احمد الشامى
أقول لكم - «أبوظبي التشاورية» : مصر والإمارات تواجهان التحديات بـ «قلب واحد»
«أبوظبي التشاورية» : مصر والإمارات تواجهان التحديات بـ «قلب واحد»
تواجه الدول العربية للمرة الأولى في تاريخها الحديث عدداً من التحديات الداخلية والخارجية التي تصل إلى حد التهديدات نتيجة تشابك العديد من الأزمات الدولية التي ألقت بظلالها على المنطقة، إذ يتصل بعضها بالعديد من هذه الدول نظراً لأهميتها جغرافياً وطمعاً في ثرواتها الطبيعية خصوصاً النفط، ولذا من المتوقع أن تواجه دول المنطقة مخاطر شديدة خلال الفترة المقبلة، وجاءت دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات، لعدد من القادة العرب وهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطرالشيخ تميم بن حمد، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية لعقد قمة تشاورية حملت عنوان »الازدهار والاستقرارفي المنطقة «، بهدف بحث مواجهة التهديدات التي تواجهها وذلك عبرترسيخ التعاون وتعميقه بين الدول الشقيقة في المجالات كافة التي تدعم التنمية والازدهاروالاستقرارفي المنطقة من خلال بذل مزيد من العمل المشترك والتكامل الإقليمي، فضلاً عن بحث عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية والتحديات التي تشهدها سياسياً وأمنياً واقتصادياً وأهمية تنسيق المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك في التعامل مع هذه التحديات بما يكفل بناء مستقبل أكثراستقراراً وازدهاراً لشعوب المنطقة كافة من خلال بناء شراكات اقتصادية وتنموية بين دولهم وعلى المستوى العربي في عالم يمتلئ بالتحولات في مختلف المجالات، ويقيني أن قمة أبوظبي تسعى لتأسيس شكل جديد من العمل العربي المشترك القائم على فهم جديد لأوضاع العالم والإقليم والتحديات التي تواجه المنطقة في هذه المرحلة الصعبة خصوصاً مع تواصل الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على جميع دول العالم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً، وتجئ هذه القمة بعد أسابيع فقط من الإحتفال بمرور 50 عاماً على إنطلاق العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأبوظبي والتي وصفها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قائلاً إن » مصر والإمارات قلب واحد«، ما يؤسس لمرحلة جديدة من التلاحم بين الدولتين في مواجهة التحديات والأزمات مهما كان مصدرها بـ »قلب واحد« ينبض بالحب والخير والمصير المشترك وتقاسم رغيف الخبز.
وأرى أن هذه القمة تختلف كثيراًعن قمم عربية كثيرة سابقة تتسم بمظهربروتوكولي ومناسباتي وكانت بمثابة »جعجعة بلا طحن«عنوان مسرحية ويليام شكسبيرالتي كتبها بين عامي » 1598 ـ 1599 «، إذ يواجه العالم بأكمله مرحلة من غموض المواقف الدبلوماسية، ولذا لم يعد هناك وقتاً لاستمرارحالة الانقسام وتغيرالمواقف السياسية أمام القضايا العربية والدولية، ويجئ الحرص المشترك من الدول المشاركة في القمة على أمن واستقرارالمنطقة لبحث عدد من القضايا المهمة في مقدمتها ملف إيران النووي والتصدي للإرهاب خصوصاً القادم من اليمن، ومواجهة التحديات الداخلية الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها بعض الدول العربية، بعد أن صار أمراً ضرورياً لا يمكن غض الطرف عنه وتركها لقمة سائغة للفوضى وحروب الجيلين الخامس والرابع والأكاذيب التي يروجها تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يخطط لإسقاط المنطقة خصوصاً مصر في براثن حرب أهلية لأنها تعتبر حجز الزاوية للأمن القومي العربي بموقعها الجغرافي وقوتها البشرية والعسكرية، والأردن التي تعتبر بوابة للأمن الإقليمي العربي،ولذا فأن قمة أبوظبي التشاورية تقدرحاجة القاهرة وعمان إلى الدعم الاقتصادي لعبورالأزمة التي تسببت فيها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، إذ لازالت رحاها تدورمنذ ما يقرب من عام، فضلاً عن التكتلات العالمية الجديدة التي بدأت تظهر في الأفق في عالم متعدد الأقطاب، إذ ترغب بعض الدول الكبرى إلى الإستيلاء على ثروات المنطقة، كما ناقشت القمة القضية الفلسطينية، ويؤكد التاريخ أن دول الخليج التي لم تتأخر منذ السبعينيات، وحتى الآن عن دعم جميع الدول العربية وكان موقفها أثناء حرب أكتوبرلدعم مصر ملحمة لا يمكن أن يطويها التاريخ، إذ سارعت بتقديم الدعم المالي والاقتصادي وقطع البترول عن الدول الغربية حتى تحقق النصر، ولن ينسى الشعب المصري مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان اَل نهيان، مؤسس الإمارات الحديثة » النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي«، ولذا فأن الشراكات العربية سارت هدفاً لتطويراقتصادات دول الخليج ونموذج للتنمية يمكن البناء عليه باعتبارهاعمقاً للإستثمارات الخليجية التي تتطلع للأسواق الخارجية في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا لأنها تضمن للاقتصاد الخليجي النمو والتطوروبناء قدرات الدول المستقبلة عبرهذه الاستثمارات.
إن العلاقات الوثيقة بين القاهرة وأبوظبي باتت نموذجاً يحتذي به لجميع دول المنطقة من أجل التعاون في المجالات كافة، ودليلاً على عمق الروابط الأخوية بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد، والتي بدأت فورتولى الرئيس السيسي سدة الحكم في مصرعام 2014 إذ كان الشيخ محمد بن زايد وقتها ولياً لعهد أبوظبي، والذي أكد في أكثر من مناسبة أن الإمارات لن تتخلى عن مصر، وأنها تقدرموقف الشعب المصري البطولي في القضاء على حكم الإرهاب والظلام، واصفاً إياه بالشعب العبقري، ومضيفاً أنه لو كانت هناك »لقمة حاف« لاقتسمتها الإمارات مع مصر، ما يؤشر إلى أن مصر والإمارات تواجهان التحديات بقلب واحد، نتيجة حرص أبوظبي على أمن مصر واستقرارها، وتؤكد سجلات العلاقات الاقتصادية بين البلدين أن الإمارات أكبردولة مستثمرة في مصر بمبالغ تفوق 20 ملياردولار، وثاني أكبر شريك تجاري لمصرعلى المستوى العربي، فيما تعد مصرخامس أكبر شريك تجاري عربي للإمارات في التجارة غير النفطية، وتستحوذ على 7 % من إجمالي تجارتها غير النفطية مع الدول العربية، إذ شهدت التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات ومصرقفزات كبيرة خلال العقود الخمسة الماضية، خاصة خلال العشرين عاماً الأخيرة، بارتفاعها من نحو 744 مليون درهم في عام 2000 لتصل إلى نحو 27.8 ملياردرهم في عام 2021، بنمو نسبته 3635 %، في الوقت الذي قفزت قيمة الاستثمارات الإماراتية في مصر لتصل إلى ملياري دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2021- 2022 مقابل 712.6 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام المالي 2020 ـ 2021 بنسبة ارتفاع 169.1 %، فيما ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصروالإمارات لنحو 1.2 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2022 مقابل 1.1 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 1.4%، وجاءت القمة التشاورية بعد ساعات فقط من استقبال الرئيس السيسي، الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، خصوصاً ما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري واستمرارالتنسيق والتشاور بين الجانبين، خاصةً في ضوء ما يجمعهما من توافق في الرؤى والمصالح، وفي ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، لتعقد بعدها بساعات قمة ثلاثية للرئيس السيسي مع الملك عبدالله الثاني، والرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين للمزيد من التشاورفي ضوء التطورات السياسية عقب تشكيل نتياهورئيس وزراء إسرائيل حكومة يمنية قد لا تشجع على أي حلول للقضية الفلسطينية في المستقبل.
في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس لبناء دولة قوية خارجياً وداخلياً ارتفعت صادرات مصر في 2022 إلى 53.8 مليار دولار، مقارنة بالعام الذي سبقه إذ كانت 45 مليار دولار، بنسبة زيادة تقترب من 20%، ولذا أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء «أنه لولا الظروف الاستثنائية والصعبة التي يشهدها العالم الآن، لارتفع الرقم أكثر من ذلك«، فيما بلغت قيمة واردت مصر غير البترولية 80 مليار جنيه، وهو ذات الرقم الذي تمّ تسجيله في 2021، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة أن لديها خطة واضحة لعدم حصول عجز تجارى من خلال إجراءات تحرص عليها الدولة لتوفيرالتدبير الدولارى خلال العام الجارى تجنباً لحدوث أى فجوة دولارية، إذ يتم الحرص خلال إعداد الموازنة الجديدة للدولة على توافر إجراءات الحماية الاجتماعية ومساندة المواطن، ولن يتم المساس بسعر الخبرفيما سيصل دعم بند القمح لـ95 مليار جنيه خلال العام الجاري، على أن يتم إطلاق معارض «أهلا رمضان» قبل الشهرالكريم للسيطرة علي الأسعار وخفضها وتحقيق الاتزان في الأسعار في الوقت الذي تحظي فيه الحاصلات الزراعية المصرية بسمعة عالية ووصلت إلى 80 سوقاً جديداً، وتم الإفراج عن بضائع من الموانئ بقيمة 4.8 مليار دولار فى الفترة من 14-17 يناير الجاري، كما سيبدأ مجلس الوزراء في تطبيق مبادرة دعم الصناعة والزراعة بداية من الأسبوع المقبل، في الوقت الذي تم فيه رفع سعر أردب القمح ليصل إلى 1250 جنيها بعد إقرارحافزتوريد إضافى 250 جنيها لدعم الفلاح، وسيتم إطلاق مبادرة دعم الصناعة والزراعة بداية من الأسبوع المقبل، ودعم السلع الاستراتجية للمنتجات المتعلقة بزيوت الطعام والتأكيد على عدم حدوث فجوة دولارية بعد أن تم الإفراج عن بضائع من الموانئ بقيمة 4.8 مليار دولار فى الفترة من 14-17 يناير الجاري، ولم يعد باقياً في الموانئ المصرية سوى بضائع بـ 5.3 مليار دولار فقط، منها 3 مليارات دولار لم يقدم المستوردون مستنداتهم المعتادة لإنهاء الإفراج عنها، وتسعى الدولة لإنهاء المتراكمات بالموانئ المصرية، والبدء في عودة حركة دخول وخروج البضائع بصورة طبيعي ومع عودة العديد من الموارد الدولارية للدولة، سيؤدي ذلك لضمان توافر العملة الأجنبية واستقرارسعرالصرف، حتى يعود التوازن في السوق المصرية في هذا الشأن، وذلك كله بالتنسيق بين الحكومة والبنك المركزي، وسيتم إعلان السياسات الضريبية للسنوات الخمس والعشرالمقبلة، فور الإنتهاء من تنفيذها لكي يتسنى توضيح مسار السياسة الضريبية للدولة المصرية، وهو الاتجاه نحو الاستقرارومنح مزيد من التيسيرات لتشجيع الاستثمارات في الفترة المقبلة.
بعد ساعات من عودة الرئيس عبد الفتاح السيسى، من الإمارات زارالكلية الحربية،"مصنع الرجال"يرافقه الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزيرالدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أسامة عسكررئيس أركان القوات المسلحة وعدد من كبار قادة الجيش، وشارك الرئيس طلبة الكلية خلال تنفيذهم عدداً من الأنشطة والتدريبات التي يتم تدريب الطلبة المستجدين بالأكاديمية والكليات العسكرية عليها بشكل يومى بمقر الكلية الحربية، والتي اشتملت الأنشـطـة علـى عـدد مـن التمارين الرياضية التي يتم تنفيذها بطابور اللياقة لمختلف الألعـاب التي تسهم في الحفاظ على معدلات اللياقة البدنية للطلبة في أعلى مستوياتها، كما شاهد الرئيس عددًا من الأنشطة الخاصة بالتأهيل العسكرى للطلبة التي يتم تنفيذها وفقاً لأحدث نظم الإعداد والتأهيل المتطورة والتى أظهرت مدى ما يتمتع به الطلبة المستجدين من ثقة بالنفس ومستوى إنضباط راقي خلال فترة الإعداد العسكرية، وأشاد الرئيس بما لمسه خلال الزيارة من مستوى الإعداد الراقى للطلبة المستجدين، كما طالبهم بالحفاظ على لياقتهم وإستعدادهم البدني والذهني المرتفع، والتحلي بالقيم العسكرية الرفيعة والنبيلة التي طالما تميزت بها مؤسسة القوات المسلحة المصرية العريقة، وتمضي الأيام وتنقضي السنون وتظل مصرتحتفل بـ 25 يناير«عيد الشرطة»، وبعد أيام يحيي الوطن الذكرى الواحد والسبعين والذي يحمل قصة معركة أبناء مصرالأبرارضد قوات الاحتلال الإنجليزي في الإسماعيلية عام 1952، إذ يخلد المواطنون في هذا اليوم من كل عام بطولات رجال الداخلية الذين خلدوا أسماءهم بحروف من نورفي سجلات التاريخ المعاصر، إنها ملحمة صمود من أجل الوطن عندما استشهد عدد من رجال الشرطة لرفع راية مصرعالية في معركة الإسماعيلية بعد أن رسمت لوحة فنية إمتزجت فيها دماء «الشرطة والشعب»أثناء تصديهم للمحتلين، لتبقى نموذجاً منيراً يؤكد للعالم أن المصريين إيد واحدة أمام كل من يحاول كسرإرادتهم، فأصبح هذا اليوم عيداً يحتفل به المصريون بكل طوائفهم كل عام يطوقون أعناق أبناء شهداء الشرطة بالورود والياسمين، في كل مكان على أرض الوطن من سيناء شرقاً إلى مطروح غرباً ومن الإسكندرية شمالاً إلى أسوان جنوباً يفوح عبق التضحيات والنصرعلى كل من يحاولون ضرب إستقرار الوطن، لقد روت دماء رجال الشرف الذكية على مدار 71 عاماً أرض مصرالطيبة، «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ»، إنه إحتفال شعب مصر يوم 25 يناير الجاري بكل طوائفه بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتكريم عدد من ضباط الشرطة وأسرالشهداء، فمصر لا تنسى أبداً من ضحوا من أجلها وزرعوا الأمن والأمل في ربوعها ولم يهابوا الموت ليسجلوا أسمائهم في تاريخ الوطن بحروف من نور، بعد أن سطروا أروع الملاحم في حربهم على الإرهاب فصنعوا تاريخاً مجيداً في سجل الوطن وكتبوا بدمائهم أروع التضحيات والأعمال البطولية وباتوا مثالاً في العطاء.
