تجارب اقتصادية ناجحة (8).. تشيلي

يبلغ عدد سكان تشيلي 19 مليون نسمة فقط، وتتمتع باقتصاد قوي ومستقر ومتنوع يعتمد على التصنيع والتعدين والسياحة. كما أنها مصدر رئيسي للمنتجات الزراعية.

على الرغم من نجاحها الاقتصادي، إلا أنها لا تزال تواجه العديد من التحديات. من بينها غياب العدالة، حيث يمتلك 1٪ من سكانها معظم ثروات البلاد. بالإضافة إلى اعتمادها على خام النحاس، مما يجعلها عرضة للتقلبات في أسعار السلع الأساسية العالمية، وعدم تمتع العديد من التشيليين بتعليم جيد.

شهدت تشيلي العديد من الأحداث التي شكلت اقتصادها. كان من أهمها تأميم مناجم النحاس عام 1971، التي كانت مملوكة سابقًا لشركات أجنبية. وكان لهذا تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد البلاد، حيث أن النحاس هو أكبر صادراتها.

وساهم التحول نحو اقتصاد السوق وخصخصة الشركات الحكومية في الثمانينيات، وخفض الرسوم الجمركية في تقليل التضخم، والبطالة وتسارع النمو الاقتصادي المستدام.

ومن أهم رواد النهضة الاقتصادية في البلاد أندريس بيلو، أستاذ القانون الذي بدأ عام 1843 صياغة القانون المدني والتجاري. التي أرست الأساس للتنمية الاقتصادية للبلاد وخلق بيئة أعمال أكثر استقرارًا. وهناك إدوارد أجوستين، مؤسس صحيفة "الميركوريو" عام 1900، أكثر الصحف تأثيراً في البلاد. الذي كان من أوائل رجال الأعمال الذين أدركوا إمكانات الموارد الطبيعية للبلاد وعملوا بلا كلل على تطويرها.

ولعب ريكاردو لاجوس، رئيس تشيلي عام 2000، دورًا حاسمًا في التنمية الاقتصادية، من خلال تطبيق حزمة من الإصلاحات الضريبية، والضمان الاجتماعي، وزيادة المعاشات التقاعدية والصادرات، وتقليل الاعتماد على الخارج. لذلك لا تتجاوز حجم ديونها 25% من ناتجها المحلي الإجمالي.

د. نبيل السجيني

n.segini@ahram.org.eg