الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية - أسرار الأرض
اسرار الأرض

على الرغم من التقدم التكنولوجى، ووصول البشر إلى سطح القمر، فإن معلوماتهم عن الأرض وأسرارها التى تحت أقدامهم لا تزال محدودة، وكل ما توصلوا إليه هو قشور من دراسات الزلازل وعمليات الحفر العميق. بدأ الصينيون الأسبوع الماضى حفر بئر بعمق أكثر من 11 ألف متر بجنوب غرب الصين، بحثًا عن موارد طبيعية مخبأة على عمق عشرات الآلاف من الأقدام تحت الأرض، ومن المتوقع اكتشاف احتياطيات من النفط والغاز الطبيعى. وسبق الروس الصينيين بسنوات فى هذا المجال بحفر أعمق بئر فى العالم مطلع السبعينيات من القرن الماضى خلال الحقبة السوفيتية، ووصلوا إلى عمق أكثر من 12 كيلومترًا، واستغرق حفره 20 عامًا. وكان هدف الروس فى حفر البئر تحقيق التفوق والسبق على المنافس التقليدى - الولايات المتحدة - بعد الوصول إلى سطح القمر. وأثار البئر. فى ذلك الوقت، الكثير من الغموض، حيث روج البعض صدور صرخات أرواح معذبة من داخل الحفرة التى أطلقوا عليها «بئر جهنم». لكنها كانت فى الحقيقة أصوات آلات الحفر.

تشمل عمليات الحفر فى أعماق الأرض فوائد بما فيها الكشف عن الموارد الطبيعية، واكتساب رؤى جديدة حول تكوين وجيولوجية الأرض، واستغلال الطاقة الحرارية الأرضية فى المستقبل. لكن مشاريع الاستكشاف والحفر العميق فى قشرة الأرض يمكن أن يكون لها تأثيرات بيئية كبيرة وتثير مخاوف أخلاقية حول الموازنة بين الفضول العلمى والممارسات البيئية المسئولة، وأهمية تجنب الأضرار التى لا رجعة فيها للنظم البيئية للأرض.لذلك هناك أصوات تطالب باستغلال تطورات مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعى فى استكشاف أعماق الأرض، لتقليل التأثيرات البيئية السلبية للحفر العميق.

د. نبيل السجينى
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف