احمد الشامى
أقول لكم «السيسي في حوارمع طالبات أكاديمية الشرطة»:«إوعوا تبطلوا كلام موزون.. بالمعرفة»
«السيسي في حوارمع طالبات أكاديمية الشرطة»:«إوعوا تبطلوا كلام موزون.. بالمعرفة»
تقيم دولة 30 يوينومبادئ العدل والمساواة لاستنهاض الهمم ومواجهة التحديات والأزمات وصولاً إلى الجمهورية الجديدة، فكما كانت الثورة نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث فقد انتقلت خلال السنوات الماضية من مرحلة تثبيت أركان الدولة واستعادة الاستقرارإلى بناء وطن حديث وإقامة مشروعات قومية عملاقة فأصبح ثابتاً فى وجدان الجميع أن مصرتسعى لترسيخ «التلاحم» بين الدولة والمواطنين باعتباره أساساً لمواجهة الصعوبات، فأطلقت القيادة السياسية العديد من المبادرات الإنسانية لحماية الفئات الأكثر إحتياجاً من العوزفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، لأن حضارة الأمم لحظات تاريخية يقول خلالها الشعب «أكون أو لا أكون»، تلك العبارة التي نطق به الأمير هاملت في ما يسمى «مشهد الراهبات» من مسرحية وليم شكسبير«هاملت »، ولذا لا تنساها الأجيال المتعاقبة، بل يظل الاحتفاء بذكراها دافعاً قوياً نحو مواجهة الصعاب والتحديات وشحذ العقول والأفكار لاستدامة خطط البناء والتنمية الشاملة، بعد أن أصبحت 30 يونيو ثورة الخلاص من قوى الشر وأخونة كافة مؤسسات الدولة إلى بناء وطن عادل يتسع للجميع تديره مؤسسات مستقلة وتقوده قيادة حكيمة تشيد مشروعات عملاقة تسهم في نهضة شاملة كبرى، وتنفيذ عملية إصلاح اقتصادي مخطط ومدورس،ولذا ترتكز فلسفة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الجمهورية الجديدة على بناء البشر قبل الحجر خصوصاً من سيشغلون وظائف مهمة مستقبلاً، وهو ما ظهر خلال تفقده، فجرأمس ميادين التدريب المتنوعة بأكاديمية الشرطة أثناء أداء الطلاب الطابور الصباحي، إذ التقى الرئيس بعدد من الطلاب ودارحواربينه وبين عدد منهم خلال جولته، مؤكداً أن «حماية الوطن أشرف مهمة ممكن يقوم بها أى إنسان في أي بلد في العالم»، كما التقى بعدد من طالبات الأكاديمية وسألهن عن أحلامهن، إذ قال لهن: «إوعوا تبطلوا كلام.. بس يكون كلام موزون، بالمعرفة والقراءة والحقائق، فعندما تتحدثين بموضوعية وبأساس يمكن للناس أن تسمعه وتقدرما تقولينه من طرح»، وفي نهاية الجولة، حرص الرئيس السيسي على لقاء أهالي الطلبة والطالبات المستجدين لتهنئتهم بالتحاق أبنائهم بأكاديمية الشرطة، وبحلول شهر رمضان المبارك، الذين استقبلوه بالزغاريد والأهازيج والدعاء بالتوفيق، فيما خاطبهم الرئيس قائلاً ، إن «مصر مرت بأيام صعبة وربنا حفظها والحمد لله إحنا بخير»، ويقيني أن الرئيس يسعى لبناء جيل جديد من المثقفين في المجالات كافة قادرين على التمييز بين الخطأ والصواب، والتعبيرعن قناعاتهم خصوصاً في حال كانت بناءة،وتسهم في رفعة الوطن وإعلاء شأنه، لقيادة الجمهورية الجديدة في عالم مضطرب يشهد صراعات كثيرة.
شهد الرئيس، وقرينته السيدة انتصار السيسي، سيدة مصر الأولى، قبل يومين احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2023 وفاجأ المصريين بإصدار قرارإنساني بالعفو الرئاسي عن الغارمين و الغارمات، ممن يقضون عقوبات بمراكز الإصلاح والتأهيل، ليلتئم شمل الأسر قبل حلول شهر رمضان الكريم، ما يؤسس مرحلة جديدة في دولة 30 يونيوالتي ترسخ العدل، فذاق الغارمون طعم الحرية، وعددهم 85 شخصاً منهم 40 إمرأة و45 رجل وتم تنفيذ القرارعلى الفور وفق ما أكده اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الذي كان يحضر الاحتفالية، كان الرئيس السيسي ودوداً كعادته تبدو على وجهه علامات السعادة في يوم الإحتفال بعظيمات مصر، اللواتي تحملن الكثيرفي رحلة بناء الوطن واتسمن بالقوة والحكمة والصبروالتضحية في أصعب الأوقات التي مرت بها مصر فتأكد عشقهن للوطن بعد أن شاركن في الحفاظ على أمنه وأصالته، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي، قائلاً إن المرأة المصرية كان لها دور كبير في حماية مصر خلال أحداث عام 2013 وحتى الآن، مضيفاً «في 30 يونيو اللي كانت متصدرة الموضوع الست، ولما طلبت من الناس تنزل يوم 26، الست هي اللي قامت ونزلت والدنيا كلها شافت ولما الدنيا كلها شافت العدد ده كله قال لأهو الموضوع مش حركة الجيش بيعملها ضد البلد ده البلد رافضة والجيش بيدعم الرفض ده»، هكذا يمنح الرئيس عظيمات مصرحقهن التاريخي ويخلد دورهن في الدفاع عن أم الدنيا في فترة حالكة من تاريخ مصرالحديث عندما خططت قوى الشر للقضاء على الأمة وتفتيتها وإشعال النيران في إرادتها الصلبة التي لا تلين، فأعادت ثورة يونيوالمجيدة الروح والكرامة لمصر والمرأة المصرية، وسيذكر التاريخ دائماً دورها العظيم فى انقاذ وطن وشعب من قوى الظلام والتطرف التى كانت تسعى لطمس الهوية المصرية تحقيقاً لأهداف جماعة إرهابية سعت لإشعال الفتن في ربوع دولتنا الناهضة، وهو ما دفع الرئيس إلى القول إنه باعتباره مصري مهتم بأحوال الوطن وشعبه فأن المرأة تستحق ما هو أفضل من الدولة والمجتمع وعليهما أن يبذلا قصارى الجهد لتوفير الظروف الملائمة لحفظ حقوقها وتعزيزها وتفعيل دورها.
كان من الطبيعي أن يصدر الرئيس عدداً من القرارات التي تسهم في تمكين المرأة ومشاركتها في بناء المجتمع استكمالًا لمسيرة دعم المرأة المصرية، ولذا وجـه الحكومـة بإصدار عدد من القرارات من بينها تمثيل المرأة، في مجالس إدارات الهيئات العامة، وشركات قطاع الأعمال والشركات التابعة لها، فضلاً عن زيادة الأنشطة التدريبية للنساء بهدف زيادة أعداد المؤهلات منهن للوصول إلى المناصب العليا بالدولة والتوسع في البرامج التدريبية في المجالات التكنولوجية والرقمنة بهدف زيادة فرص تمكين المرأة، ومشاركتها في فرص العمل ووظائف المستقبل والتوسع في دعم مشروعات الادخار والإقراض الرقمية، في المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية والبرامج التنموية، وجاء ذلك في وقت تواصل مصر إطلاق المبادرات الإنسانية لحماية الفئات الأكثر إحتياجاً في ظل الأزمة العالمية وخلال شهر رمضان المبارك وكان َاَخرها فعالية «كتف بكتف» التي نظمها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، قبل أيام باستاد القاهرة بمشاركة أكثرمن 60 ألف متطوع، إحتفالاً بجهود آلاف المتطوعين الذين شاركوا خلال الأيام الأخيرة في تعبئة وتوزيع أكثرمن 4 ملايين كرتونة مواد غذائية، ضمن المبادرة التى أطلقها التحالف لتوزيعها علي المواطنين الأكثر احتياجاً بجميع المحافظات قبل حلول الشهرالمبارك، بمشاركة 34 كيان تنموى يضم كافة مؤسسات العمل الأهلي في مصر، بجانب الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفاعلية، إن المبادرة تهدف إلى دعم المصريين في ظل ارتفاع الأسعار، والأزمة الإقتصادية التي يمر بها عدد من دول العالم، داعياً إلى تكاتف المصريين قائلًا، «كفاية أنك بتخبط على كل بيت وتقول له أنا شايفك ومعاك وحاسس بيك وبحاول أخفف عنك، ناس حاولت تخوفكم لكن بيكم مفيش مشكلة»، ويقيني أن ما قاله الرئيس يؤكد أن أهم ما يميز الشعب المصري على مرالعصورأنه نسيج واحد فأصبح سداً منيعاً أمام محاولات قوى الشرللعبث بالوحدة الوطنية والأمن، إذ يتجلى تكاتف المصريين فى أوقات الأفراح والأتراح، ولذا تحرص القيادة السياسية على تعزيزالتلاحم بين أبناء الشعب من خلال المبادرات الإنسانية التي تطلقها الرئاسة لحماية الفئات الأكثر إحتياجاً، وتأكيد على أن محاولات قوى الشرلتخويف المصريين فشلت باتحاد المصريين الذين انتصروا على هؤلاء الساعين لإسقاط الدولة المصرية.
