د. نبيل السجينى
نحو الحرية - تجارب اقتصادية ناجحة (5).. سنغافورة
تجارب اقتصادية ناجحة (5).. سنغافورة
تمكنت سنغافورة، التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة فقط، من بناء اقتصاد يحتل مركزا متقدمًا في التصنيف العالمي، وبدأت نهضتها الاقتصادية بعد استقلالها، حيث تحولت من دولة فقيرة إلى دولة غنية ويصل فيها نصيب الفرد 65 ألف دولار من الناتج المحلي الإجمالي.
هناك عدة عوامل وراء هذه النهضة الاقتصادية، اهمها البيئة الجاذبة للاستثمار، وسيادة القانون، وموقعها الاستراتيجي الذي جعلها مركزًا عالميًا رئيسيًا للتجارة والنقل والنفط وصناعة الغاز والخدمات اللوجستية.
وتتمتع البلاد بحكومة مستقرة خاضعة للمساءلة تنفذ سياسات اقتصادية طويلة الأجل لجذب الاستثمار الأجنبي وتشجع ريادة الأعمال. وتشمل هذه السياسات الحوافز الضريبية والمنح وأشكال أخرى من المساعدة المالية للشركات، مما ساعد على بناء الثقة بين الشركات والمستثمرين.
وهناك مؤسسات بيروقراطية قوية معروفة بكفاءتها وفعاليتها، ونظام قانوني متطور، وقضاء مستقل، ومستويات منخفضة من الفساد، وخدمة مدنية محترمة. وقوة عاملة ماهرة تناسب متطلبات الاقتصاد الحديث. بعد ان استثمرت بكثافة لأكثر من نصف قرن في التعليم والتدريب وتشجيع الابتكار.
ومن أهم الشخصيات التي لعبت دورًا في النهضة الاقتصادية كوان يو، أول رئيس وزراء، نفذ سياسات مختلفة لجذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز الصادرات. وقام وزير المالية السابق هون سو بتحويل سنغافورة إلى مركز مالي، وطور جوه كنج قطاع التصنيع، وتمكن فيليب يو من جذب العديد من الشركات متعددة الجنسيات، وطور توني تان، نائب رئيس الوزراء السابق، القطاع المالي ونظام التعليم.
د. نبيل السجيني
n.segini@ahram.org.eg