الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم - «فض رابعة» ..«الطريق إلى الجمهورية الجديدة»
«فض رابعة» ..«الطريق إلى الجمهورية الجديدة»

سيظل يوم الرابع عشرمن أغسطس عام 2013 علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، إذ تم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين اللذين حاولا فرض القوة على الإرادة الشعبية، لم يكن القرارسهلاً بل واجه تحديات خطيرة داخلياً وخارجياً وسطر تاريخاً حديثاً وكان بمثابة وضع حجر الأساس لـ »الجمهورية الجديدة«، خططت جماعة الإخوان الإرهابية ولاتزال لتصدير»مظلومية« إلى الخارج لكسب تعاطف قوى إقليمية ودولية إلا أن شعب مصر الذي اختارالثورة على حكم المرشد يوم 30 يونيورافضاً محاولة أكبرتنظيم إرهابي في العالم أن يطمس هويته أويعيده إلى الوراء وهوالمتطلع إلى مستقبل واعد، لا مكان فيه لجماعة مسلحة لا تعرف سوى لغة الدم وتحدى الدولة والصدام معها، ولذا كان لابد أن تختفي من المشهد السياسي بعد أن لفظها الشعب الساعي إلى التنمية والاستقراروالبناء، وكان هروبهم إلى الخارج هو السبيل الوحيد للهجوم على الدولة من خلال وسائل الإعلام التي وفرتها لهم دول ومخابرات أجنبية، لكن الدولة الصامدة واصلت ردع الجماعة المارقة لتثبيت أركان الدولة التي لا يؤمن بها التنظيم حتى تكون قادرة على ضبط الأمن وإنفاذ القانون ومنع أى الإرهابيين من استخدام السلاح فى مواجهة الشعب الذي انتصرفي الحرب على الإرهاب وشيد دولته الحديثه القادرة على مواجهة التحديات والأزمات مهما كانت خطورتها.
لم يكن غريباً أن يعترف أحد قيادات الإخوان والذي كان يعمل رئيساً لإحدى القنوات التابعة لهم والملقب برجل أيمن نورأخيراً بتعاون قيادات الجماعة مع مخابرات غربية، واستشهد فى فيديوبثه على قناته الخاصة، بما قاله مرشد الجماعة الراحل إبراهيم منير، خلال اجتماع بحضورعدد من قيادات الجماعة أنه حال طلبت منه مخابرات دولة أجنبية أي معلومات »هقولهم على كل حاجة حاجة«، وتابع القيادي: »لما ذهب إلى إسطنبول كنت حينها متعاطفاً جداً مع الإخوان ومقتنع أنهم طيبون ومسلمون بجد، يمكن عندهم أخطاء في الإعلام والسياسة ويمكن أقدرأساعد في هذا الأمر، لكن اكتشفت أن الأمر ليس كذلك وأن حقيقة الصورة ليست كما توقعت«،وأرى أن ما قاله القيادي الإخواني يؤكد حرص الجماعة على بيع الوطن لمن يدفع الثمن ليتحقق حلم العودة إلى مصر والمشاركة في الحياة السياسية بعد كل ما إرتكبوه من جرائم، وأرى أن الإخوان تاريخ من الخيانة منذ تأسيس جماعتهم عام 1928 وأنها تجرى فى عروقهم، وهو ما تؤكده وثائق التاريخ السرى لمرشد الجماعة الأول ومؤسسها حسن البنا، إذ تمتلئ بملفات التجسس والتخابرمع جهات أجنبية، وهناك العديد من الكتب والدراسات التى تناولت باستفاضة ضلوع الجماعة في التجسس على المؤسسات المصرية لصالح مخابرات أجنبية مقابل الحصول على دعم مالي ومعنوي وتحقيق أحلامهم التي تحولت إلى كوابيس.
إن مصطلح »الجمهورية الجديدة» شعار الدولة المصرية وهودليل على التحول الشامل الذى تشهده البلاد ، بعد التحول الذي شهدته مصرفي كافة مناحي الحياة خصوصاً السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات العشرالماضية بعد أن وضعت مصر فى عام 2015 رؤية تنمية مستدامة أطلقت عليها رؤية مصر2030 لتطويروتحديث مصر فى شتى المجالات والقطاعات وبدأت حركة التطويروالبناء بشكل متكامل التي توجت بتشييد العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين إضافة لعشرين مدينة أخرى من مدن الجيل الرابع، فيما وصفت مؤسسات سياحية ومالية دولية انتعاش السياحة في مصر خلال عام 2023 بالـ"تاريخية"، منذ انتهاء عمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا، متوقعة استمرار زيادة أعداد السياح القادمين إلى مصر على المدى المتوسط خلال الفترة بين عامي (2023 - 2027) لتصل إلى 15.2 مليون سائح، وذلك بمعدل نمو سنوي يبلغ 5.4% ما سيؤدي إلى زيادة عائدات السياحة، لتصل إلى 14.4 مليار دولارفي عام 2023 لتصل إلى 17.4 مليار دولار في عام 2027، وجاء ذلك تزامناً مع جهودغيرمسبوقة لتطوير المنتجعات والمزارات السياحية في جميع أنحاء مصرحتى تكون قادرة على استيعاب المزيد من الحركة السياحة للنهوض بالقطاع السياحي والأثري، من خلال أعمال التطويروالاهتمام بالمواقع والأماكن الأثرية والسياحية وهوما يسهم في زيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مصربمعدلات أكبروالتي تعد واحدة من أهم المقاصد السياحية على مستوى العالم بفضل ما تمتلكه من اًثاروسياحة شاطئية على البحرين الأبيض والأحمر.
أطلقت الدولة أخيراً خطة طال إنتظارها طويلاً لتطوير منطقة أهرامات الجيزة وتحسين الخدمة المقدمة للزائرين، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص، الذي يعد شريكاً رئيساً في النهضة التنموية التي تشهدها الدولة في المجالات كافة، إذ انتهت من تنفيذ 90% من كافة الأعمال الإنشائية لتطويرالمنطقة وستكون جاهزة للتشغيل بكامل طاقتها خلال أقل من شهر واحد، وتضمن التطويرإقامة مبنى لاستقبال السائحين والزائرين وفقاً لأحدث النظم العالمية مع مراعاة البعد التاريخي والأثري لمنطقة الأهرامات، التي ستصبح واحدة من أفضل مراكز استقبال السائحين بالمناطق الأثرية على مستوى العالم، إضافة إلى مبنى VIP للزيارات مجهز بأحدث التكنولوجيا لاستقبال الوفود السياحية، وتقديم استعراض لرحلة زيارة الأهرامات، وفقاً لأحدث النظم والتطورات العالمية، إذ تم تحديد مسار لرحلة السائح بمنطقة الأهرامات الذي سيبدأ من ناحية طريق الفيوم عبر 7 محطات تهدف إلى تقديم الأهرامات بصورة مختلفة، وسيكون التنقل بين المحطات السبع من خلال أتوبيسات كهربائية للحفاظ على المنطقة الأثرية، وفي كل محطة تم إنشاء منطقة خدمات مجهزة بأماكن لتقديم المشروبات الخفيفة، وحمامات وبازارات لشراء الهدايا، ومركز طبي لتقديم الإسعافات الطبية السريعة للسائحين.
