احمد الشامى
أقول لكم «اسْتَفْتِ قَلْبَكَ.. ولو ضللوك الإخوان »
«اسْتَفْتِ قَلْبَكَ.. ولو ضللوك الإخوان »
حانت لحظة الحقيقية ورد الجميل لوطنكم الَّذِي أَطْعَمَكم مِّن جُوعٍ وَآمَنَكم مِّنْ خَوْفٍ من خلال المشاركة في بناء المستقبل عبر الإدلاء بأصواتكم في الانتخابات الرئاسية التي ستنطلق الأحد المقبل العاشرمن ديسمبرولمدة ثلاثة أيام، إنها أيام فارقة في تاريخ مصرالحديث ليشهد العالم التنافس الديمقراطي بين أربعة مواطنين نالوا شرف الترشح في هذه الانتخابات التي يتابعها العالم كله،بعد أن شهدت السفارات والقنصليات المصرية في الخارج، إقبالاً كبيراً أيام الجمعة والسبت والأحد الماضية المحددة للتصويت بالخارج في انتخابات الرئاسة بمختلف الدول، إذ حرص الناخبون على اصطحاب أبنائهم حاملين أعلام مصر في مشهد احتفالي،مرددين عبارات دعم للدولة المصرية ومؤسساتها، مؤكدين ضرورة استكمال مسيرة التنمية والاستقراروالتنمية خلال السنوات المقبلة، وتُعقد الانتخابات في مصرقلب الشرق الأوسط النابض الذي يشهد صراعات لا تتوقف منذ عشرات السنين واًخرها الحرب الإسرائيلية على غزة التي وضعت المنطقة بأكملها فوق فوهة بركان من الدمارفي حال تفجر المعركة وإمتداد القتال إلى دول أخرى بعد تدخل جماعات مسلحة لبنانية ويمنية ما ينبئ بإمتداد الحرب إلى دول مجاورة ومنها مصر التي ترتبط بحدود مع غزة وإسرائيل وهو ما جعل القيادة السياسية حريصة على عدم وصول شررالصراع إلى سيناء بعد أن أكدت أنها خط أحمروغيرمسموح بأن يطأ أحداً أرضها من أجل إنهاء الصراع بين الطرفين المتنازعين، فأرض الفيروزمصرية منذ اًلاف السنين شهدت انتصارات مصرعلى المعتدين منذ اَلاف السنين وعادت إلى أحضانها بعد حرب أكتوبر عام 1973وتوقيع إتفاقية كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1979 التي أعادت كامل الأرض المصرية إلى الوطن الذي يستحق التضحية ليظل أمة نسيجها واحد لا يمكن لأحد أن يفرق بين أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يظل مرفوع الهامة ينبض بالأمل.
كانت ثورة 30 يونيوالتي قادها اَنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسي، نقطة تحول ونقلت وطننا إلى مصاف الدول الكبرى بفضل الإنجازات التي تحققت خلال السنوات العشرالماضية بعد سقوط حكم المرشد بقيادة محمد مرسي عام 2013، وتولي الرئيس السيسي، الحكم إذ لا يتوقف تنظيم الإخوان الإرهابي منذ ذلك الحين عن بث الشائعات عن مصروقياداتها ومؤسساتها من أجل تشكيك الشعب فيما تحقق من إنجازات على أرض الواقع، فتحت بعض الدول فضائها الإلكتروني والتليفزيوني لهؤلاء الباغين لتضخيم الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على مصر ونسوا أن هذه القضية تعاني منها الكثيرمن دول العالم بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والتغير المناخي وأخيراً الحرب على غزة، وأن الأزمات الاقتصادية لا تسقط دولاً خصوصاً لو كانت بحجم مصرالعظمى بحضارتها وتاريخها وإنجازاتها وموقعها الجغرافي ومقدراتها المتنوعة، وانها مجرد مشكلة عابرة ستنتهي لتواصل مصرمسيرتها إلى المستقبل، ولذا اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وضللوك الإخوان الساعين إلى هدم وطنك وتأكيد أنهم يعلنون حرباً بالوكالة على مصر التي اُثارت إنجازاتها في جميع المجالات حفيظة الكثير من الساعين إلى وقف تقدمها للتقليل من دورها الإقليمي والعربي ليسهل لهم النفاذ إلى الدول العربية والاستيلاء على ثرواتها وخيراتها لتظل تعيش في الماضي ولا تتقدم تكنولوجيا، إنها قصة استعمار لم ينس يوماً أحلامه في العودة إلى الشرق الأوسط، ولذا فاختيارك للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، تأكيد على رغبتك في الحفاظ على الإنجازات التي تحققت والمستقبل الواعد الذي ينتظرهم.
