المصرى اليوم
سليمان جودة
أمل فى الجزائر
أمل فى الجزائر

يتطلع كل عربى، اليوم، إلى الجزائر، التى تنعقد فيها القمة العربية رقم ٣١ من حيث موقعها على قائمة القمم التى انعقدت من قبل.. والأولى فى زمن ما بعد ڤيروس كورونا!.

يتطلع كل عربى إلى هناك، وعنده أمل فى أن تخفف عنه هذه القمة بعض هموم ما بعد كورونا.. وأيضًا هموم ما بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.. ومن المفارقات أن حروف كلمة «كورونا» تكاد تكون هى نفسها حروف كلمة «أوكرانيا»، فكأن الكلمتين اجتمعتا على العالم، الذى ما كاد يفيق من كورونا فى فبراير من هذه السنة حتى وجد أوكرانيا فى انتظاره!.

وأنا أقول إن كل عربى يتطلع إلى أن تخفف القمة بعض آلامه، ولا أقول تقضى على آلامه لأن علينا أن نكون واقعيين بما يكفى، وألّا نتعلق فى خيوط من خيال!.

اقرأ المزيد...

وليست القمم العربية كلها كلامًا على كل حال، ففيها قمم قدمت لأبناء لغة الضاد ما استطاعات أن تقدمه. وربما يكون علينا أن نذكر فى هذا السياق تلك القمة التى دعا إليها الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى ١٩٩٠ عندما غزا العراق الكويت!.

فلولا تلك القمة، التى جاءت فى موعدها تمامًا، ولولا حزم القاهرة فى التعامل مع قضية الغزو، التى كانت هى القضية الوحيدة المطروحة أمامها، لكان تحرير الكويت قد واجه صعوبات كبيرة، ولكان الإجماع العربى حول رفض الغزو قد تبدد وانفرط عقده مع مرور الوقت!.

ولابد أن القمة الحالية تجد نفسها حائرة بالمقارنة مع القمم السابقة، أو حتى مع قمة ١٩٩٠، لا لشىء، إلا لأن قمة ٩٠ على سبيل المثال كانت تجد نفسها أمام قضية واحدة لا غير، هى قضية الغزو.. وفى كل قمة سابقة على قمة ٩٠ أو حتى لاحقة لها، وصولًا إلى أيام ما يسمى الربيع العربى، كانت قضية فلسطين بالكاد هى وحدها الموجودة على جدول الأعمال، ولم يكن ينافسها شىء على الجدول، اللهم إلا قضية أخرى أو قضيتان هنا أو هناك!.

اقرأ أيضاً...

أما اليوم.. فالقمة ٣١ تجد نفسها أمام تلال من القضايا، من أول القضية السورية، إلى قضية سد النهضة، إلى قضية ليبيا، إلى التحرشات التى تمارسها إيران وتركيا فى أرجاء المنطقة، إلى قضية الأمن الغذائى العربى، التى يعمل عليها السيد أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، منذ وقت مبكر، وبما يتناسب مع ما تمثله للعرب من حيوية وضرورة.. والأمل كبير فى هذه القمة، المنعقدة فى بلد المليون شهيد، لأنها ليست ككل القمم على مستوى توقيتها وعلى مستوى قضاياها!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف