احمد الشامى
أقول لكم - «مشروع السيسي»:«مصرتنتصرعلى تحديات الجمهورية الجديدة»
«مشروع السيسي»:«مصرتنتصرعلى تحديات الجمهورية الجديدة»
يعتبرمشروع بناء الأمة القوية من أصعب المراحل التي تواجه الشعوب في العصورالقديمة والحديثة، لأنه يستلزم حشد الطاقات والإمكانات كافة من أجل بناء مؤسسات الدولة وتثبيت هويتها، ورغم أن الأمم قديماً كانت تمتلك عدداً من الدول، إلا أن الأمرتغيربعد الحرب العالمية الثانية التي بدأت عام 1939 وانتهت 1945 بانتصارقوات الحلفاء على دول المحور، ما أدى لانهياراًخرالإمبراطوريات على الأرض وفي مقدمتها البريطانية والألمانية والإيطالية واليابانية نتيجة مقتل نحو 85 مليون شخص غالبيتهم من المدنيين، لذا تعد هذه الحرب الأكثر دموية في تاريخ البشرية، وبعدها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية التي قادت الحلفاء للنصر على المحورعن أحدث مشروع لبناء الدول في العصر الحديث، وهو «مشروع مارشال» الاقتصادي لإعادة بناء أوروبا عام1947 ، وخصصت لذلك 12.9925 ملياردولار أميركي أسهمت في إعادة تشغيل الاقتصاد والمصانع الأوروبية، نتيجة تدميرالدول وانهيارها إلى حدٍ كبيرعقب الحرب العالمية والتي أدت إلى انتشار الفقر والبطالة، فأصبح مشروع مارشال أول مبادرة لإنعاش اقتصاديات غرب أوروبا التي أكملت مسيرتها لتقود العالم مع الولايات المتحدة، قبل أن تلحق بهم روسيا والصين الللتين تضررتا أيضاً من الحرب واعتمدت كل منهما مشروعاً لإعادة بناء الدولة مع إختلاف المسميات، فأصبحنا حالياً نعيش في عالم متعدد الأقطاب، وفي ظل الصراع بين القوى العظمى في العالم شهدت مصر الكثير من الحروب في العصر الحديث بدءاً من عام 1948 مروراً بالإعتداء الثلاثي عام 1956 وحرب أكتوبر 1973، إضافة إلى حربي اليمن وتحرير الكويت، وكلها معارك أهلكت الاقتصاد المصري وجعلته غيرقادرعلي تشييد أمة حديثة خصوصاً بعد أحداث 25 ينايرنتيجةغياب مشروع لبناء الدولة ما أدى إلى تراجعها، وهو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الإعلان عن بناء جمهورية جديدة عقب ثورة 30 يونيو يفتخربها كل مصري، ولذا يستحق أن نطلق على رؤيته «مشروع السيسي» أسوة بـ «جورج مارشال» رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأميركي منذ يناير1947 والذي أعلن بنفسه عن مشروع مارشال عام 1947 في خطاب امام جامعة هارفارد الإنجليزية عبر «منظمة التعاون الاقتصادي الأوربي» والتي أسهمت في إعادة إعمار وبناء أوروبا الحديثة وتبعتها غالبية دول العالم خصوصاً في اَسيا وأمريكا، ومنها كوريا الجنوبية التي قسمتها الصراعات من أمة إلى دولتين، وكذلك شبه القارة الهندية التي تفككت إلى الهند وباكستان وبنجلاديش.
تسير مصر حالياً بخطى ثابته في تنفيذ مشروع بناء الأمة ما بعد الحرب، ومن حسن الطالع أن غالبية المصريين لغتهم واحدة ودينهم واحد، ما كان له أبلغ الأثر في التحرك نحو بناء الجمهورية الجديدة
من خلال رؤية الرئيس السيسي، الذي قررأن يتحمل تبعات التأخير في التفيذ الذي كان يجب أن يبدأ بمجرد سقوط النظام الملكي عام1952 مباشرة رغم حدوث محاولات ظلت عقيمة حتى سقوط نظام الإخوان عام 2013 الذي شهد إشارة إنطلاق البناء الحقيقي بعد تقنين حق المواطنة لكل الشركاء في الوطن خصوصاً المسيحيين ومحاربة الإرهاب، فأصبحت المواطنة إحدي ركائزالجمهورية الجديدة ليحدد الشعب هويته في اطار مؤسسات دولة عصرية، وكان من أسس بناء الجمهورية أيضاً التأكيد على استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام والاستقراربعد الانتصار على الإرهاب والتعايش المشترك بين كافة طوائف المجتمع وبناء المؤسسات الحديثة، ومن المعروف تاريخياً أن الدول التي تتجاوز مرحلة الحرب، تصبح في حاجة إلى مساعدات كبيرة من أجل بناء الإنسان الحديث القادرعلى استيعاب التكنولوجيا الحديثة والمضي في بناء الجمهورية الجديدة، وهو مشروع يحتاج إلى وقت طويل للانتهاء من كل مراحله مع استمرار الدعم وتطويرالخدمات العامة التي تسهم في إسعاد وراحة المواطنين والحفاظ على وحدتهم مهما كانت التضحيات خصوصاً في حال واجهت الدولة تحديات لم تكن في الحسبان مثلما حدث في الحالة المصرية التي تواجه جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والتغير المناخي، ما أدى إلى التأثير سلباً على مدخلات الدولة من العملات الأجنبية نتيجة تأثرها بالأزمة الاقتصادية العالمية، بعد أن وجهت الدولة الجزء الأكبر من الاستثمارات العامة لتحسين البنية التحتية، ورفع مستوى الخدمات وأنفقت نحو 7 تريليونات جنيه على المشروعات القومية الكبرى والاستثمارات بإجمالي مشاركة 90% من القطاع الخاص.
السؤال الاَن هل نجحت الدولة في الانتصار على التحديات التي تواجه استكمال «مشروع السيسي»؟ ظني أن مصر انتصرت بالفعل على هذه التحديات بعد أن تمكنت من تشييد المئات من المشروعات القومية العملاقة التي تعتبرركيزة الجمهورية الجديدة ومنها مشروع قناة السويس الجديدة إلى جانب توسيع وتعميق البحيرات المرة التي تعتبر جزءاً من القناة الأصلية ويستهدف المشروع التخلص من المشكلات التي تتعرض لها السفن، إذ كانت قوافل الشمال تتوقف فترات زمنية طويلة تمتد لـ 11 ساعة في البحيرات المرة والسماح للسفن العملاقة ذات غاطس 65 قدماً بالمروربالقناة، وتالياً زيادة دخل قناة السويس من خلال السماح لفئة جديدة من السفن بالمرور لم يكن باستطاعتها المرورمن قبل وتنمية المنطقة الجديدة على ضفاف القناة الناشئة من خلال ما يعرف بـ «تنمية قناة السويس»، وهو ما يتضمن مشروعات عمرانية وصناعية وسياحية متكاملة ما يؤدي لخلق فرص جديدة للاستثمار فضلاً عن خلق فرص عمل جديدة في كل مراحله من الإنشاء إلى التنفيذ، وكذا مشروع المليون ونصف المليون فدان الذي يعد بمثابةإحياء للريف المصري، من خلال إقامة مجموعة من المجتمعات العمرانية والأنشطة الزراعية والصناعية الجديدة، ما يسهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل وتوفير فرص عمل ووحدات سكنية للعاملين بهذا المشروع، ويضم 500 ألف فدان في 9 مناطق من بينها الفرافرة القديمة والفرافرة الجديدة، والذي تواصل الدولة العمل ليلاً ونهاراً للانتهاء منه، كما شيدت الدولة العديد من المشروعات الصناعية ومنها مجمع للصناعات الصغيرة والمتوسطة الذي يضم 384 ورشة صناعية مقسمة على 3 مجمعات صناعية على مساحة تقدر 454 ألف متربمدينة العاشر من رمضان، ويستهدف المشروع الذي وصلت تكلفته إلى 386 مليون جنيه مصري إلى توفير فرص العمل المؤقتة والدائمة للشباب، إضافة إلى مدينة دمياط للأثاث التي تعتبر قلعة صناعية تضم الورش الخاصة بإنشاء الأثاث المنتشرة فى محافظة دمياط، والتى تضم مجموعة من أمهر صانعى الأثاث فى العالم، كما يستهدف إنشاء المدينة دعم الصناعات والحرف القديمة، نظرا لتوفيرها 100 ألف فرصة عمل بشكل مؤقت و30 ألف فرصة بشكل دائم، ومشروع الضبعة التووي الذييعد من أهم المشروعات القومية الموضوعة ضمن خطة التنفيذ ويستهدف إنشاء أربع مفاعلات نووية تستهدف إنتاج الطاقة الكهربائية من الجيل الثالث المطوربطاقة تصل إلى 4800 ميجاوات كل محطة 1200 وات، على أن تبدأ المحطة الأولى في الإنتاج عام 2024 ، ومشروع محطة بنبان للطاقة الشمسية الذي يعد نواة جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية فى مصر من الشمس، ودعم الشبكة القومية كأحد أهم أهداف المشروع ، وتعد محطة بنبان للطاقة الشمسية أكبر وأضخم مشروع في مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يقام علي أرض أسوان من خلال استغلال طاقة الشمس كمصدر متجدد لانتاج الكهرباء النظيفة ، يقع المشروع في قرية بنبان بمركز دراو بأسوان، ويضم 40 محطة شمسية ستنتج ألفين ميجاوات بواقع 50 ميجاوات من كل محطة بإجمالى 2000 ميجاوات ، بما يعادل 90 % للطاقة المنتجة من السد العالى لتدعم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء، ويقام المشروع على مساحة 8843.3 فدان.