إن الصراع في الشرق الأوسط بدأ في عام 1948 عندما أعلنت الدول الغربية قيام إسرائيل، وكانت حرب أكتوبرعام 1973 الفارقة في هذا الصراع بعد الانتصار العظيم لمصروالذي أدى لتدخل الولايات المتحدة لإنهاء الحرب وإقرار السلام، لم يكن وزيرالخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، مجرد مسئول في الإدارة الأمريكية وقتها، بل وصف بثعلب الدبلوماسية، وجاءت وفاته قبل أيام عن عمرمائة عام في منزله بولاية كونيتيكت الأمريكية، لتكشف الكثير من الأسرار عن دوره في الكثير من الأزمات العالمية خصوصاً أثناء حرب أكتوبر وما بعدها،إذ شغل منصب وزير الخارجية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وأدّى دوراً دبلوماسياً محورياً خلال الحرب الباردة، لتسدل الستارعلى حقبة من السياسيات التي غيرت العالم كله وفي القلب منه الشرق الأوسط، ترك كيسنجرميراثاً مهماً عن علاقات واشنطن بالعديد من دول العالم خصوصاً الصين والاتحاد السوفيتي قبل تفككه، فضلاً عن دوره في حرب أكتوبروإتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصروإسرائيل، وصولاً إلى حرب تحريرالكويت، والغزو الأمريكي للعراق، وما أطلق عليه الربيع العربي، وحرب روسيا على أوكرانيا، انتهاء بالحرب الإسرائيلية على غزة، وكانت حرب أكتوبر 1973 من أسباب سطوع نجم كيسنجرالذي تعددت زياراته إلى المنطقة في جولات أطلق عليها"الدبلوماسية المكوكية"بعد أن شارك بجهوده في مباحثات فض الاشتباك بين الدولتين عقب اندلاع المعركة بأسبوعين من توليه منصب وزير الخارجية مع احتفاظه بمنصبه في البيت الأبيض كمستشار للأمن القومي، وأفضت سياساته إلى توقيع إتفاقية كامب ديفيد عام 1978 رغم مغادرته مقعد وزارة الخارجية، لكنه نصح الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت باتباع سياسة "خطوة خطوة"، ما أدى إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط التي لم تشهد صراعاً بين إسرائيل وجيرانها منذ ذلك الحين وأسهم ذلك في تنمية العديد من الدول العربية.
بعد حرب إسرائيل على غزة في الشهر الماضي حذركيسنجر من أن الصراع في الشرق الأوسط ينطوي على خطر التصعيد وتدخل دول عربية أخرى تحت ضغط الرأي العام، لافتاً إلى الدروس المستفادة من حرب أكتوبر عام 1973 والتي تسببت في تعاون عربي أسفرعن دعم الكثير من الدول العربية لمصرووقف ضخ البترول عن الغرب، ما أدى للضغط على الولايات المتحدة للوساطة بين مصر وإسرائيل لتوقيع إتفاقية كامب ديفيد يوم 17 سبتمبر 1978 والتي أسفرت عن معاهدة السلام عام 1979 والتي تعتبرنموذجاً للسلام دائم بين جميع دول المنطقة بعد 75 عاماً من الصراع، والتي كانت ولا تزال ركيزة لسلام شامل في الشرق الأوسط يقوم على أساس حل الدولتين، إذ إن إقامة دولة فلسطينية سيؤدى إلى الاستقراروالتعاون بين جميع دول المنطقة، ويقيني أن سياسة كيسنجر "خطوة بخطوة" أفضت إلى اتفاقيات أوسلو عام 1993 والتي يطلق عليها إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالية والذي أدى إلى إنشاء السلطة الفلسطينية ومنحها سلطة محدودة على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة وهي المناطق التي احتلها إسرائيل في حرب 1967، فيما مهد الاتفاق الطريق أمام اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وسمح الاتفاق بعودة عرفات، الذي كان يعيش في تونس آنذاك، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة مع باقي قادة منظمة التحرير، وبعد 30 عاماً لازالت أحلام الفلسطينيين معلقة بحلم إقامة دولة مستقلة، وتسعى قيادات العالم وفي مقدمتها القيادة المصرية لعدم توسعة الحرب لأن ذلك سيؤدى حتماً إلى إندلاع حرب عالمية ثالثة ولذا لم يعد هناك مفراً من إقرا حل الدولتين.
وأقول لكم لقد ضللوكم الإخوان وأعوانهم من الكارهين لمصرإذ لا يتوقفون عن الإساءة للدولة في كثير من الملفات من بينها حقوق الإنسان رغم أن العالم كله يعلم أنهم مجرد جماعة إرهابية تسعى إلى الإساءة لمصرفي المنظمات الدولية ومنها البرلمان الأوروبي، وقد انطلقت حملتهم ضد الانتخابات الرئاسية قبل أسابيع لتشويه هذا الاستحقاق الدستوري الديمقراطي من خلال الهجوم على المشروعات القومية والإدعاء بعدم جدواها، وتضخيم الأزمة الاقتصادية العابرة التي ستصبح إن عاجلاً أم اَجلاً تاريخ من الماضي، إذ يسعون من وراء ذلك إلى طرح قضية الصلح مع الدولة المصرية والعودة للمشاركة في الحياة السياسية بعد أن لفظهم الشعب وثارعليهم في 30 يوينووأنهى حكم المرشد وسفك دماء المصريين في الشوارع، ولذا حان الوقت لأن يستفت كل مواطن قلبه على ما تحقق من إنجازات خلال السنوات العشر الماضية بكفاح المصريين ولا يعطي الفرصة لهؤلاء الإرهابيين الفرصة للعودة إلى مصرمرة أخرى وتدمير مستقبلها الواعد.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yah00.com