احمد الشامى
أقول لكم - «الرئيس في يوم الشهيد»: «مفيش إرهاب بيهد دولة»
«الرئيس في يوم الشهيد»: «مفيش إرهاب بيهد دولة»
تتشح مصر بالسواد وتقف حداداً على أرواح أبطال الجيش الذين ضحوا بحياتهم فداءً للوطن، إذ تحتفل القوات المسلحة في الـ9 من مارس من كل عام بـ »يوم الشهيد والمحارب القديم»، والذي يوافق ذكرى استشهاد رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول عبد المنعم رياض عام 1969 وسط جنوده البواسل على جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف، والذي يعد أحد أشهرالعسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين ويلقب بـ »الجنرال الذهبي»، إذ إرتقت روحه إلى السماء في مثل هذا اليوم عام 1969، عند تفقده الجبهة أثناء حرب الاستنزاف لمتابعة نتائج القتال، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في فعاليات الندوة التثقيفية الـ 37 للقوات المسلحة التي أقيمت بهذه المناسبة بمركزالمنارة للمؤاتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، وشرح للمصريين كيف كانت مصر خلال السنوات الماضية، وأين أصبحت بعدأن ضحى شعبها وجيشها بالأرواح والدماء من أجل استقرارها، وأكد أنه كان شاهداً على جميع الأحداث التي وقعت في مصر خلال السنوات العصيبة التي تلت أحداث 25 يناير 2011 قائلاً » أنا من الناس اللى حضرت الأحداث وشافتها وهى بتتعمل وبتترتب بشكل أو بآخر وزى ما انتوا شوفتوا الاحتفال كله وكل البرنامج النهاردة يعكس حاجة واحدة بس إن مهما كانت الصعوبات اللى بتقابلنا والظروف الصعبة اللى بنواجهها بفضل الله الأمور بتعدي»، مضيفاً «فيه تمن كبير أوي اتدفع، والتمن ده فيه أسردايماً أقول أن تكرارى للكلام هو عرفان للأسر اللى موجودة معانا واللى مش موجودة، الثمن كبير جداًعندكم وعندنا كلنا، عند كل المصريين اللى بيشفونا النهاردة بيحسوا قد إيه إن فيه تمن كبيراتدفع علشان البلد تبقى في أمن وسلام، مفيش إرهاب بيهد دولة شعبها على قلب رجل واحد»، ويقيني أنها كلمات صادقة صادرة من شغاف قلب الرئيس الحريص على أن يتحاور مع الشعب ويبين له كيف واجهت مصر أخطر تنظيم إرهابي في العالم بقلب قوى قادر على مواجهة طلقات الرصاص بصدر مفتوح وكانت النتيجة القضاء على الإرهاب في سيناء رغم محاولاتهم إرتكاب عمليات دنيئة من وقت لاًخر لمحاولة الإدعاء أنهم لايزالون على قيد الحياة.
وأكد الرئيس السيسي، أن «التمن اللى مننسهوش حقيقي هو أن إحنا نخلي بالنا من البلد دي، والكلام ده والخراب اللى كان ممكن مصرتشوفه خلال العشرسنين اللى فاتوا ميتكررش تاني، بمين؟مش بالجيش والشرطة بكل المصريين»، ووقف الرئيس السيسي والحضورتحية للشهداء أثناء عرض الفيلم التسجيلى: «رموز خالدة»، الذي تحدث عن تضحيات أبناء القوات المسلحة ضمن فعاليات الندوة، بمناسبة يوم الشهيد، فضلاً عن عرض فيلم تسجيلي بعنوان «القطرة» الذي يتطرق إلى القطرات التي يستنزفها الإنسان في سبيل تحقيق الإنجازات والتطورات وتغيير الواقع في البلاد سواء أكانت قطرات من العرق أوالدم أو الدمع على شهداء الوطن، وكرم الرئيس السيسي، أسر شهداء ومصابي العمليات من القوات المسلحة، وأرى أن الأوطان تظل أمانة في أعناقنا من الميلاد حتى الممات، نبذل قصارى جهدنا لتبقى مكانتها مصانة في القلب طوال الحياة مهما اختلفنا أو تخاصمنا، ولذا فأن مقومات بناء الأوطان لا تختلف من دولة إلى أخرى سوى في بعض التفاصيل، وهو أمر ليس بالهين بل يحتاج إلى جهود مضنية من الشعوب التي تكون في حاجة إلى قائد مخلص نابه قادرعلى جمع فئات المجتمع كافة خلفه لبذل الدماء وإنفاق الأموال والتخطيط وإتخاذ قرارات صعبة ومصيرية الذي يتوج ببناء دولة حديثة، يأتي في مقدمة الإعلان عنها تنفيذ خطة محكمة لوضع قواعد البناء وهوما تسعى مصر لإنجازه منذ عام 2014 حتى الاًن، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي أطاحت بأحلام الكثير من الشعوب في تحقيق التنمية، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يراهن دائماً على وعي الشعب الساعي لبناء الجمهورية الجديدة، وأرى أن مصرتواجه الأزمات بقلب جديد وتواصل المضي في طريقها لتحقيق أهدافها، ولعل أبلغ دليل على ذلك ما قاله الرئيس في المنيا قبل أيام »أنا مش خايف من أي حاجة بتحصل لأني حاسس إن كل الأسر المصرية واقفة جنبي، رغم تعرض مصرلعدد كبير من الهجمات المختلفة خلال السنوات الماضية»، وظني أن ذلك يعني أن الرئيس يعلم أن الشعب يقف معه للتصدي لمحاولات إسقاط الدولة من جانب جماعة الإخوان الإرهابية التي لا تتوقف عن بث الشائعات، في وقت تستعين الدولة بالعلم لبناء الجمهورية الجديدة على اعتبارأنه الركيزة الأولى والأهم في بناء الأوطان من خلال تشييداَلاف المدارس والجامعات سنوياً خصوصاً في المدن الجديدة، إذ إنه ركيزة بناء المجتمعات والحضارات الحديثة، كما تمتلك مصرالقدرات العسكرية التي تعتبربمثابة قوة واضحة للدولة وتشمل إمتلاكها لجميع أنواع القوات البرية والبحرية والجوية لحماية جميع مقدرات الدولة في البروالبحروالجو.
وكلمة الدولة ابتكرها نيكولو مكيافيللي في القرن السادس عشر، قبل الثورة الفرنسية التي إندلعت (1789) معتبراً إنها كيان سياسي وقانوني ينبني على ثلاثة عناصرهي الشعب والأرض والسيادة القانونية الشاملة على الشعب والأرض معاً بناءً على نصوص قانونية يتعاقد فيها الشعب مع سلطة تنفيذية من أبنائه لقيادة منظومة الدولة والإشراف على شؤون الناس والمجتمع، وأضافت الدولة العصرية دساتيروبرلمانات ومجالس محلية، وجيشاً، وإدارات مالية وضريبية ومحاكم حديثة، وأجهزة شرطة وأمن، ويمكن اعتبارهذه العناصرأسس البناء لإقامة الدولة، التي تحتاج إلى المزيد من المقومات من بينها العدل وقد أيقنت القيادة المصرية أهمية ذلك فأطلقت عشرات المبادرات لإقامة دولة العدل وفي مقدمتها تكافل وكرامة وحياة كريمة وهوما يحرص الرئيس على تنفيذه بدعم الفئات التي تنتسب إلى هذه البرامح أخيراً، إذ وجه الرئيس الحكومة بزيادة دخل المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة بنسبة 25%، لتزداد عظمه مصر، من أجل وحدة الصف بين جميع طوائف الشعب المصري وعبورالأزمات التي تواجه مصر أخيراً، فضلاً عن بناء إنسان جديد قادرعلى المواجهة والعبور بالوطن إلى بر الأمان، كما يحرص الرئيس على بناء دولة حديثة صناعية من خلال الاستفادة المثلى من الأصول المملوكة للدولة بما يواكب التطورات العالمية الحديثة في مجالات الصناعة والتسويق والإدارة بالتكامل مع القطاع الخاص في سياق يعتمد على أعلى درجات الحوكمة والإدارة الاقتصادية الرشيدة بهدف تعظيم قيمة الموارد الوطنية والإسهام الإيجابي في جهود دفع التنمية الشاملة، وحرص على متابعة الخطط الجاري تنفيذها لتحديث وتطويرقطاع الصناعات النسيجية بما يتضمن مختلف مراحل الإنتاج، بداية من زراعة وتجارة القطن وصولاً إلى تطوير المحالج ومصانع الغزل والنسيج، بالإضافة إلى متابعة التنسيق بين وزارتي الإسكان وقطاع الأعمال بشأن سبل الاستغلال الأمثل للأراضي التابعة لبعض شركات القطاع العام على مستوى الجمهورية، تحقيقاً للصالح العام، كما تابع الرئيس خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء وعدد من المسئولين خلال الساعات الماضية الموقف التنفيذي لمجمع "قها وإدفينا" للصناعات الغذائية المتطورة، وسير العمل بالمدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز" بمدينة السادات في المنوفية، بعد افتتاح مرحلتها الثانية في شهر فبراير الماضي، باعتباها أحد أهم المشروعات الغذائية والصناعية على مستوى الدولة، وتضم العديد من المصانع الإنتاجية التكاملية التي تتم إدارتها بمنظومات تقنية رفيعة المستوى، كما تشتمل على مساحة واسعة للتخزين وصوامع للحبوب، ووجه الرئيس بمواصلة الجهود الجارية لتعميق التصنيع والإنتاج الغذائي في مصر، في ضوء الأهمية البالغة لهذا القطاع الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي للشعب المصري، لاسيما في ظل المتغيرات والأزمات المتلاحقة في هذاالمجال على مستوى العالم، والتي تبذل الدولة أقصى جهودها لتجنيب المواطنين انعكاساتها السلبية
إن مقومات الدولة الحديثة تعتمد تتطلب أيضاً زيادة الإنتاج الزراعي، ولذا تشيد مصر المشروع القومي للإنتاج الزراعي واستصلاح الأراضي في الدلتا الجديدة، في إطار استراتيجية الدولة لزيادة رقعة الأراضي الزراعية من المساحة الكلية للجمهورية، إذ يتابع الرئيس جهود تطوير البنية الأساسية اللازمة، وتوفير الآلات والمعدات من وسائل الري الحديثة ومحطات المياه والميكنة الزراعية، موجهاً باستمرارالتنسيق بين الجهات والقطاعات المعنية لاستكمال العناصروالمكونات الخاصة بهذا المشروع، مع مواصلة استخدام نظم الري الحديثة في إطار سياسة الدولة بترشيد استهلاك المياه ورفع كفاءة إدارتها لتحقيق الهدف الاستراتيجي المنشود بإضافة مساحات جديدة من الرقعة الزراعية لمصر، بما يسهم في صَوْن وتنمية الموارد الاقتصادية الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي وتقليل فجوة الاستيراد، فضلًا عن إقامة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية جديدة، تسهم في استيعاب الزيادة السكانية، وفي إضافة المزيد من فرص العمل وزيادة الدخل للمواطنين، فيما ناقش مجلس الوزراء قبل ساعات حزمة القرارات التي أعلن عنها الرئيس، خلال زيارته إلى المنيا، بإطلاق حزمة اجتماعية تعد الأكبر في تاريخ مصر، يتم تنفيذها اعتباراً من إبريل المقبل وتشمل تحسين دخول العاملين بالدولة، وأصحاب المعاشات، وزيادة الفئات المالية الممنوحة للمستفيدين من برامج "تكافل وكرامة"، وبلغت تكلفتها 150 مليار جنيه سنوياً بواقع 95 مليار جنيه للأجور وتكافل وكرامة و55 مليار جنيه للمعاشات، وتعد الأكبر في تاريخ مصر، وتستهدف تحسين دخول العاملين بالدولة، وأصحاب المعاشات، وزيادة الفئات المالية الممنوحة للمستفيدين من برامج "تكافل وكرامة"، وهو ما يؤشر إلى أن الموازنة الجديدة تنحازفى الأساس للفئات الأكثر إحتياجاً وأغلب مخصصاتها ستوجه للحماية الاجتماعية، ووجه رئيس الوزراء جميع الوزارات والجهات المعنية بسرعة إتخاذ الاجراءات اللازمة للبدء في رقمنة كل الأصول التابعة لها، سواء أراضي، أو عقارات أو خلافه، مؤكداً أن هذه الخطوة ضرورية، لتحقيق الحوكمة، وتضمن إدارة الأصول المملوكة للدولة بكفاءة، وسد منافذ محاولات التعدى عليها.
يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي كل يوم أنه يشعر بنبض الشعب، ولذا يأتي دائماً في الميعاد والأوقات الصبعة، ليصدر القرارات المهمة التي من شأنها أن تخفف عن المواطنين في ظل تأثرالاقتصاد المصري بالحرب الروسية الأوكرانية، وتؤكد توجيهاته للحكومة حرصه على دعم المواطنين الذين تحملوا الكثيرمن الأعباء خلال العامين الماضيين وتخفيف تأثيرات الأزمة عليهم، وهي ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها الرئيس في الوقت المناسب، إذ أصدرعلى مدار السنوات الماضية حزمة من إجراءات الحماية الاجتماعية، وهو ما يؤكد حرصه على التخفيف عن المواطنين الذين تحملوا على مدار عشر سنوات تبعات الإصلاح الاقتصادي ومن بعدها الأزمات المتوالية من تداعيات التغير المناخي وجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التي مضى عام على إندلاعها وانعكست آثارها على الاقتصاد الدولي، شرقاً وغرباً وتأثرت مصرمثل غيرها من دول العالم.
ليس خافياً على أحد، أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها مصرمنذ عام 2014 وما حققته الدولة من إنجازات تمثلت في تعظيم أصول الدولة وتطويرالبنية التحتية وإقامة المئات من المشروعات القومية العملاقة أسهمت في التصدي لهذه الأزمة حتى الاّن نتيجة إجراءات الحماية الاجتماعية المُتخذة لصالح كافة فئات المجتمع خصوصاً الأكثر تضرراً بعد أن طورت الحكومة من خططها لتصبح بمثابة مظلة حماية للمواطنين، إذ تركزت على تقليل الاستيراد وزيادة مساحة الأرض الزراعية وإقامة العديد من القلاع الصناعية وجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المجالات كافة ومنها الصناعة و الصحة والتعليم للاضطلاع بدوره في تنمية الاقتصاد مع وضع كافة الإمكانيات الممكنة لتوفير البيئة اللازمة لتحقيق ذلك، ما أدى لمواجهة الأزمة على مدارعقد كامل بإرادة المصريين وعزيمتهم التي لا تلين رغم استمرار محاولات ضرب الاقتصاد الوطني من جانب جماعة الإخوان الإرهابية التي لا تتوقف عن نشر الشائعات التي تطول قيادة الدولة ومؤسساتها لمحاولة إسقاطها.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yahoo.com