وتعتبر خطة بناء 24 مدينة جديد من الجيل الرابع أيقونة المشروعات التي شيدت في الجمهورية الجديدة من خلال خطة متكاملة قيد التنفيذ تستهدف إنشاء عدد من المدن الكبرى بأهداف ذات أبعاد عمرانية واقتصادية كبيرة، بحيث تقلل الأزمة السكانية والتكدس السكاني بالمحافظات الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية والقليوبية وغيرها من ناحية ومن ناحية أخرى توفير فرص عمل للمساهمة في حل أزمة البطالة التي تضرب مصر منذ سنوات، وكذا إنشاء مدن صناعية بتلك المشروعات من أجل خلق فرص جديدة للاستثمار، بما لذلك من عوائد اقتصادية هامة على الدولة أهمها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين وتوشكى والفرافرة والمنصورة وبورسعيد وسوهاج والفرافرة وأسيوط ودمياط والجلالة الجديدة بالتزامن مع إنشاء مشروعات الإسكان الاجتماعي للشباب والفئات الأكثر إحتياجاً والذي يعتبر إنجازا بكل المقاييس، حيث لم تشهد مصر مثل تلك المنظومة على مر التاريخ، ويعتبر إنجاز المتحف المصري الجديد الذي تستعد الدولة للإعلان عن موعد افتتاحه أيقونة المتاحف في العالم والذي سيكون منارة للسياحة الأثرية التاريخية، إضافة إلى السياحة الشاطئية وهو أكبر متحف في الشرق الأوسط والعالم من حيث عدد القطع الأثرية التى يحتويها ومساحته، ومن المتوقع أن يفتتح المتحف المشيد على 117 فداناً، فى العام الجاري ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور لدعم قطاعى السياحة والآثار فى مصر، إذ سيمثل مع المتحف القومي للحضارة في مدينة الفسطاط الجديدة بالقاهرة والذي يقع علي مساحة 33.5 فداناً ويستوعب خمسين ألف قطعة أثرية تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، كما يحتوى على نماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية وآثار من العصر الحجري والفرعوني واليوناني الروماني والقبطي والعربي وحضارة السودان والعصر الحديث. ويطل موقع المتحف على بحيره طبيعية وهي بحيرة عين الصيرة، وواصلت الدولة إقامة المشروعات القومية ومن بينها تنمية حقول البترول والغاز ومنها حقل ظهر الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى في 31 يناير 2018 والذي كان قد بدأ الإنتاج التجريبى منه فى 2017 ، ويهدف إلى الوصول بمعدلات الإنتاج الى 3 مليار قدم مكعب غاز يومياً ، وبتكلفة استثمارية إجمالية حوالي 15.6 مليار دولاروتم بدء الإنتاج من الحقل بعد 28 شهراً من تحقيق الاكتشاف وهو رقم قياسي عالمياً إذ تتراوح هذه المدة من 6 إلى 8 سنوات، هذا وقد تم الوصول بمعدلات الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعب يومياً في عام 2019
إن مواجهة تحديات استكمال بناء الجمهورية الجديدة يعني عدم التوقف عن استكمال البناء ولذا لا يكف الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن زيارات دول العالم واستقبال العديد من زعماء هذه الدول في مصر، لبحث سبل التعاون الاقتصادي، للانتصارعلى هذه التحديات، إذ استقبل قبل أيام رئيس أوزبكستان "شوكت ميرضياييف" في القاهرة واتفقا على أهمية إيجاد حل لقضية سد النهضة وتشجيع الجانب الإثيوبي على توقيع اتفاقية ملزمة قانونيا بشأن ملء وتشغيل السد كما تم الاتفاق على سرعة عقد اللجنة المصرية الأوزبكية المشتركة للتعاون الاقتصادي في أقرب وقت ممكن ووضع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين موضع التنفيذ، فضلاً عن التعاون الأمني والمعلوماتي في مجال مكافحة التطرف، فيما عبر الرئيس السيسى عن تقديره لرئيس أوزبكستان في أول زيارة له لمصر رددًت على الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السيسى في عام 2018، مضيفاً:"نحن نعرف بلادكم العظيمة على المستوى التاريخي، أنها بلاد ما وراء النهرين، ونعلم سمرقند، ومدينة بخاري، والإمام البخاري، والترمذي، والزمخشري، وعلماء عظماء من علماء المسلمين" مؤكداً على أهمية العمل على زيادة الميزان التجاري بين البلدين الذي لا يعكس حجم الثقة والإرادة السياسية في التعاون بين البلدين، موجها الشكر والتقدير لأوزبكستان لدعمها مصر في الحصول على صفة المراقب في منظمة شينغهاي، وأهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية "حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، كما أكد أهمية إيجاد حل سياسي للنزاع الروسي الأوكراني لما له من تأثيرات على العالم كله، في الوقت الذي لا تتوقف جماعة الإخوان الإرهابية عن بث الشائعات عن مصروتتخذ منها منهجاً لمحاولة إسقاطها من خلال بث الفتن والأكاذيب، للتشكيك في قيادات الدولة، إذ تسعى اللجان الإلكترونية التابعة لها إلى بث آلاف الشائعات والأخبارالكاذبة التي طالت الكثيرمن مؤسسات الدولة في محاولة للتأثيرعلى وعي المواطنين وتغييرالموقف الجمعى، عبرقنوات تليفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات وحسابات وهمية مأجورة تسمى «كتائب إلكترونية»، يختص بعضها بالسوشيال ميديا، وأخرى بالصحافة، وهدفهم نشرالشائعات والمعلومات الخاطئة من أجل الإضراربمصروعلاقاتها الخارجية خصوصاً بالأشقاء العرب، بعد خانوا وطنهم بدعم من دول كارهة لما تحققه مصرمن نجاحات في المجالات كافة، مستخدمين شعارات دينية مزيفة فى محاولة للتأثير فى وعي المصريين، وهي حرب شرسة تنظمها الكتائب الإلكترونية الإخوانية الإرهابية وتستهدف المواطن المصرى معنوياً من حيث عطائه وقِيَمُه وانتمائه، وهوأشد ضراوة من الاستهداف المادى لجسد الإنسان، ولذا على الشعب التصدي لشائعات الإخوان بالوعي، لأن الإرهاب الإلكترونى يمثل خطراً على الوطن من الناحية الفكرية، إذ إن مروجى الشائعات يصدق عليهم وصف المرجفين، الذين يهدفون إلى زعزعة استقرارالأوطان بالأخبار التي تسهم فى نشرالاضطراب والفوضى.
ويبدو أن الشائعات التي تروجها الجماعة تستهدف أيضاً التغطية على الانقسامات التي تضرب تنظيم الإخوان الإرهابي، إذ تستعد الجماعة للإعلان عن جبهة رابعة تنبثق من داخل جبهة لندن، بعد ظهورثلاث تيارات داخلها وهي وجبهة لندن بقيادة محي الزايط الذي تولى القيادة خلفاً لإبراهيم منير، وجبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين، وتيارالشباب الذي أطلق على نفسه «التغيير» وانطلق من تركيا، إذ طالب أخيراً شباب ينتمون إلى الجماعة ويدينون بالولاء لجبهة لندن قيادات الجبهة بتنفيذ عدة مطالب لهم لضمان عودة الجماعة لسابق عهدها أهمها إتخاذ المد الثوري مساراً للجماعة لا تحيد عنه ودعوا إلى إعلان خطة واضحة لتنفيذ هذه المطالب التي وصفها البعض بالجوهرية فيما رأتها القيادات تعجيزية وتتضمن العمل الحثيث لإخراج المعتقلين من السجون وتكوين مكتب إرشاد جديد ببرنامج معروف عن طريق انتخابات، وكذلك تكوين مجلس شورى مستقل عن الإرشاد له حق المراقبة والمحاسبة للمكتب ومراجعته وتقويمه يرشح فيه من المنتظمين والعاملين من له برنامج معروض وتوافق عليه عمومية الإخوان أي أفراد الصف، كما طالبوا بتكوين فريق مخابرات لحماية القيادات فيما تضمنت المطالب إعادة كل الإخوان المفصولين منذ العام 2013 لصفوف الجماعة ورد اعتبارهم وحفظ كرامتهم واستغلال طاقتهم وتوظيف كفاءاتهم، فضلاً عن حصر أموال الجماعة وتقنينها بما لا يدع مجالاً لإيداعها مع أفراد بعينهم، وهددت بإبعاد القيادات في حال لم يتم تنفيذها.
جاء ذلك في الوقت الذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو قتل، محمد صلاح الدين زيدان، واسمه الحركي «سيف العدل»، الذي أصبح الآن زعيم تنظيم القاعدة المتشدد بلا منازع، بعد مقتل أيمن الظواهري في يوليو 2022، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنّ "تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة بأنّ الزعيم الفعلي الجديد للقاعدة سيف العدل موجود في إيران، لكنّ التنظيم لم يعلنه رسميا بعد "أميرا" له بسبب الحساسية إزاء مخاوف سلطات طالبان في أفغانستان، التي لم ترغب في الاعتراف بأنّ الظواهري قُتل بصاروخ أميركي بمنزل في كابول العام الماضي، لكن يبدوأنّ تنظيم القاعدة حسّاس تجاه مسألة قيادة سيف العدل بسبب إقامته في إيران، إذ إن مكان وجوده يثير تساؤلات لها تأثيرعلى طموحات القاعدة، لتأكيد قيادتها حركة عالمية في مواجهة تحديات تنظيم الدولة الإسلامية" المنافس لها، وسيف العدل (62 عاما) شخصية بارزة في الحرس القديم للقاعدة، ساعد في بناء القدرة العملياتية للتنظيم ودرّب بعض الخاطفين الذين شاركوا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وفق المنظمة الأميركية "مشروع مكافحة التطرف" ووجهت هيئة محلفين اتحادية كبرى في الولايات المتحدة اتهامات لسيف العدل في نوفمبر 1998 لدوره في التفجيرات التي استهدفت السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا، ما أسفر عن مقتل 224 مدنيا وإصابة أكثر من 5000 آخرين، إذ أسهم في تحويل القاعدة إلى أكثر الجماعات المسلحة دموية في العالم من خلال التخطيط للهجمات من الظل.
وأقول لكم، إن سيف العدل ولد بمحافظة المنوفية عام 1960، وخلال فترة المراهقة اعتاد التردد على مسجد « فجر الإسلام» في شبين الكوم ونهل من أفكارالإخوان المتطرفة واعتقل في عام 1987 بتهمة محاولة إحياء « تنظيم الجهاد» المتهم باغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وشارك في محاولة اغتيال اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية الأسبق، وسافر لأفغانستان عام 1988، كما توجه إلى السودان عام 1992 مع مؤسس التنظيم أسامة بن لادن وكلفه الأخير بمسؤولية تدريب المقاتلين في قندهار، كما تولى تنفيذ عمليات للتنظيم في الصومال وأفغانستان، ويعتبرسيف العدل أحد القلائل الذين لا يزالون على قيد الحياة من الحرس القديم للقاعدة، إذ ظل مقرباً من القيادة المركزية للتنظيم لعقود، وأن التكليفات المخولة إليه ستشمل تقديم التوجيه الاستراتيجي لمنتسبي القاعدة الذين يديرون شؤونهم اليومية بأنفسهم في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وكشفت لائحة الاتهام الأمريكية أنه كان ناشطاً في صفوف الجماعات الاسلامية المتطرفة ورغم أنه لا ينتمي الى جيل مؤسسي القاعدة عام 1988 لكن يعتقد أنه لعب دوراً مهما في بناء التنظيم وتعزيز قدراته وامكاناته العسكرية، إذ تولى في بداية الأمرعمليات تدريب المقاتلين في المعسكرات التي كان يديرها التنظيم في افغانستان، ويقيني أن نهايته باتت وشيكة مثل تنظيم الإخوان الذي نهل من أفكاره الإرهابية، لينعم المصريين بالأمان والاستقرار في الجمهورية الجديدة.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com