وسط التطورالكبيرفي القطاع والتي أدت لإنتعاش السياحة تناقلت وكالات الأنباء العالمية، خبراُ عن إلغاء حفل مغني الراب الأمريكي العالمي ترافيس سكوت، تحت سفح الأهرامات لإطلاق ألبومه الجديد، نتيجة عدم الحصول على التصاريح المطلوبة، بزعم الخوف على حياة المصريين، وقالت نقابة الموسيقيين في بيان معتبرإن "حفلات مغني الراب السابقة نتج عنها إصابات ووفيات وتالياً من الطبيعي أن ترفض النقابة إقامة حفله، مضيفة "إصابة أو خدش مصري واحد في حفله لا يساويه مال العالم بأكلمه"، على الرغم من الاهتمام العالمي بالحفل الذي نعتته وسائل إعلام عالمية بأنه كان من المقرر أن يكون من أكبر العروض الترفيهية في الشرق الأوسط وتم رد ثمن حجز التذاكر التي وصلت قيمتها إلى 350 مليون جنيه، تم سداد غالبيتها بالدولار،هكذا ببساطة تم إلغاء حفل لمطرب عالمي كان من المتوقع أن يضخ ملايين الدولارات قي شرايين الاقتصاد المصري لمجرد التخوف من حدوث تزاحم وتدافع في الحفل تخوفاً من التسبب في حدوث إصابات بين الجمهور ونسوا أنه من الطبيعي أن مثل هذه الحفلات تشهد تأميناً مكثفاً لا يسمح بمثل هذه الحوادث خصوصاً أن مصرقادرة على توفير الأمن للحضورمن خلال تنظيم جيد إذ سبق أن أقيمت مئات الحفلات تحت سفح الهرم ولم تحدث أي حوادث، والسؤال الاًن هل تأثرت السياحة سلباً بإلغاء حفل ترافيس سكوت؟ الإجابة واضحة لأن إقامة الحفل كان من الطبيعي أن يجذب اًلاف السائحين الأجانب للحضوروتاليا يحدث المزيد من التوهج للسياحة في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر بسبب الأزمة المالية العالمية والتي جعلتها في أشد الحاجة مثل كل دول العالم إلى العملات الأجنبية.
وأقول لكم، إن السياحة باتت من مصادر الدخل الرئيسية لكثير من الدول، في جميع أنحاء العالم الذي يشهد تنافساً شديداً على جذب مزيد من السياح، ولذا ظهرت كثير من الأفكار السياحية الحديثة الموجهة لخدمة السياح، وهو ما فطنت إليه مصر أخيراً، إذ أطلقت مهرجان العلمين الجديدة الذي يجمع بين الثقافة والترفيه والسياحة فضلاً عن إقامة حفلات غنائية لفنانين مصريين وعرب بهدف تنشيط السياحة الداخلية والخارجية، في العلمين الجديدة وهي من مدن الجيل الرابع بعد أن تحولت الصحراء إلى ذهب، وتحتوي على مزارات سياحية مثل مقابر العلمين، متحف العلمين العسكري، متحف مارينا العلمين، النصب التذكاري لجنود الحرب، فضلًا عن مسرح روماني ومبنى الأوبرا ومجمع سينمات، ما يوفر للسائحين فرصة لاكتشاف التاريخ والثقافة المصرية العريقة في مدينة كانت شاهدة عللى الحرالعالمية الثانية، إضافة إلى ذلك هناك الكثيرمن الأفكار الجديدة مثل سياحة «أوتوستوب» بالدراجات الهوائية والتي تجمع بين السياح والسكان المحليين، فضلاً عن تخصيص مقاعد للسياح في الباصات العامة، بحيث يتم التعامل معهم كضيوف، إضافة إلى الاستعانة بالأهالي لمرافقة السياح في جولات خاصة بهم لمشاهدة البيئة المحلية على طبيعتها وإعطاء الفرصة للسائحين للاختيار الأفضل بين أسعار الفنادق، والمشاركة في بعض الألعاب التي يذهب عائدها إلى الأعمال الخيرية، وتأتي مبادرة السفر بلا أمتعة من سنغافورة، وهي مخصصة للزوار الذين يأتون إلى الزيارة دورياً، سواء للسياحة أو للأعمال، وتوفر لهم شركة خدمة جديدة لتسلم 20 قطعة من الملابس واللوازم الشخصية وتنظيفها وتخزينها للمسافر حتى يحين موعد الزيارة المقبلة، فيجدها في غرفة الفندق مرتبة جاهزة للاستعمال، وإتاحة فرصة للسياح للاندماج في مبادرات اجتماعية في أثناء فترة زيارتهم، مقابل بعض الحوافز التي يقدمها الفندق للنزلاء، وتتيح روسيا تطبيقاً للهاتف الجوال يستخدم الذكاء الاصطناعي للتواصل مع المطاعم المحلية بلغتها وهكذا يمكن إطلاق العديد من المبادرات التي تسهم في جذب السائحين وتفاعلهم مع المجتمع المصري للعودة مجدداً.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف