الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية - الهجرة إلى الكواكب الأخرى
الهجرة إلى الكواكب الأخرى

يبدو أن أحلام الفنان مدحت صالح بمغادرة الأرض والعيش على كوكب آخر ستتحقق قريبًا وتتحول إلى حقيقة، بعد أن كشفت أبحاث وكالة ناسا على المريخ أخيرًا عن إمكانية العيش عليه، لكن جولة مركبتها الفضائية التى ترفع شعار الفضول والمثابرة, رصدت عددًا من التحديات التى تنتظرنا للعيش على (الكوكب الأحمر). المريخ هو النسخة الاحتياطية للأرض والمرشح الأول بين المجموعة الشمسية، الأكثر ملاءمة للعيش لتشابهه مع الأرض، فى دورة الليل والنهار، والفصول، والغلاف الجوى، وتوافر الموارد، بما فى ذلك الماء، لتوليد الأكسجين والهيدروجين اللازمين لدعم الحياة. اما البيئات على الكواكب الأخرى فهى قاسية لارتفاع درجات الحرارة ومستويات الإشعاع، كذلك مشكلة الجاذبية الضعيفة التى تصيب الإنسان بضمور العضلات وهشاشة العظام، الأمر الذى يتطلب تطوير تقنيات تكنولوجية ولوجستية متقدمة للتغلب عليها لتوفير بيئات ملائمة للعيش على هذه الكواكب دون الإضرار ببيئاتها. والتغلب على بُعد المسافة التى قد تستغرق للوصول إلى بعضها أشهر أو حتى سنوات بتطوير أنظمة النقل من خلال مركبات فضائية سريعة ورخيصة وآمنة.

إنشاء مجتمعات بشرية على المريخ والقمر والكواكب الأخرى سيمثل قفزة كبيرة فى الحضارة الإنسانية. لأنها ستصبح ملجأ لسكان الأرض من الجوع والانقراض والكوارث، مثل اصطدام الكويكبات، والانفجارات البركانية، والحروب النووية.

يحمل حلم ترك الأرض والهجرة إلى الكواكب الأخرى العديد من التحديات، لكنه سيحل مشكلات مثل الزيادة السكانية، والتغيرات المناخية، ونقص الغذاء، والبطالة، ويحفز النمو الاقتصادى، ويوفر فرصًا غير مسبوقة للبحث العلمى حول أصل وطبيعة الحياة والكون.

د. نبيل السجينى
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف