الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية - تجارب دولية فى نقل المقابر التاريخية
تجارب دولية فى نقل المقابر التاريخية

تحتل المقابر التاريخية مكانة فريدة فى التراث الثقافى والتاريخي. إنها ليست مجرد أماكن لأجساد الموتى، ولكنها مستودعات للماضى وقيمة ثقافية وتاريخية عظيمة. لكن بسبب الكوارث الطبيعية ومشاريع العمران والبنية التحتية، أصبح نقلها خارج المدن ضرورة. وهناك خطوات لنقل هذه المقابر، أولا:

الإجراءات القانونية والتنظيمية وموافقة أصحابها. وتغيير قوانين نقل المقابر. ثانيا: تقييم الأثر البيئى لعملية النقل. ثالثاً: التوثيق التاريخى والمحافظة عليه من خلال الخرائط والصور للحفاظ على سلامتها التاريخية، لأنها خارج قوائم التراث. رابعا: اختيار المنطقة المناسبة. خامسا: استخراج الجثث بعناية بمشاركة الأحفاد وتحت إشراف علماء الآثار والأنثروبولوجيا، وترميمها إذا لزم الأمر.

وهناك سوابق دولية لنقل المقابر التاريخية، أبرزها مقبرة «جرينوود» التاريخية فى نيو أورليانز بأمريكا، أوائل القرن الحادى والعشرين، ومقبرة «هاى جيت» التاريخية فى لندن، أواخر القرن العشرين. كما تم نقل رفات مشاهير الشعراء والموسيقيين والفنانين لحديقة «أولسدورف»، هامبورج، ألمانيا.

وتهدف خطة القاهرة 2050 إلى نقل مقابر القاهرة وإنشاء منطقة خضراء تحاكى مدنا مثل دبى وباريس، بعد أن تعرضت لكثير من الإهمال والعشوائية وانعدام الأمن على مدى عقود، بعد انتشار ظاهرة سكن المقابر، التى اشتدت عقب حرب 1967 وتأجيرها غرفا دون علم أصحابها. يشير تقرير التنمية الاجتماعية لمنظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة لعام 2019 إلى أن ظاهرة مدن الموتى تمتد لأكثر من قرن، بعد ان زاحم الأحياء الموتى ليصل عدد سكان المقابر عام 2008 مليون ونصف مليون نسمة، تزايد عام 2017 إلى مليونين.

د. نبيل السجينى
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف