د. نبيل السجينى
نحو الحرية صحوة الضمير الإسرائيلى
صحوة الضمير الإسرائيلى
لقد أحدث العدوان الغاشم على غزة تغييرا جذريا فى مفاهيم ومواقف المجتمع الدولى تجاه القضية الفلسطينية. والذى أصبح على اقتناع تام بعدالة ومشروعية المقاومة الفلسطينية كحركات تحرر وطنى، ورفض ممارسات الإبادة الجماعية التى تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلى بحق المدنيين العزل من النساء والأطفال، وانتقدت الشعوب الغربية وسائل إعلامها المنحازة بشدة لإسرائيل. وتظاهروا أمام بعض مقارها ومن بينها صحيفة نيويورك تايمز.
كما أيقظ هذا العدوان الهمجى ضمير شريحة من المجتمع الإسرائيلى، خاصة بعد شهادات الأسرى الإسرائيليين المحررين التى أعلنوا فيها أن مقاتلى حماس يعاملونهم بطريقة إنسانية، وانتقدوا ممارسات حكومتهم ضد المدنيين الفلسطينيين. وكان لبعضهم ردود أفعال عملية ضد الحكومة، إذ ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الرهينة المحررة إلما أبراهام رفضت لقاء بنيامين نيتانياهو خلال زيارته أحد مستشفيات بئر سبع. ولم يكن أمامه سوى إصدار قرار بمنع الرهائن الذين أفرجت عنهم حماس من التحدث إلى وسائل الإعلام. واعترف جندى إسرائيلى بقتل أكثر من 40 مدنيا فلسطينيا أعزل. ويعيش فى جحيم لأنهم يأتونه فى كوابيس الليل ويسألونه: لماذا قتلتنا؟ مما جعله يتبول لا إراديا على ملابسه ولا يجد حتى علاجا نفسيا. ويسخر من ادعاء بلاده بأن الفلسطينيين إرهابيون وأيديهم ملطخة بالدماء.
فهل يمكن لصحوة الضمير فى إسرائيل أن تسقط حكومة نيتانياهو فى ضوء انتهاكاتها للقانون الدولي؟ وتضاعف عدد الشهداء فى غزة ليصل إلى أكثر من 16 ألف شهيد منذ 7 أكتوبر، فيما لم يتجاوز عدد القتلى فى إسرائيل 1200.