د. نبيل السجينى
نحو الحرية حصاد العدوان على غزة
نحو الحرية حصاد العدوان على غزة
لم يفضح العدوان على غزة فقط مدى بشاعة وهشاشة وضعف الجيش الإسرائيلى، بل هدم أيضاً كل معادلات ونظريات خبراء الحرب والإستراتيجية، وأثبت مرة أخرى أن حروب العصابات هى أداة فعالة للمدنيين فى مقاومة أقوى الجيوش الغازية. ولها سوابق تاريخية، مثل هزيمة الجيش البريطانى فى حرب الاستقلال الأمريكية، وهزيمة الجيش الأمريكى فى حرب فيتنام، والجيش السوفيتى فى أفغانستان. وقد منح العدوان مقاتلى حماس دعماً شعبياً ولوجستياً إقليمياً ودولياً كبيراً وتفوقاً تكتيكياً على الجيش الإسرائيلي. وجعلتهم يتحركون بسرعة وسهولة، عرقلت تعقبهم أو القضاء عليهم، على الرغم من التفوق الإسرائيلي. بالإضافة إلى وجود عقيدة وهدف واضح لمقاتلى حماس وهو تحرير فلسطين، وهو ما يحفزهم على القتال حتى النهاية، على عكس الجنود الإسرائيليين الذين يقاتلون بلا هدف. كشف العدوان على غزة زيف الصورة التى رسمها الإعلام الغربى لإسرائيل على مدى عقود على أنها واحة للديمقراطية وحقوق الإنسان، وغير كذلك الصورة النمطية السلبية للعربى المتطرف التى ظل يروج لها الغرب، واستبدلها بشخص يسعى لتحرير بلاده من الغزاة.
أجبر العدوان على غزة الغرب لإعادة قراءة رسائل الخطاب والمقاومة الفلسطينية، وهى رسالة إدانة ومقاومة ودعوة للتغيير تعكس استياء عربيا عميقا من السياسة الخارجية الغربية الداعمة لإسرائيل، والتى أثرت سلبياً على القضية الفلسطينية والقيم الإسلامية، وسمحت لإسرائيل بقمع الشعب الفلسطيني. كما دعا الكثيرون الغرب إلى سحب قواته من الشرق الأوسط، ووقف تدخلاته الثقافية والسياسية، ووقف كل أشكال الاستعمار الجديد والتهميش والاضطهاد ضد الدول الإسلامية.