وأرى أن هذه الإحتفالية انتصار جديد للمصريين الذين يتسمون بالإنسانية والرغبة في إقامة جمهورية جديدة قادرة على الوقوف في وجه التحديات التي يمر بها العالم ورمز للوحدة والتضامن والتكافل المجتمعي وهو ما يميز المصريين في وقت الشدائد، إذ تعتبر مبادرة كتف بكتف إمتداداً لمشروع تنمية الريف المصري «حياة كريمة» والذي تسعى من خلاله إلى رفع مستوى المعيشة، لسكان أكثر من 4000 قرية بهدف تحقيق تنمية حقيقية، ما يسهم في تحسين جودة الحياة لحوالي 58 مليون مواطن، بموازنة تقارب الـ 700 مليار جنيه، وهو ما أكد عليه الرئيس قائلاً:«منذ تسع سنوات واستجابة لندائكم، شرفت بتحمل مسئولية هذا الوطن مستعيناً على هذه الأمانة بالله ومعتمداً على ثقتي في قدرات المصريين ومتيقناً بـأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ساعياً من أجل رفعة ورقي هذا الوطن، بالعمل الدءوب والنوايا الصادقة»، ويقيني أن ما قاله الرئيس يؤكد مجدداً للتاريخ أنه جاء لتلبية نداء المصريين الذين طالبوه بتطهيرالمجتمع من الخونة، ودعم الجيش الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل تحقيق هذا الهدف.
كما أطلقت الحكومة مبادرة أخرى تستهدف رفع معدلات التنمية من خلال التعامل مع كافة الملفات الشائكة لمواجهة النمو السكاني المتزايد، إذ واصلت القوات المسلحة القيام بدورها المجتمعي التنموي فأطلقت مبادرة «شوف بنفسك» لدعوة طلاب المدارس والجامعات لزيارة المشروعات القومية، بداية من العاصمة الإدارية إلى كافة المشروعات القومية في محافظات مصرحتى يطلع الطلبة على الإنجازات التي تحققت على أرض مصر لأنهم الحاضروالمستقبل، وهذه المشروعات تم إنشائها من أجلهم، لكن تسعى قوى الشر لتشويهها من خلال التشكيك فيها وجدواها لدرجة أن كثيرمن الشباب يعتقد إنها في دولة أخرى وليس مصر، وهذا ما يستلزم دعوة الشباب لمشاهدة ما تم إنجازه على أرض مصر، وأرى أن هذه المبادرة جاءت في الوقت المناسب في ظل حرب التشكيك التي تشنها قوى الشر ضد مصر منذ سقوط حكم الإخوان، فهذه الزيارات تبين لشباب مصر حجم الإنجازات التي تحققت وفي مقدمتها العاصمة الإدارية والمدن الجديدة من العلمين إلى المنصورة وأسوان وتشييد القلاع الصناعية وتطوير المدارس والمستشفيات، ومشروعات الزراعة الجديدة التي تسهم في زيادة مساحة الأراضي، بعد أن تنبهت الدولة طوال السنوات الماضية إلى خطورة ترك المجال مفتوحاً أمام الجماعة الإرهابية وإعلامها الموجه، لذا عملت على مختلف الأصعدة لمواجهة تلك الشائعات التي باتت المهدد الأول لأمن واستقرارمجتمعنا باطلاق المبادرات الإنسانية والمجتمعبة واًخرها «شوف بنفسك».
إن الرئيس السيسي، يتابع تنفيذ المشروعات يومياً حتى يتم إنجازها في أسرع وقت ممكن، وتدخل الخدمة من أجل رفع مستوى معيشة المواطنين، إذ بحث مع الدكتورمصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والفريق محمد عباس وزير الطيران المدني، وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، المشروعات الخاصة بقطاعي الطيران المدني والسياحة، الموقف التنفيذي لجهود تطوير قطاع الطيران المدني، وتعزيز الجذب السياحي لمصر، بما يزيد العائدات من السياحة ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ووجه الرئيس بمواصلة العمل على تحسين التجربة السياحية في مصر من جميع الجوانب، من خلال تعزيز التكامل بين قطاعي السياحة والطيران، على النحو الذي يعظّم القيمة المضافة لما يتوفر بمصرمن مقومات سياحية وثقافية فريدة،إضافة إلى زيادة الاستفادة من البنية التحتية للمطارات والفنادق والمقاصد السياحية التي تم تشييدها وتحديثها على امتداد مساحة الجمهورية خلال السنوات الماضية، وذلك في إطار تنموي متكامل وشامل، كما تابع الرئيس مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعي، واطلع على تطورات المراحل الحالية والمستقبلية للمشروع الذي يقع ضمن نطاق المشروع القومي "الدلتا الجديدة"، بما في ذلك معدلات سير العمل في البنية الأساسية للمشروع، التي تشمل الطرق والمحاور، وآبار المياه، ومحطات المعالجة، وشبكة تغذية الكهرباء، فضلاً عن منظومتي التصنيع والتسويق الزراعي، ووجه الرئيس بمواصلة الجهود المكثفة في إطار العمل على إضافة حوالي 3.5 مليون فدان في الدلتا الجديدة وتوشكي وسيناء إلى الرقعة الزراعية في مصر، وهو ما يفوق ثُلُث المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية، الأمر الذي يمثل مشروعًا قومياً عملاقاً يهدف لتلبية آمال وتطلعات الشعب المصري، ويأتي في إطار استراتيجية الدولة لمواكبة احتياجات الزيادة السكانية، وتحقيق الأمن الغذائي، وزيادة الصادرات الزراعية، بالإضافة إلى تعزيز التكامل بين جميع قطاعات الاقتصاد الوطني.
وأقول لكم، إن الرئيس تحدث عن مراكز الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية، أثناء زيارته أكاديمية الشرطة مؤكداً أن "فكرة مراكز الإصلاح إن أحنا كبني آدمين لما نخطئ موصلناش لآخر الدنيا، يعني الواحد ممكن يخطئ طبيعي، وفلسفة العقاب اللى كانت موجودة قبل كده طورنا فيها، مش عاوزين نعاقب الإنسان على قد ما بنحاول نصلحه، جايبنه هنا عشان نحمى المجتمع منه ونحميه من نفسه، طيب ما نعمل برامج لتطويره وتحسين اداؤه ومحاولة تغييره"، وأرى أن وزارة الداخلية حريصة على إصلاح النزلاء وتقويمهم ليصبحوا بنائين لوطنهم الذي يحتاج إلى جهود كل مصري بهدف تحيق الإستقرار والسلام بين جميع افراد ومكونات المجتمع من مختلف الأديان والأعراق والمذاهب والقوميات وتغييرنظرة المجتمع السلبية والمشوهة تجاه الشعوب غير المسلمة، ووجه الرئيس، حديثه لأسر الطلاب قائلاً، إن "الله سبحانه وتعالي هو الذى حفظ مصر، وأنتم والأسر اللى زيكم اللي ربت ولادها وكبرتها وبتقدمها لمصر، ومش بجاملكم.. بيكم واللى انتوا عملتوه والشباب والشابات اللى ربتوهم أحسن تربية وجهزتموهم وتقولوا اتفضل بنقدمهم لمصر.. ربنا يحفظم ويحميكم وتحيا مصر بكم جميعاً"، إنها فلسفة الرئيس لبناء الجمهورية الجديدة دولة 30 يونيو والتي ترتكز على أن المواطن والدولة شركاء معركة التغيير لأنه مفهوم حديث ولد من رحم ثورة الثلاثين من يونيوالمجيدة، عندما خرجت جموع المصريين لتفويض المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع اّإنذاك، في لحظة تاريخية على الخونة، في حماية الجيش ليسترد وطنه بعدما أيقن أن الإرهابيين سيقودون مصر إلى الهاوية لكن إنتصر الشعب على بائعي الوطن.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com