الأهرام
فاروق جويدة
هوامش حرة لا تنكروا رحمة الله
لا تنكروا رحمة الله

«وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» هذا ما وصف به الخالق سبحانه وتعالي نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلامه.. والمعني هنا واضح وصريح أن نبينا رسول الرحمة وأن الإسلام الدين والعقيدة أساسه الرحمة بين البشر.. وتتجسد الرحمة في السلوك والأخلاق والمعاملات وهذا يؤكده قول الرسول عليه الصلاة والسلام «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. وحين يؤكد الخالق سبحانه قضية الأخلاق في حياة نبيه «وإنك لعلي خلق عظيم»، وهذه الدعوات الإلهية ترشيد وهداية لمسيرة الإنسان وتتجسد فيها حقيقة الإيمان ودعوة الإسلام أنها دعوة للرحمة بين البشر فلا يظلمون أنفسهم قهرا وطغيانا.. لم تكن الأخلاق التي دعا إليها نبي الإسلام صلوات الله عليه شيئا فرديا أو دعوة لقومه أو عشيرته ولكنها دعوة للإنسانية في كل زمان ومكان.. أما الرحمة فهي دعوة لكل مخلوقات الله في الأرض لأنها مقياس العدالة وميزان الحق.. والغريب في أمر الإنسان علي هذه الأرض أن يجد من يشجع الضلال ويدعو للكراهية ويروج للمعصية وتجد حشودا من البشر ينشرون الشذوذ ويشجعون الإلحاد.. وإذا انطلق صوت يدعو للرحمة والأخلاق يُتهم بالتخلف وكأن الرحمة صارت عارا والأخلاق أصبحت جريمة.. إن هذا الخلل الذي أصاب البشر فتنكروا لكل ما هو جميل وروجوا القبح وأصبحوا دعاة للظلم والقهر والطغيان.. أفسدوا كل شيء في حياة الإنسان فكانت الحروب والموت والكراهية وسلط الله وهو الرحمن الرحيم الناس علي أنفسهم فانتشرت مواكب الظلم وسادت حشود الطغيان.. وإذا طالب أحد بأن تعود الحياة أكثر رحمة وأجمل أخلاقا سخر منه دعاة الضلال «ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون».. إذا كان الدين دعوة للرحمة وترشيدا للأخلاق فلماذا يصر البعض علي نشر الكراهية بين الناس ولماذا يستبدلون الهدي بالضلال ولماذا يصبح الظلم دستور الحياة.. لماذا لا نترك للإنسان الحق في اختيار أسلوب حياته رحمة وحبا وأخلاقا.. «وما ربك بظلام للعبيد».

fgoweda@ahram.org.eg
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف