احمد الشامى
أقول لكم - الرئيس يدعو الشعب إلى التكاتف : «اسمعوا مننا»
الرئيس يدعو الشعب إلى التكاتف : «اسمعوا مننا»
تحرص القيادة السياسية على التصدي للشائعات خصوصاً مع بداية عام جديد واستمرارالأزمة الاقتصادية العالمية، حفاظاً على الشعب من السقوط في اًتون حرب الأفكار، إذ تنفذ الجماعة الإرهابية مبدأ الجنرال الصيني »سن تزو« الخبيرالعسكري والفيلسوف »551ـ 496« قبل الميلاد، الذي كتب مجموعة من المقالات العسكرية الإستراتيجية وردت في كتاب » فن الحرب«، وذكر فيه مقولته الشهيرة »من الأفضل مهاجمة تفكيرالعدو بدلاً من البدء بشن الهجوم على مدنه«، وهو ما تعمد قنوات جماعة الإخوان التليفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي التابعه لها وبعض الساعين لنشرالشائعات ترويجه عن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على مصر، إلى إتباعه ضد الشعب الذي يعتبر بمثابة عدو للجماعة نتيجة ثورته عليها في 30 يونيو، ولذا لجأت إلى المعركة النفسية مستهدفة تغيير السلوكيات والقناعات لدى بعض المواطنين لإضعاف إرادتهم ومعنوياتهم وثقتهم بقيادات الدولة ومؤسساتها والتشكيك في الإنجازات في ظل معاناة العالم من الحرب الروسية الأوكرانية، إذ تنتشرالمغالطات والتحليلات الخاطئة في أوقات الأزمات، خصوصاً في حال كانت الدولة في مرمى نيران من لا يملكون الحقيقة، عندها يتعين أن يقف الشعب خلف قائده ولا ينساق خلف المتربصين، لأنه القادرعلى تفسير ما يحدث من خلال وضع النقاط فوق الحروف، ولذا رد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته بالمؤتمرالأول للتحالف الوطني للعمل التنموي على مروجي الشائعات حول الأوضاع الاقتصادية، قائلا ً » بعض الأشخاص يرددون كلاماً غير مرتب أسمعوا مننا عشان عندنا بيانات لأن ظروف العالم صعبة ولو اتكلمنا كلام يخوف ليس في مصلحتنا، هوأحنا منقدرش نصمد أمام التحدي، وهل مصر لو كانت ظروفها صعبة هنتخلى عنها ؟ «، وأرى أن الرئيس يدعو الشعب إلى التكاتف من أجل الانتصار على من يسعون للتشكيك في قدرة مصر على عبورهذه الأزمة الطارئة.
قد تكون الظروف صعبة في 2023 ولذا تحرص القيادة السياسية على مصارحة المواطنين بالحقائق من أجل التصدي لهذه التحديات وهذا لن يتحقق إلا بتكاتف المصريين جميعاً شعباً وكيانات تنموية ومجتمع مدني بهدف مواجهة الآثار المترتبة على ذلك، على أن يعمل التحالف على زيادة الجهد رغم إعلانه تقديم 14 مليار جنيه لمجالات العمل الخيري، ولذا دعا الرئيس السيسي صندوق "تحيا مصر" إلى المساهمة بما يرفع هذا المبلغ، إذ إن انضمام المزيد من الكيانات الأخرى إلى التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي من شأنه أن يحقق نتائج كبيرة، في إطارالدور المجمع والمحشود والمنسق والمسيطر عليه بشكل جيد سواء على المستوى الاقتصادي أو الصحي أو المستويات الأخرى التي يعمل فيها، ويقيني أن مصرتحتاج إلى تكاتف أبنائها مع المؤسسات الأهلية من أجل عبورهذه الأزمة التي ستمضى مثل غيرها، إذ تؤكد كتب التاريخ أن الحضارة المصرية القديمة، الفرعونية،هى أصل حضارات العالم والتي ظلت باقية طوال الأيام ولم تهزم على مداراَلاف السنين، رغم إندثار كل الحضارات التي ظهرت على الأرض، في الوقت الذي شيد فيه أجدادنا حضارة عريقة لاتزال قائمة حتى الاَن ولذا من المستحيل أن تنتصرأزمة عابرة على دولة ذات حضارة وتاريخ مثل مصر، لكن من المهم عدم الانسياق وراء الشائعات والأحاديث التي تصدر من أشخاص غير مسؤولين، ليسوا على علم بحقيقة ما يحدث في الدولة من حقائق، لأن من يبثون هذه الشائعات يعلمون أنهم يشنون حرباً دعائية على الوطن بعد أن فشلوا في تحقيق أهدافهم بالإرهاب.
