مخاطر المليشيات المسلحة..(1)

عادة ما تعمل الميليشيات والتنظيمات المسلحة خارج سيطرة الدولة وغالبا ما يتم تشكيلها ردًا على تهديدات حقيقية أو متصورة من قبل بعض الجماعات داخل الدولة وتنشأ استجابة لعوامل وظروف، قد تكون سياسية أو اقتصادية أو نتاجا لمظالم اجتماعية كامنة.

في بعض البلدان، تتحدى الميليشيات المسلحة سلطة الحكومة في استخدام القوة، مما يقوض شرعية الدولة وسيادة القانون فيها، ويؤدي إلى تفاقم النزاعات القائمة، ويخلق دائرة من العنف والعنف المضاد يصعب إيقافها، مما يؤدي إلى في نهاية المطاف إلى سقوط الدول وانهيار مؤسساتها.

وكانت الميليشيات المسلحة سمة دائمة للعديد من المجتمعات عبر التاريخ. غالبًا ما يتم تشكيلها من قبل مجموعات من الأفراد الذين يتشاركون هدفًا أو معتقدًا ومستعدون لاستخدام العنف للدفاع عن مصالحهم، سواء كانت تلك المصالح سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية. وقد يكون الدافع وراء تلك الرغبة هو الاستيلاء على السلطة، أو الشعور بالظلم والتهميش، أو الحاجة إلى الحماية في بيئة متقلبة.

وفي بعض الحالات، قد تنشأ الميليشيات كرد فعل على القمع الحكومي، أو وسيلة لحماية مجتمع ما أو تنفيذ أجندة سياسية ما. وفي حالات أخرى، قد يتم تشكيلها لنهب ثروات البلاد وممارسة الابتزاز والتهريب وغيرها من الأنشطة الإجرامية، مما يقوض التنمية والنشاط الاقتصادي.

وللميليشيات تأثيرات سلبية عديدة، منها اشاعة بيئة من الخوف والعنف بين المواطنين، مما يجعل من الصعب عليهم ممارسة حياتهم اليومية، وجعل الحكومة غير قادرة على توفير خدماتها الأساسية، مثل الأمن والرعاية الصحية والتعليم، مما يؤدي إلى تفاقم الفقر وعدم المساواة الاجتماعية، وعرقلة التنمية الاقتصادية.

د. نبيل السجيني
n.segini@ahram.org.eg