إن شهداء الشرطة على مدى 71 عاماً فتية اَمنوا بربهم وقضايا وطنهم وساروا طوائف من الشجعان في طريق المجد، فأصبحوا مشاعل نورللأجيال الواعدة، بعد أن تصدوا لتنظيمات دموية تسعى لنشر الظلام باعت الوطن بأرخص الأثمان، إنهم فخرمصرالذين نثروا الأمل وصنعوا المستقبل ورسخوا مكانتها في تاريخ الوطن وخاضوا معركة الإسماعيلية في 25 يناير1952 بعد أن رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، وأسفرالاشتباك بين الشرطة والقوات البريطانية عن استشهاد 56 شرطياً مصرياً و73 مصاباً، وبعدها تحول يوم 25 ينايرإلى عيد للشرطة تحتفل به مصركل عام، بعد أكدت الشرطة إنها حصن الوطن المنيع وسيفه البتارللتصدى لكل من تسول له نفسه أن يسقط الوطن الأبي، إذ خاضت طوال هذه السنوات المئات من الحروب أهمها القضاء على تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يسعى لإسقاط الدولة بدعم وتمويل من الخارج نتيجة سقوط حكم الإرهابي محمد مرسي عام 2013 عقب ثورة 30 يونيو، لكن المؤامرات الإرهابية على مصرلم تتوقف حتى الاَن ولاتزال جرائم الإخوان ومخططاتهم التخريبية مستمرة، لكن أبناء مصرلهم بالمرصاد.
يجئ الاحتفال بعيد الشرطة العام الجاري في وقت تواجه فيه مصرمع دول العالم أزمة اقتصادية، ولذا لم تنس وزارة الداخلية الاسهام في القيام بدورها الوطني كاملاً في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي للوزارات وأجهزة الدولة كافة بإتخاذ الإجراءات المناسبة للتخفيف عن كاهل المواطنين وتوفير السلع الأساسية والغذائية بأسعار مناسبة، بعد أن أطلقت وزارة الداخلية في 30 يونيو 2018 مبادرة «كلنا واحد» بالتعاون مع عدد من السلاسل التجارية الكبرى لعرض السلع الأساسية ذات الجودة العالية بأسعار مخفَّضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسب تتراوح بين 20 - 30٪ وتستهدف توفير السلع بأسعار مناسبة وتحقيق توازن بالسوق المحلي وضبط الأسواق، وذلك للتخفيف عن كاهل المواطنين ومواجهة الغلاء والقضاء على الاحتكار، تشهد المبادرة حالياً إقبالاً كثيفاً من المواطنين للحصول على السلع الغذائية بأسعار مخفضة، خاصة السلع الأساسية والاستراتيجية، من خلال عدد من السرادقات بالميادين والشوارع الرئيسية وقوافل السيارات، بالمناطق الأكثراحتياجاً التي لا تتوافر بها أفرع للسلاسل التجارية إلى جانب مشاركة منافذ أمان التابعة لها وتصل نسبة التخفيضات حالياً إلى 60 % للتخفيف عن المواطنين وتتوزع منافذ البيع على كافة المحافظات في مصر.
وأقول لكم، إن قصة معركة الشرطة في الإسماعيلية ضد قوات الاحتلال الإنجليزي التي تخلدها التضحيات لازالت باقية في الأذهان، وتستمرفصولها طوال 71 عاماً بعد أن أصبح 25 ينايرأحد أهم أيام التاريخ في مصر نظراً لما شهده من عطاء لرجال الشرطة الذين واجهوا العدو بشجاعة وصلابة فسطروا مع أبناء شعبهم أروع البطولات من أجل الحفاظ على سيادة الوطن وإعلاء رايته خفاقة فوق مؤامرات الطامعين وكيد المتربصين، إذ لم يكن الهدف الدفاع عن مواقع شرطية فقط بل الدفاع عن الإسماعلية بأكملها بالتعاون مع أبناء المدينة الباسلة، فكان مولد شعار «الشرطة والشعب إيد واحدة» والذي بات أيقونة تضيء مستقبل وطن لا يزال يتعرض لمخططات لإسقاطه، لكن ستظل مصرباقية طوال التاريخ بتضحيات رجال الشرطة وبطولاتهم التي لا تتوقف مهما طال الزمن وزادت التحديات.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com