إنها مصرالتي تقف حائط صد منيع ضد جميع الدول التي تسعى إلى تنفيذ مؤامرة الشرق الأوسط الجديد فبدأت تلجأ إلى الحرب النفسية بإعتبارها "حرب العصر"، دون شن حروب تقليدية عسكرية مباشرة تستنزف طاقاتها المالية والاقتصادية خاصة مع ترّدي الوضع المالي والاقتصادي لأكبر الدول في العالم، لذا اختارت أن تنفذ مخططات التخريب في مصر وتحكم سيطرتها عليها من خلال حرب الأفكار، وكلفت أجهزة المخابرات التابعة لها بإختيارالتنظيمات المتطرفة باعتبارها أدوات تنفيذ استراتيجيات هذه الحروب، بعد أن وجدت ضالتها في قوى الشرالمنتشرة في أوروبا وأغدقت عليها الأموال وساعدتها في إطلاق هذه القنوات والمنصات التي ينتسب إليها عدد من المأجورين لنشرالفتن بين فئات الشعب، ولذا نبه الرئيس السيسي، خلال كلمته في كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة قبل أيام، أثناء تقديم التهنئة للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والأقباط، بمناسبة عيد الميلاد من خطورة هذه الحرب على الوطن قائلاً "متديش ودنك لحد أقل ما فيه إنه مش مسؤول، أنا شايف إن الناس قلقانة وخايفة، وإذا كان كلامي يطمأنكم لازم تطمأنوا إحنا ما بنخبيش عليكم حاجة، ما تخافوش".
في كل يوم يؤكد الرئيس أن المصارحة والمكاشفة وإزالة الحواجز بينه والمواطنين أسلحته في مواجهة قوى الشر، لأنه يعلم أن الكثيرمن المواطنين يتعرضون لهذه الحرب الدعائية منذ سنوات لكن زادت وتيرتها مع تفشي جائحة كورونا عالمياً وإندلاع الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضي، وسعى هؤلاء المجرمين إلى تغييرمفاهيم المواطنين عن الدولة من خلف الستارعن طريق نشرالأفكار الهدامة، لكن الرئيس لا يترك الشعب فريسة لأكاذيب من باعوا وطنهم بالمال منذ وصوله إلى سدة الحكم عام 2014،إذ اعتاد أن لا يخفي شيئاً عن أبناء مصر ويؤكد في كل مناسبة "من فضلكم ماتخافوش لأن ربنا موجود ولن يتخلى عنا، هيسيبنا يعني؟ ربنا يقدر يعمل أي حاجة طيبة لنا"، وأرى أن الرئيس لا يكف عن توجيه الرسائل للمصريين في الكثيرمن المناسبات خصوصاً بعد تفاقم الأزمة المالية العالمية واستمرارها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022 حتى الاَن والتي ضربت تأثيراتها كل دول العالم خصوصاً الناشئة التي تنتمي إليها مصر، وكذا الدول الكبرى وفي مقدمتها أوروبا وأمريكا وروسيا والصين وباتت الأزمة الاقتصادية قاسماً مشتركاَ بين الجميع، ولذا طمأن الرئيس المواطنين قائلاً «إحنا ماشيين كويس، وهتلاقوا ناس كتير بتتكلم كلام كتير ولكنهم ميعرفوش، واتكلموا عن قناة السويس وعن حاجات كتير وقالوا هتتباع، ولو فيه حاجة هنعملها بنقولها زي ما بنقول كل حاجة"، متسائلاً: "هي مصر لو تعبت هنتخلى عنها؟ اطمنوا".
إن الجماعة الإرهابية لا تتوقف عن نشر الشائعات ووصلت إلى حد الإدعاء بأن الحكومة تخطط لتقليص المخصصات المالية لمرتبات الموظفين تزامناً مع الأزمة العالمية، وهو ما رد عليه المركز الإعلامي لمجلس الوزراء مؤكداً أن الدولة ملتزمة بصرف كل مستحقات العاملين في المواعيد المقررة، داعية العاملين بالجهازالإداري للدولة عدم الانسياق وراء مثل تلك الشائعات، واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، ويقيني أن الشعب مُطالب بالتكاتف في مثل هذه الأزمة و الصمود أمام هذه الحرب النفسية التي يشنها أبواق الإرهاب في محاولة لكسرإرادة المصريين وإسقاط الدولة، من خلال اختراق الصفوف وبث الفتن، خصوصاً أنّ تأثيرالشائعات يمكن أن يستمرطويلاً ويستغله هؤلاء الأوغاد لتحقيق أهداف أسيادهم في حال نجاحهم في حال نشر أفكارهم الشيطانية، وهو ما حذر منه الرئيس السيسي في الكاتدرائية قائلاً " متديش ودنك لحد"، وهي رسالة لكل مصري غيورعلى وطنه قابض على حلمه في تحقيق التقدم والأزدهار.
قيادة الدولة حريصة على السير في الإتجاهات كافة من أجل سرعة الخروج من الأزمة، ويأتي في مقدمتها المحافظة على استمرارية المخزون الاستراتيجي للدولة من السلع الغذائية الرئيسية، فضلاً عن تعظيم القيمة المضافة لتخزين السلع من سلسلة الصوامع الاستراتيجية التي تم إقامتها على امتداد محافظات الجمهورية، وذلك بهدف زيادة الحجم الاستيعابي والتخزيني لها، وتالياً المساهمة في الحفاظ على استقرار موقف الأمن الغذائي للدولة بحيث لا تتأثر بالأزمة الغذائية العالمية الحالية التي تعاني منها غالبية دول العالم، وهو ما دعا الرئيس إلى التوجيه بإعادة تسعير القمح بشكل محفز للفلاح لزراعة المحاصيل الاستراتيجية وتوريدها لوزارة التموين من خلال المنافذ الرسمية للتوريد بما يقلل من الاستيراد من الخارج بالتزامن مع زيادة الرقابة والحوكمة على الأسمدة المدعمة من أجل ضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، في الوقت الذي يحصل فيه الفلاح على دعم 50 % في أسعار الأسمدة مقارنة بالسوق الحرة، فيما تواصل الدولة جهودها لتطوير قطاع الطيران المدنى، لحسن إدارة موارد وإمكانات الدولة واستثمار الحد الاقتصادى الأقصى من عوائدها، بما فى ذلك موقع مصرالجغرافى الاستراتيجى والفريد، وامتلاكها لسلسلة مطارات دولية على امتداد رقعة الدولة، ما يوفر فرصاً ضخمة فى مجال الحركة الجوية والطيران المدنى، وكذلك السياحة، وهو ما يعني أن تكاتف الشعب مع الدولة بمثابة الحل السحري لعبور الأزمة، إذ أصدر الدكتورمصطفى مدبولي، رئيس الوزراء حزمة قرارات لـ"ترشيد الإنفاق العام" في مقدمتها تأجيل "المشروعات الدولارية،" وإرجاء تنفيذ هذه المشروعات جديدة خصوصاً التي لم يتم بدء تنفيذها ذات "مكون دولاري واضح،" فضلاً عن ضرورة موافقة وازارة المالية على أوجه الصرف بالنقد الأجنبي بعد التنسيق مع البنك المركزي، مع "تأجيل الصرف على أي احتياجات لا تحمل طابع الضرورة القصوى" وترشيد جميع أعمال السفرالمرتبطة بالجهات الحكومية والهيئات العامة والاقتصادية، إلى خارج البلاد "إلا للضرورة القصوى وبعد موافقة رئيس الوزراء"، فيما أفرجت الحكومة عن بضائع بقيمة 1.5 مليار دولار خلال الفترة من الأول حتى العاشرمن يناير الجاري ليصل إجمالى ما تم الإفراج عنه منذ أول ديسمبرإلى 8.5 مليار دولاردولار، من بينها بضائع صناعية وغذائية بقيمة 613 مليون دولار.
وأقول لكم، إن تقريراً صادراً عن صندوق النقد الدولي، قبل يومين، أظهر الكثير من الإيجابيات التي حققها الاقتصاد المصري، إذ إن مصرالتزمت بدورأكبر للقطاع الخاص ومجموعة من الإصلاحات النقدية والمالية، عندما توصلت إلى اتفاق على حزمة دعم مالي بقيمة 3 مليارات دولارمع الصندوق، بعد أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى صعوبات الأوضاع المالية العالمية وارتفاع أسعار السلع الأولية، وبموجب التسهيل، سيقدم صندوق النقد الدولي لمصر نحو 700 مليون دولار في السنة المالية التي تنتهي في يونيو المقبل، كما البنك الدولي سيغطي 1.1 مليار دولار من فجوة التمويل المتبقية لهذا العام البالغة 5.04 مليار دولار، وبنوك دولية أخرى باقي المبلغ، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن حزمة من برامج لمعالجة الفقر بهدف تحقيق المساواة ما سيتطلب إنفاقاً إضافياً هادفاً على الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، في الوقت الذي ستتوسع مصر في برنامج تكافل وكرامة للدعم النقدي ليشمل 5 ملايين أسرة بحلول نهاية يناير 2023، وخصصت ما لا يقل عن 153 مليار جنيه للإنفاق الاجتماعي في السنة المالية 2022-2023، ، فيما وافق مجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة البنك الدولي على تمويل إنمائي جديد بقيمة 500 مليون دولار لدعم جهود الدولة للتوسع في شبكات الأمان والحماية الاجتماعية، في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية وستدعم الأموال الجهود التي تبذلها الحكومة من خلال برنامج "تكافل وكرامة"، الذي أُطلق عام 2015 ويتضمن تقديم تحويلات نقدية لدعم الفئات الأقل دخلاً وتلقى البرنامج بالفعل تمويلاً بقيمة 900 مليون دولار منذ إطلاقه، ويساعد نحو 12.8 مليون شخص في مصر، وأرى أن ما أعلنه الصندوق والبنك الدوليين يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك قدرة الحكومة المصرية على عبورالأزمة وحماية الفقراء من أي إرتفاعات في الأسعار عبر برامج الحماية الاجتماعية التي أطلقتها منذ سنوات.
أحمد الشامي
Ahmed aalshamy610@yahoo. com