تجارب اقتصادية ناجحة (6).. البرازيل
واجهت البرازيل العديد من التحديات، كان أخطرها انتشار الفساد وانعدام الشفافية وغياب العدالة، الأمر الذي قوض ثقة المواطن في مؤسساته، وكان لذلك أثر ضار على الاقتصاد، وأدى إلى اضطرابات اجتماعية. وعدم الاستقرار، فضلا عن إعاقة النمو الاقتصادي.
وفي السنوات الأخيرة، نفذت الحكومة البرازيلية مجموعة من السياسات المختلفة لتعزيز التنمية الاقتصادية، وتشجيع الاستثمار، ومكافحة الفساد، والاستثمار في البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية. وتقديم الحوافز الضريبية للشركات. وساهمت هذه السياسات في جذب الاستثمار وخلق فرص عمل، الأمر الذي ساهم في النمو الاقتصادي. وانتشال ملايين البرازيليين من براثن الفقر.
ومن العوامل التي ساهمت في نهضة الاقتصاد البرازيلي تنوع اقتصاد البلاد وامتلاكها قطاعًا صناعيًا وخدميا متطورًا، والذي يمثل حصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ووفرة الموارد الطبيعية واستمرار الطلب على المنتجات الغذائية والزراعية الأخذة في الارتفاع عالمياً مما دعم النمو الاقتصادي للبلاد.
لم تكن الزيادة السكانية، التي تجاوزت 211 مليون نسمة، عقبة أمام النمو الاقتصادي للبرازيل، بل كانت من مصادر قوتها، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 2 تريليون دولار، لتصبح اليوم واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم.
ومن رواد النهضة الاقتصادية في البرازيل الرئيس لولا دا سيلفا، الذي ترتكز سياسته على "خلق مساحات من التقارب بين المتباينات" وتبني علاقات مفتوحة مع جميع القوى والتيارات السياسية. في عام 2003، بدأ برنامجًا للحد من الفقر وساعده هنريك ميريليس، رئيس البنك المركزي، في استقرار اقتصاد البلاد. وتخفيض التضخم وتقليص الدين العام.
د. نبيل السجيني
n.segini@ahram.org.eg