الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية - تجارب اقتصادية ناجحة (3) .. ماليزيا
تجارب اقتصادية ناجحة (3).. ماليزيا

بدأت ماليزيا تجربتها الاقتصادية في عام 1957، ونجحت في التحول من مجتمع زراعي إلى واحدة من أكثر الاقتصادات ديناميكية وازدهارًا في جنوب شرق آسيا في مجالات التصنيع والسياحة والخدمات. وتضمنت تجربتها العديد من الدروس المفيدة للبلدان النامية.

كانت البداية الحقيقية بالاهتمام بالتعليم، مما ساعد على تطوير قوة عاملة ماهرة تقود قاطرة التنمية الاقتصادية. ولعبت الحكومة دورًا محوريًا في التحول لدولة مصدرة تجذب الاستثمار الأجنبي بدعمها الصناعة. بناء على خطة اقتصادية طويلة المدى تحقق التنمية والعدالة.

بعد الأزمة المالية عام 1997، سحب المستثمرون استثماراتهم، مما تسبب في انخفاض حاد في قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية. إلا أن ماليزيا رفضت توصيات صندوق النقد، واصرت على نهج جديد للتنمية يراعي ظروف البلاد ووضعت ضوابط على رأس المال، وقيدت خروج الاستثمار الأجنبي، والأرباح، وتحويل "الرينجت" إلى عملات أجنبية، مما منح اقتصادها قبلة الحياة والتعافي دون الخضوع للإصلاحات الهيكلية المؤلمة التي طالب بها الصندوق.

وكان من أبرز رواد الاقتصاد الماليزي مهاتير محمد، رئيس الوزراء الاسبق الذي لا يزال إرثه ملموسا حتى اليوم حيث قاد التحول الاقتصادي من خلال سلسلة من السياسات التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتطوير التصنيع ومحاكاة الشركات اليابانية.

وهناك تان سري، مؤسس سلسلة من المنتجعات التي وضعت ماليزيا على خريطة السياحة العالمية، وكذلك فرانسيس فرنانديز، الذي أحدث ثورة في صناعة السفر من خلال إنشاء شركة طيران منخفضة التكلفة في عام 2001 جعلت السفر في متناول الطبقة المتوسطة.

د. نبيل السجيني

n.segini@ahram.org.eg
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف