احمد الشامى
أقول لكم «الرئيس في افتتاح المركزالإسلامي»:«بشكرالشباب والإيد العفية»
«الرئيس في افتتاح المركزالإسلامي»:«بشكرالشباب والإيد العفية»
يكتب التاريخ المنتصرون البناؤون الحالمون لأوطانهم، فبعد 1054 عاماً من دخول القــــائد جوهـــــر الصقلي مصــــــربأمـــــر من الخليفــــــة الفـــــاطمي المعـــــز لدين اللـه عـــام 969 ميلادية وبدء العصـــــر الفـاطمي بمصروتأسيس عــــاصمــة جديدة للخلافـــــة الفاطميــــة وهي القــــاهرة التي تعتبر العاصمـة الرابعــة لمصر الإسلاميـة بعد الفسطــــاط، وكذا الجامع الأزهرالذي شيد بعد عام واحد من البدء في إنشاء القاهرة، تعود المحروسة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي قاد مصرللانتصارفي الحرب على الإرهاب لتشيد عاصمة مصر الخامسة، وهي العاصمة الإدارية الجديدة، وفي قلبها مركز مصرالثقافي الإسلامى، الذي افتتحه الرئيس قبل أيام ليكون إمتداداً للجامع الأزهرالذي شيد قبل ما يزيد على ألف عام وافتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان الموافق 21 يونيه 972، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، ومنارة للإسلام الوسطي في العالم، وجاء تدشين الرئيس السيسي، لمركز مصرالثقافي الإسلامى، ليكون بمثابة «الأزهر الجديد» ومنارة مصر إلى العالم بحضورالدكتورأحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعدد كبير من رجال الدولة، والذي يعد إنجازاً كبيراً ومن أهم المشروعات التي تم إنشاؤها في العاصمة الجديدة، بهدف التنمية الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية وهدية أم الدنيا للعالم، ويقع فى قلب الحي الحكومي وتبلغ مساحة المسجد 19 ألفاً ومائة متر مربع، وأشاد الرئيس السيسي، في كلمته أثناء مشاركته في مائدة السحورمع العاملين بالعاصمة بالجهد الذي بُذل في تشييد المركزالإسلامي الجديد، قائلاً« بشكر الشباب والإيد العفية اللي بتعمل الأعمال دي، ربنا يديكم الصحة، وزي ما إتقال دي كانت أرض صحراء، واتحولت بفضل الله وبفضل جهدكم لمنارة».
تعتبرالعاصمة الإدارية الجديدة الخامسة بعد الفتح الإسلامي، إذ مرت على مصرأربعة عواصم بدأت بالفسطاط التي أسسها القائد عمرو بن العاص لتكون مركز الحكم الإسلامي في البلاد وأفريقيا، وانتهت بالقاهرة العاصمة الحالية التي قامت على أطلال ثلاثة مدن قبلها هى الفسطاط ثم العسكر وبعدها القطائع، إلى أن شيدت القاهرة، ولذلك يرى كل المصريين أن القاهرة هى مدينة العواصم، ولذا يطلق عليها مدينة المدائن، فيما جاء افتتاح المركز تتويجاً لدورمصر في تنويرالعالم بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتعزيز دورها في خدمة المسلمين بالمنطقة العربية والشرق الأوسط من خلال تقديم التعاليم الإسلامية الصحيحة، ونشر اللغة العربية، امتداداً لدورها منذ إنشاء الأزهر الشريف قبل ألف عام، ويعد المركز أكبر صرح إسلامي في المنطقة العربية وسيكون «الأزهر الجديد»،إذ يضم العديد من الخدمات الثقافية والدينية والاجتماعية والعلمية بعد أن تم تصميمه وفقاً للعمارة الإسلامية، كما أن إنشائه رسالة على قدرة المصريين على بناء صرح معماري متميز، وسيكون جاذباً للعقول والأنظارمن حول العالم الراغبة في معرفة الدين الإسلامي الصحيح، حرصاً من مصر على القيام بدورها في نشر الإسلام الوسطي المعتدل، الذي ينبذ الكراهية والعنف والتطرف، ويدعو العالم إلى التعايش السلمي، ويضم المركزمسجد مصروهوأحد أكبر المساجد في العالم، إضافة إلى قاعات وخدمات لنشر التعاليم الإسلامية، ما يسهم في جذب الاستثمارات للعاصمة الإدارية بجانب دوره في التنويروالثقافة، ويعتبر المسجد الثاني في العالم من حيث المساحة، والأكبر في أفريقياً وحصل على 3 شهادات من موسوعة جينيس لضمه أكبر منبر خشبي في العالم بارتفاع 16 متراً وأكبر نجفة قطرها 22 متراً بزنة 50 طناً والتي حصلت على شهادتي جينيس عن قطرها ووزنها، ويعد المركز الجديد إمتداداً للأزهر الشريف أقدم وأهم مؤسسة دينية في مصر، الذي تأسس عام 972 ميلادية ويتولى نشر الثقافة الإسلامية داخلياً وخارجياً من خلال المعاهد الأزهرية الموجودة في أنحاء مصر، ويدرس في جامعة الأزهر مئات الطلاب الوافدين من مختلف الدول العربية والإسلامية، كما يتبعها مجمع البحوث الإسلامية، ومشيخة الأزهر ويرأسها الإمام الدكتور أحمد الطيب.
لم تكن الأرقام القياسية التي تحققت في بناء المركزمن قبيل المصادفة، بل مدروسة لأن الهدف من تشييده ليس دخوله الخدمة عشرات السنين بل سيقود العالم الإسلامي مئات السنين مثلما فعل الأزهرولايزال بعلمائه، إذ يسع مسجد مصر لحوالي 130 ألف مصلي، ويضم مكتبة ضخمة تحتوي على عدد كبير من الكتب التي تفوح بتعاليم الدين الإسلامي، والتفسير للقرآن والأحاديث الشريفة، إضافة إلى دارلتحفيظ القرآن الكريم، ومباني خدمية وإدارية ومحلات تجارية، وسيسهم في سرعة تنمية مشروع العاصمة لأنه سيصبح أحد نقاط الجذب المهمة داخل المدينة، ما يجذب استثمارات محلية وأجنبية ضخمة لإقامة مشروعات سكنية وتجارية وإدارية تطل على المركز الذي يقع في قلب العاصمة ويعد الأكبرمن نوعه في العالم، تماشياً مع حرص الدولة لأن تضم العاصمة مباني ومنشآت عالمية تعبرعن الجمهورية الجديدة، وتم تمويل إنشاء الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة بتكلفة 50 مليارجنيه من عائد بيع الأراضي للمستثمرين، وتمتلك شركة العاصمة سيولة نقدية في البنوك تبلغ 45 مليارجنيه نتيجة بيع الأراضي لمطورين عقاريين، وتزامن تدشين المركز الإسلامي في توجيه الرئيس السيسي، بمواصلة جهود وزارة الأوقاف في برامج تأهيل وتدريب الأئمة الجدد على نحو مستدام، بهدف الصقل المستمر لخبراتهم وتعزيز قدرتهم على مواكبة قضايا العصرعلى نحو معتدل ومستنير، ووفقاً لصحيح الدين الإسلامي الحنيف، وانتقاء أفضل العناصر من الأئمة والقراء وإعدادهم بصورة متميزة تنفيذاً لخطة وزارة الأوقاف لإيفاد الأئمة وقراء القرآن الكريم إلى مختلف دول العالم خلال شهر رمضان الكريم، في ضوء دور مصر الريادي في هذا المجال قبل سفرهم للخارج بما يسهم في أداء رسالتهم على الوجه الأكمل، كما عقد الرئيس اجتماعاً مع الحكومة قبل أيام بحث خلاله خطة نقل الوزارات والمؤسسات للعمل من العاصمة الإدارية الجديدة، وتأهيل وتطوير العاملين لضمان تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وهوما يؤكد أن التاريخ يعيد نفسه بعد أكثر من ألف عام بعد تشييد القاهرة والجامع الأزهر، إذ تنتقل مصر العظمى من الماضي إلى الجمهورية الجديدة التي شيدها المصريون بإرادتهم وقدراتهم الخاصة دون تدخل من الخارج، ومنارتها العاصمة الإدراية ومركز مصرالثقافي والحي الحكومي وهي بمثابة أهرامات جديدة شيدت بأيادي أبناء مصر في وقت قياسي، لتنقل مصر إلى المستقبل ومصاف الدول الكبرى ما يعكس تنامي دورها الإقليمي والدولي بعد أن أرغمت مصرالطامعين في النيل من حريتها وحرية قرارها على التراجع خطوات عديدة إلى الخلف ليعلنوا فشل مؤامراتهم وتحول أحلامهم فى المساس بوحدة مصروشعبها ودورها تجاه أمتها العربية وقارتها الأفريقية إلى كوابيس .
لم يكن غريباً أن توجه قرينة الرئيس،السيدة انتصار السيسي، سيدة مصر الأولى، تحية فخرواعتزازبافتتاح مركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة الذي يعد منارة دخول مصر إلى عصرالجمهورية الجديدة وهي الحريصة على المشاركة في أفراح مصر وأتراحها، إذ قالت :« بكل فخر واعتزاز، شهدت افتتاح مركز مصر الثقافي الإسلامي، الذي انطلق من العاصمة الإدارية الجديدة، إن هذا المشروع الثقافي الشامل، سيكون نواة لتقديم مختلف الخدمات ونافذة للمعرفة والخطاب الديني المستنير»، وتؤكد هذه الكلمة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يسعى لد خول مصرإلى عصرالتكنولوجيا والعمارة الرقمية والمدن الذكية في أسرع وقت ممكن، ما يعني استكمال مرحلة البناء والتعميرمهما كانت التحديات ولذا عقد اجتماعاً مع الدكتورمصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورعاصم الجزار وزيرالإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة، لاستعراض الموقف التنفيذي للأعمال الجارية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بما تشمله من مرافق، وطرق ومحاور داخلية، وأحياء سكنية ومناطق تجارية، وذلك في ضوء بدء الانتقال التدريجي للوزارات إلى الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية، تميداً لدخوله الخدمة في أقرب وقت ممكن، كما شهد الاجتماع استعراض جهود ربط محاور وطرق العاصمة الإدارية الجديدة بجميع أحياء وقطاعات القاهرة الكبرى، من خلال وسائل النقل الجماعي الحديثة، إلى جانب عرض منظومة النقل داخل العاصمة ذاتها، والموقف التنفيذي للمحطة المركزية للحافلات، إذ وجه الرئيس بالمتابعة الدورية الدقيقة لمختلف الأعمال الإنشائية والمشروعات بالعاصمة الإدارية، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة والحوكمة وفقاً لأحدث النظم التكنولوجية في هذا المجال، خاصةً المنطقة المركزية والحي الحكومي والمرافق العامة المتنوعة، لضمان استدامة معاييرالجودة العالمية التي تم تأسيسها، والحفاظ عليها في أعلى مستوى، ووجه الرئيس خلال الاجتماع بإطلاق مبادرة بالتعاون مع الجامعات الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة لرعاية عدد من المتفوقين من أبناء الصعيد للدراسة في هذه الجامعات العالمية بالعاصمة، اتساقاً مع سياسة الدولة بإتاحة المجال لجميع المواطنين من مختلف أنحاء الجمهورية، للاستفادة من أفضل الفرص والخدمات المتوفرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، إذ انتقلت عدد من الوزارات والهيئات بالكامل إلى مقراتها بالحي الحكومي، وبدأت تزاول عملها بصورة كاملة من العاصمة الإدارية الجديدة، وهي وزارات الإسكان والنقل والشباب والرياضة، هيئة الرعاية الصحية التابعة لمجلس الوزراء، هيئة التأمين الصحي الشامل، هيئة الشراء الموحد، مركز معلومات مجلس الووزراء، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبدأت العمل الفعلي من الحي الحكومي، فيما تستعد بعض الوزارات للانتقال إلى العاصمة ضمن المرحلة الأولى من نقل الوزارات إلى العاصمة الإدارية، بعد أن انتقلت للعمل جزئياً وجار نقلها للعمل كلياً وَفق توجيه رئيس الوزراء، وهي وزارات الاتصالات، التخطيط، التضامن الاجتماعي، الطيران المدني، وزارة الكهرباء والطاقة.
إن القيادة السياسية ماضية في طريقها لعبورالأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على مصر، وفي كل يوم يتأكد أن الدعم الذي تحصل عليه مصر من الخارج لن يتوقف حتى تنتهي الأزمة العالمية، ولذا وافق مجلس المديرين التنفيذين لمجموعة البنك الدولي أخيراً على إطار شراكة استراتيجية جديد لمصر للسنوات المالية 2023- 2027، وتصل التمويلات خلال تلك الفترة إلى 7 مليارات دولار بما يشمل تمويل مصربمليار دولار سنوياً من البنك الدولي للإنشاء والتعمير ونحو ملياري دولار خلال فترة الشراكة بأكملها من مؤسسة التمويل الدولية، ويقيني أن الاستراتيجية الجديدة للشراكة بين البنك والدولة المصرية تسعى إلى تحقيق 3 أهداف رئيسة تتمثل في زيادة فرص العمل في القطاع الخاص، وتعزيز نواتج رأس المال البشري وتحسين القدرة على الصمود في وجه الصدمات، وهو ما يؤكد أن مصر ماضية في طريقها لبناء دولة حديثة تليق بالمصريين بدليل ما تحقق من تنمية خلال السنوات الماضية، يأتي ذلك في الوقت الذي مد البنك المركزي المصري أجل رد وديعة كويتة بقيمة 2 مليار دولار كانت مستحقة في سبتمبر الماضي لتصبح في نفس الشهر من العام الجاري، إذ إن دولة الكويت لها وديعتين احداهما متوسطة وطويلة الأجل بالبنك المركزي بقيمة 4 مليارات دولار، وتم مد الأولى حتي سبتمبر 2023 وتستحق الوديعة الثانية بقيمة 2 مليار دولار في أبريل المقبل، كما تم مد أجل سداد مبلغ 658.5 مليون دولار والتي تمثل الرصيد المتبقى من وديعة إماراتية من أصل ملياردولارلمدة 5 سنوات تنتهي في أغسطس 2027 وتمتلك الإمارات 5 ودائع متوسطة وطويلة الأجل يصل إجمالي قيمتها نحو 5.7 مليار دولار، وهوما يؤكد حرص دول الخليج الشقيقة على دعم مصراقتصادياً في هذه الفترة الصعبة التي تعاني فيها جميع دول العالم من أزمات نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
وأقول لكم إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتابع كل ما يجرى من مشروعات على أرض مصر، حتى يتم تنفيذها في الوقت المحدد لتحقيق العائد منها، إذ اطلع أخيراً على مستجدات إنشاء ميناء جرجوب البحري الذي يقع علي بعد 70 كيلو غرب مدينة مرسي مطروح بالتحديد بمدينة النجيلة وبدأ العمل به في أكتوبر 2015 وينتهى في غضون 10سنوات وتصل التكلفة الاجمالية إلى 10 مليارات دولار، بهدف تحقيق الاستفادة المثلى من الموقع الاستراتيجي والمقومات الاقتصادية والبيئية لمنطقة جرجوب، وذلك من خلال إقامة ميناء حاويات تجاري ومنطقة صناعية، إضافة إلى منطقة للخدمات اللوجستية ومراكزسياحية عالمية، لتعظيم العوائد من خدمة حركة التجارة بين مصروأوروبا وأفريقيا،كما إطلع الرئيس على مستجدات تطوير ميناء السلوم البري، الذي يمثل شريان حياة في غرب مصر، من خلال تيسير حركة السفر والتنقل من وإلى ليبيا، فضلاً عن مساهمته في تعزيز تدفق البضائع وزيادة معدلات التبادل التجاري، إلى جانب الاستفادة من المنطقة اللوجستية التي يتم تنفيذها ضمن تطوير الميناء لخدمة المصدرين، وتابع موقف تطوير مشروعات ميناء الإسكندرية الكبير، خاصة محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض، التي تشتمل على ساحات تداول بمساحة نصف مليون متر مربع، وقادرة على تداول من 12 إلى 15 مليون طن بضائع سنوياً واستقبال من 6 إلى 7 سفن ذات حمولات كبيرة في نفس الوقت، وهو ما يمثل إضافة قيمة إلى قدرات الدولة المصرية في هذا المجال، يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت وزارة الصحة والسكان ثمان قوافل طبية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية حياة كريمة للكشف والعلاج مجانًا فى التخصصات الطبية المختلفة، وتشمل التخصصات الطبية "النساء والولادة وخدمات تنظيم الأسرة والأطفال والباطنة والأنف والأذن والعظام والجراحة والرمد الأسنان والقلب والجلدية، بالإضافة إلى خدمات الأشعة والتحاليل"على أن تشمل 8 قوافل طبية ضمن مبادرة رئيس الجمهورية حياة كريمة للكشف والعلاج مجاناً فى التخصصات الطبية المختلفة على المواطنين في محافظات دمياط ، مطروح، المنوفية، أسوان، بني سويف، سوهاج، المنيا، وقنا.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yahoo.com