احمد الشامى
أقول لكم - «قادرون على تجاوز كل التحديات»
«قادرون على تجاوز كل التحديات»
لم تقف مصرمكتوفة الأيدى أمام التحديات التي تواجهها منذ مئات السنين بل وقفت بصلابة ضد محاولات تهميشها وتقزيم دورها من خلال حروب الجيلين الرابع والخامس التي تستهدف احتلال العقول وليس الأرض لتدميرالهوية المصرية وإسقاط الدولة وتحويل الشعب إلى أداة لتدميرها والنيل من قيادتها وجيشها كما حدث في عام 2011، وهو ما كشف عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته أمام المؤتمر الدولي للصحة والسكان والتنمية بعنوان «سكان أصحاء من أجل تنمية مستدامة»، ويعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكداً أن الزيادة السكانية في مصرواحدة من أخطر القضايا التي تواجهها ما أثرعلى الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين، ولذا فأن التغييرسيحدث عبرالعمل سوياً بوعي وفهم على تنظيم قدرات الدولة على عدد السكان، إذ تبلغ تكلفة البنية التحتية خلال السنوات الماضية 10 تريليونات جنيه، وهو ما مكن الدولة رغم مواردها المحدودة من الصمود في وجه التحديات مثل جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وجاءت أهم رسالة للرئيس السيسي عندما قال إن «مصر قادرة على تجاوز كل التحديات التى تواجها وحريصون على بناء إحتياطات تجاه كل التحديات، إذ إن تقديرنا لموقف الزيادة السكانية دفعنا لإنشاء 24 مدينة جديدة لاستيعاب الزيادة السكانية الكبيرة الذي يبلغ حالياً 105 ملايين نسمة، إضافة إلى تسعة ملايين ضيوف على الدولة المصرية، ما يدفع مصر إلى دراسة فتح أبواب الهجرة المنظمة للدول التي تعاني من ضعف عدد المواليد لفترات محددة».
تبذل مصرجهوداً جبارة من أجل تحقيق التنمية وتحسين حياة المصريين رغم الظروف الاقتصادية العالمية التي تلقي بظلالها على العالم كله، كأن المصريين مكتوب عليهم الحياة وسط المقابرمنذ ً1051 عاماً عقب إنشاء القاهرة فى السادس من يوليو عام 969 م، وهى العاصمة الرابعة لمصرمنذ الفتح الإسلامى لها، عندما إمتدت لها يدالتطويرلنقل مليون ونصف المليون شخص من الحياة مع الأموات إلى مساكن حضارية زعم البعض أن ذلك هدم لتاريخ مصر، ونسوا أو تناسوا أن«كتاب الموتى» لم يعد له مكان في الجمهورية الجديدة، التي تبني المستقبل وتحافظ على تاريخ الأجداد بفكرجديد من خلال تنفيذ مشروعات حديثة في محيط الأماكن الأثرية مثل مسجد السيدة عائشة والقلعة والإمام الشافعي، ونقل مقابرعظماء مصر بالمجالات كافة إلى مقابر الخالدين بالعاصمة الإدارية التي سيتم تشييدها وفق أحدث أساليب البناء، إذ وجدها الإعلام المعادي فرصة لنشرمعلومات مغلوطة عن إزالة بعض الاًثار لإثارة الرأي العام وهوما لم يحدث إذ يتم ترميم المآذن الخاصة بالمقابر الأثرية المطلة على ميدان السيدة عائشة كذلك لقباب والشواهد الأثرية الموجودة بالمقابر السلطانية ومقبرة الامام جلال الدين السيوطى والشواهد المجاورة، ونقل سكان المقابر لشقق حضارية بعد أن أجبرت الظروف الاقتصادية والزيادة السكانية عدداً من المصريين على أن يعيشوا وسط الموتى في المقابر منذ عشرات السنين، ولذا فأن قرار إزالة هذه المقابر التي صارت في قلب القاهرة تأخرما يزيد على مائة سنة، إذ إن المبادرات الإنسانية التي تهدف مساعدة سكان المقابر في إيجاد مساكن بديلة غير قادرة على احتواء الظاهرة، ولذا كان لابد من تدخل الدولة بكافة أجهزتها لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
أصبح سكن بعض المصريين في المقابرولايزال وصمة عارفي وجه مصرالحديثة استغلها كثيرون للإساءة لتاريخها التليد بعد أن تحولت إلى أوكار لتجارومتعاطي المخدرات واللصوص وفي هذه المقابرأرتكبت جرائم بشعة هزت الرأي العام، ولذا كان مطلب هدم هذه المقابر شعبياً مع المحافظة على التراث ونقل الجبانات إلى مناطق جديدة خارج القاهرة مع إقامة مشروعات حضارية تليق بعاصمة مصرالتاريخية في هذه المناطق، ولذا جاء تفقد الدكتورمصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قبل أيام، المقابر المطلة على شارع صلاح سالم، لبدء تنفيذ «مقبرة الخالدين» لرُفات عظماء مصر في الوقت المناسب وتطميناً لشعب مصر بأن تاريخهم في الحفظ والصون وأن ما يحدث تطويراً وليس تدميراً كما يزعم الإعلام المعادي الذي يسعى لإثارة البلبة وسط أبناء الشعب المصري عن طريق نشرشائعات كاذبة، خصوصاً أن تكليفات الرئيس صدرت ضمن قرار بتشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، تضم جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، على أن تقوم اللجنة بدراسة البدائل المتاحة والتوصل لرؤية متكاملة وتوصيات يتم الإعلان عنها للرأي العام وهو ما حدث بالضبط.
تعتبر«مقبرة الخالدين» المزمع إنشاؤها في موقع مناسب، صرحاً يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، كما ستتضمن متحفاً للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء، بحيث يشمل المتحف السير الذاتية لعظماء الوطن ومقتنياتهم، ويكون هذا الصرح شاهداً متجدداً على تقدير وتكريم مصر لأبنائها العِظام وتراثها،ولذا فأن تطوير مقابر القاهرة التاريخية إمتداداً لمشروع تحديث المناطق غير الآمنة، من منطلق أن مثل هذه المناطق بهذه الصورة غير اللائقة وغير الإنسانية لابد من تطويرها ضمن عملية تطوير القاهرة القديمة، خصوصاً أن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة كان جزءاً من تطوير مصر بالكامل ومنها القاهرة القديمة لتكون على أعلى مستوى، إذ لابد من رفع كفاءة هذه المناطق لإعادة الوجه الحضاري لها، كما يعد المشروع القومي لتطويرعواصم المحافظات والريف المصري عبر مبادرة «حياة كريمة» أمل الجمهورية الجديدة الذي أحدث نقلة نوعية بالارتقاء بالريف المصري الذي طالما عانى من انعدام الاهتمام والمقومات الأساسية للحياة، إذ تسعى هذه المبادرة للتصدي لمظاهر التردي الذي عانت منه محافظات مصرعلى مدار عشرات السنين، وتسعى بدأت الدولة لتوجيه الاهتمام نحو المواطنين الأكثر احتياجاً والتي ترتكز في الريف عموماً وريف الصعيد بوجه خاص، لذا تبنت الدولة المشروع القومي لتنمية الريف المصرى«حياة كريمة»، باستهداف 4741 قرية، وباستثمارات تفوق 700 مليار جنيه.
وأقول لكم، إن مبادرة «حياة كريمة»، حققت الكثيرمن الإنجازات على أرض الواقع، وأسهمت فى تطوير حياة ملايين المواطنين داخل القرى الأكثر فقراً للارتقاء بمستوى معيشة الفرد فى كل مناحى الحياة، من «تعليم، صحة، توصيل الكهرباء، توصيل شبكات المياه والصرف الصحى، التثقيف وإنشاء المكتبات، دعم الأسر مادياً واجتماعياً تلك المبادرة الوطنية التي تنبُع من مسؤولية حضارية وبُعد إنساني قبل أي شيء آخر، فهي أبعدُ من كونها مبادرة تهدفُ إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري، لأنها تهدف أيضا إلى التدخل الآني والعاجل لتكريم الإنسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم، ذلك المواطن الذي تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادي والذي كان خير مساند للدولة المصرية في معركتها نحو البناء والتنمية. لقد كان المواطن المصري هو البطل الحقيقي الذي تحمل كافة الظروف والمراحل الصعبة بكل تجرد وإخلاص وحب للوطن، وتستهدف تغيير حياة أكثر من 58 مليون مواطن، من إحداث طفرة شاملة للبنية التحتية والخدمات الأساسية والارتقاء بجودة حياة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإحداث تغيير إيجابي في مستوى معيشتهم، وخلق واقع جديد من التنمية الشاملة المستدامة لهذه التجمعات الريفية المحلية.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yah00.com