د. نبيل السجينى
نحو الحرية - انهيارات المباني بين غضب الأرض والإهمال
انهيارات المباني بين غضب الأرض والإهمال
أصبح انهيار المباني السكنية أمرًا شائعًا في مصر، بسبب عدم تطبيق قوانين وأنظمة البناء، وإهمال صيانة المباني القديمة. بالإضافة إلى المخالفات والغش وعدم اتباع المواصفات الفنية والمعايير الهندسية السليمة أثناء التنفيذ، أو التصميم الإنشائي والمعماري غير المناسب مما يزيد من فرص الانهيار.
وفي كثير من الحالات، يتم تشييد المباني دون عمليات معاينة أو ضوابط مناسبة، مما يؤدي إلى زيادة خطر الانهيار. وكذلك الحال مع فساد المحليات وقلة الموارد لتطبيق اللوائح بشكل سليم.
ويؤدي اهمال صيانة المباني القديمة إلى تعرضها للتآكل وخطر الانهيار. وبالتالي فإن أحد الحلول هو تحسين إنفاذ قوانين ولوائح البناء. ووضع جداول منتظمة لعمليات المعاينة والصيانة، بالإضافة إلى توفير التمويل لمساعدة أصحاب العقارات القديمة على تغطية تكاليف صيانة مبانيهم. وزيادة ميزانيات الجهات المعنية بعمليات المعاينة والرقابة وتشديد العقوبات على المقاولين المخالفين للقوانين.
وكذلك تدريب العاملين في مجال البناء على تطبيق طرق البناء التي تقاوم غضب الأرض، مثل الزلازل، من خلال الأساسات الخرسانية العميقة أو عزل هيكل المبنى عن الأرض باستخدام دعامات أو إطارات مرنة يمكنها امتصاص الطاقة الزلزالية وتحافظ على المبنى واستقراره لحظة وقوع الزلازل.
وتتطلب مواجهة ظاهرة انهيار المباني السكنية مزيجًا من تحسين تطبيق اللوائح والقوانين، وجودة تقنيات البناء، وتحسين الصيانة، وزيادة الوعي بأهمية السلامة الإنشائية بين المواطنين، واختيار المقاولين ذوي السمعة الطيبة، وسرعة حصر المباني التي تهدد حياة المواطنين وازالتها على الفور..
د. نبيل السجيني
n.segini@ahram.org.eg