شبح الحرب النووية فى أوكرانيا

السؤال المتداول الآن حول العالم هو هل يستخدم فلاديمير بوتين السلاح النووي لحسم معركته في أوكرانيا لصالحه؟

ورغم نفى بوتين ذلك، إلا أن بلاده تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم في الوقت الذي يتكبد الجيش الروسي خسائر كبيرة واقتراب الشتاء، مما يزيد من احتمال نشرها لصواريخ نووية تكتيكية مصممة لتدمير أهداف في مناطق محددة في أوكرانيا دون إحداث تداعيات إشعاعية واسعة النطاق.

لكن من بين التي العوامل تقلل من احتمالية نشوب حرب نووية تدخل الصين كطرف ثالث بتقديم ضمانات، خاصة أن لها مصلحة في وقف الحرب بين روسيا شريكتها الاستراتيجية وأوكرانيا التي تعد شريكًا تجاريًا مهمًا للصين التي لديها تأثير كبير على روسيا يمكّنها التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار وتجنب حرب نووية، لا سيما أنها امتنعت حتى الآن عن تقديم أي مساعدة عسكرية لروسيا وحيادها منذ اندلاع الحرب في فبراير الماضي.

يمكن لبكين أن تنقذ العالم من خلال دعمها اتفاقية لحفظ ماء الوجه للجانبين مماثلة لاتفاقية أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، والتي فكك فيها السوفييت صواريخهم في كوبا التي كانت موجهة للولايات المتحدة مقابل تعهد واشنطن بعدم غزوها كوبا مرة أخرى، وتفكيك صواريخها المتمركزة في تركيا. التي كانت تستهدف الأراضي الروسية.

ويجب ان تتضمن الاتفاقية تعهدًا متبادلًا بين الناتو وروسيا بعدم استخدام الأسلحة النووية وإيقاف روسيا القتال في أوكرانيا مقابل تعليق الناتو التوسع، خاصة وأن هذه الحرب ليست بين روسيا وأوكرانيا، بل هى حرب بين روسيا والغرب.

د. نبيل السجيني

n.segini@ahram.org.eg