نتيجة للتسرع أحياناً والصريعة في إنهاء الهجمة وأحياناً أخرى لميل البعض للعب الفردي وهذا من أهم الأخطاء.. كما أن حكم المباراة لم يوفر الحماية الكافية لنجوم الزمالك فتغاضى عن إحتساب أكثر من ضربة جزاء وترك الحبل على الغارب ليتعامل الفريق التونسي بخشونة وعنف متعمدين في ألعاب كثيرة ولكن جاءت تغيرات فيريرا المدير الفني البرتغالي لزمالك الأحلام لتعيد إليه التوازن الهجومي وتجعله أكثر إيجابية وفاعلية وقدرة على إختراق دفاع الصفاقسي المتكتل ورغم تأخر الزج بسيسيه في الدقائق العشر الأخيرة غير أن إمتلاكه مهارة الهدف بعث روح البطولة والإصرار على الفوز والثقة في النفس والتي يتمتع بها نجوم زمالك الأحلام وكان لابد أن يجنوا ثمار كفاحهم وإخلاصهم في الملعب طيلة المباراة بعد أن قدم الحاوي المبدع أيمن حفني فاصلاً من المهارات الفزة وبجملة تكتيكية مع الموهوب عمر جابر وبحس الهداف كان سيسيه على الموعد في المكان الصحيح ليتسلم هدية حفني وجابر ليسجل أغلى أهداف الزمالك هذا الموسم على الإطلاق في الدقيقة 90.
وقد يكون أغلى هدف في حياة سيسيه نفسه وليحقق الزمالك به واحداً من أغلى إنتصاراته هذا الموسم عن جدارة وإستحقاق ليرتفع بطل الدوري المصري على قمة المجموعة الأفريقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف