من الذين استقر نور الإيمان في قلوبهم منذ ان نطق بالشهادتين. لقد زينه الحق تبارك وتعالي في قلبه فأخذ يمارس شعائر الإسلام. يؤدي الصلاة يحيي دائما علي طهارة حبب الله إليه. أيضا قراءة القرآن الكريم وترتيل آياته وقد كانت بركات وانوار الكتاب العزيز تملأ وجدانه وتتحول الظلمات إلي نور انه سعيد بن عامر الجمحي وقد هداه الله للدين الحنيف قبل فتح خيبر واخذ يسهر الليالي في الصلاة ولا يمل من قراءة الذكر الحكيم فهي زاده حين ينام الناس هو مع ربه يتأمل الكون وما يشتمل عليه من آيات وعلامات تؤكد مقدرة الخالق جل وعلا وبينما هو مستغرق في العبادة.. إذ سمع النداء ينطلق من عند رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجهاد في سبيل الله والسير إلي يهود خيبر الذين نقضوا العهود وناصبوا المسلمين العداء وقد حقق الله النصر للرسول وعادل المسلمون منتصرين فرحين بما أتاهم الله من فضله وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.
بعد ان انهارت حصون خيبر واصطفي الرسول صلي الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن اخطب لنفسه وقد شهدت أرض خيبر بعض الاحداث حيث قدمت امرأة يهودية للرسول شاة اتضح انها مسمومة وتم استدعاء هذه السيدة التي كانت تدعي زينب بنت الحارث فاعترفت بفعلتها الستنة وقد حماها الرسول من عمر بن الخطاب وسعيد بن عامر اللذين تحركا لقتلها وقد اسلمت المرأة ومن المواقف المشهودة لسعيد بن عامر وأبوأيوب الانصاري انهما قاما بحراسة الخيمة التي كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يدخل بصفية بنت حيي وعندما استيقظ الرسول لصلاة الفجر وجد الاثنين في مكان قريب من الخيمة وعندما سألهما مستفسرا عن أسباب تواجدهما فقالا خفنا عليك من تلك المرأة خاصة اننا قتلنا اباها وزوجها وقومها وقد سر الرسول الكريم بهذا التصرف واخذ يدعو لهما قائلا: اللهم احفظ أبا أيوب وسعيد بن عامر وذلك وفقا لما جاء في سيرة بن هشام وأسد الغابة في معرفة الصحابة.
مضت الأيام ولحق الرسول الكريم بالرفيق الأعلي بينما سعيد ابن عامر الجمحي مستمر في عبادته وعندما جاءت غزوة تبوك التي انتصر فيها المسلمون ثم تولي ابوبكر الصديق رضي الله عنه الخلافة بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم وتحرك جيش المسلمين إلي أرض الروم بقيادة أبوعبيدة بن الجراح لكنه احتاج إلي مدد فبادر أبوبكر رضي الله عنه بارسال قوة من الصحابة تحت امرة سعيد بن عامر الجحمي فخاضوا المعارك بقوة وبسالة وأخذوا يقتلون ويأسرون وعند الليل جاء الخبر بوفاة أبوبكر الصديق رضي الله عنه وتم اختيار عمر بن الخطاب ليقود زمام الأمور وأخذ يستعرض الصحابة لكي يتم اسناد ولاية بلاد الشام إلي من يتم اختيارهم وذلك بعد ان تحقق النصر وأصبحت بلاد الشام تحت سيطرة المسلمين وبعد تدقيق تم اختيار سعيد بن عامر واليا علي منطقة حمص وكانت وصية أمير المؤمنين عمر لسعيد بن عامر وغيره من الولاة لمختلف المناطق انكم آئمة ونماذج طيبة للرعاية فاستوصوا بهم خيرا وطالبهم بأن يكون الإمام رجلا من الرعية وليس أميرا عليهم وقد انطلق سعيد بن عامر إلي حمص واضعا نصب عينيه وصية عمر رضي الله عنه كما كان عابدا قانتا لله. نور القرآن يبعث الرحمات في قلبه فهو العطوف علي الرعية بالاضافة إلي سهره علي حراسة الناس وأحوالهم.
لم تغفل عين سعيد بن عامر عن كل شئون الناس في هذه المنطقة ويطمئن خاطره حينما يري الاستقرار والهدوء يشمل لكل المنطقة التي يتولي مسئوليتها.