احمد الشامى
أقول لكم «انتخابات رئاسية.. من ثمارالجمهورية الجديدة »
«انتخابات رئاسية.. من ثمارالجمهورية الجديدة »
عندما يتعرض الوطن لتحديات فكل أبنائه جنود يحملون السلاح ويضحون بأرواحهم من أجله، ولذا حملت مشاركة المواطنين غير المسبوقة في الانتخابات الرئاسية رسالة إلى العالم كله بأن أبناء مصرلا يعرفون المستحيل ولا يخشون أحداً في حال توحدت إرادتهم، يقفون صفاً واحداً خلف وطنهم، كان المشهد رائعاً والإقبال عظيماً يليق بأمة إختارت المستقبل ما يعكس إرادة قوية فى المشاركة لإقامة حياة ديمقراطية جديدة قادرة على العبوريوطننا إلى برالأمان لتنمية الشعوربالانتماء والمسئولية في وقت تواجه دولتنا الناهضة ضغوطاً واستفزازت في عدد من الملفات خصوصاً الاقتصادية والسياسية نتيجة الحرب على غزة ومحاولات تصديرأزمة لمصرمن خلال محاولة التهجيرالقسري للفلسطينيين إلى سيناء والذي أكدت مصر أنه خط أحمر، ولذا جاءت انتخابات الرئاسة 2024 وهى خامس انتخابات رئاسية تعددية تشهدها البلاد فى تاريخها الحديث، في الوقت المناسب، إذ تكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة لأنها عقدت في وقت تشهد فيه المنطقة حرباً شعواء غير معروف موعد نهايتها ولذا تعتبرخطوة رئيسة فى مسارالدولة نحوالتحول الديمقراطى والتعددية الحزبية الحقيقية والتنافسية السياسية البناءة، والتي جاءت بعد إنطلاق الحوارالوطنى الذي شمل كل فئات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنقابية وشاركت في وضع خريطة طريق لمستقبل مصرفي المجالات كافة، إذ صدرت قرارات رئاسية بتنفيذ العديد من التوصيات خصوصاً ما يتعلق منها بالإفراج عن مئات المحبوسين في قضايا رأي، لتثبت قيادة الدولة أن الانتخابات الرئاسية الطريق لبناء الجمهورية الجديدة بعد أن باتت قادرةعلى تجاوزأزماتها والعبورإلى المسقبل، فيما أشاد مراقبون دوليون ومحليون بنزاهة الانتخابات الرئاسية التعددية التي تعتبر من ثمار الجمهورية الجديدة.
قال الشعب المصري كلمته في الانتخابات الرئاسية واختارترسيخ الاستقراروالتنمية وحماية الوطن من أي تدخلات خارجية رافضاً محاولات المحرضين والعابثين بأمن الوطن ودعوات المقاطعة المشبوهة،إنهم أبناء مصر الشرفاء المخلصين الساعين إلى بناء الجمهورية الجديدة، الذين تكدسوا أمام اللجان يصدحون بالأغاني الوطنية ليأكدوا أن الإقبال الكثيف بمختلف محافظات الجمهورية والذي انطلق الأحد واستمرحتى الثلاثاء الماضيين أمام 9376 مركزاً انتخابياً بإجمالي 11 ألفاً و631 لجنة اقتراع فرعية، أعدت لاستقبال 65 مليون مواطن لهم حق الانتخاب لم يكن مفاجأة لمن يعرفون طبيعة الشعب الذي يعشق التحدي والإنجازويقبل الصعاب من أجل تحقيق أهدافه، وأمام اللجان كانت المشاهد الإنسانية كثيرة كبارالسن وذوي الهمم ينافسون الشباب الذين وقفوا في طوابير طويلة من أجل الإدلاء بأصواتهم وشاب يحمل والدته المسنة من أجل اختيارالاستقرار، لأن الشعب يعلم أن الكلمة مسئولية، بكلمة تحدث الحروب وأخرى تهدئ النفوس وثالثة ترسخ السلام والأمان.
لم ينس المصريون الحوارالذي دار بين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، والحسين بن علي بن أبي طالب، عندما طلب الوليد من الحسين أن يبايع يزيد للخلافة، قائلاً: نحن لا نطلب إلا كلمة فلتقل "بايعت" واذهب بسلام لجموع الفقراء، فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقناً للدماء فلتقلها، آه ما أيسرها، إن هي إلا كلمة، رد عليه الحسين، كبرت كلمة، ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة، ما شرف الله سوى كلمة، مفتاح الجنة في كلمة دخول النارعلى كلمة، وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، الكلمة فرقان بين نبي وبغى، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة، إنها سطور خلدها العبقري الراحل عبدالرحمن الشرقاوي في مسرحية "الحسين ثائراً "، ولا زالت ترن في عقول واًذان المصريين، فهم الذين اختاروا الرئيس السيسي، لقيادة ثورة 30 يونيو ضد الإخوان، وانتخبوه لقيادة مصر في أصعب مرحلة من تاريخها، وفوضوه لمحاربة الإرهاب، والاًن يجمع الشعب على إعادة انتخاب الرئيس السيسي، لأنه يرسخ الاستقرارويقود قطارالتنمية للوصول إلى مستقبل واعد لمصر وأبنائها،لا يتخلي المواطنون الشرفاء عمن وقف بجانبهم وحماهم من الإخوان مصاصي الدماء وشيد دولة حديثة.
إن الشعب تعرض لحملات مغرضة للتشويش على قناعاته، لكنه يعرف قيمة الكلمة والعهد الذي أخذه على نفسه لدعم الرئيس السيسي، ولذا لم يكن اختيار المصريين له في الانتخابات لقيادة مصرست سنوات مقبلة من فراغ بل بناء على ما أنجزه خلال السنوات العشر الماضية والتي أكدت ثقتهم من خلال ما شاهدوا من إنجازات لم يسبق لها مثيل على أرض مصر، إذ حرص الرئيس منذ توليه المسئولية إلى توفيرحياة كريمة للمواطنين وأطلق العشرات من المبادرات منها السياسية والاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية وغيرها، والتي جاءت في مختلف القطاعات، فى إطار حرص الدولة على الاهتمام بالمواطنين وتحسين مستوى معيشة 104 ملايين مصري، كما أن الانتخابات جاءت في وقت تشهد المنطقة حرباً ضروساً وهجوماً على غزة، ما يستلزم قيادة وطنية واعية قادرة على التصدي لمخططات تهجيرالفلسطنيين إلى سيناء لاستفزازمصروهوما أكد عليه الرئيس بأن التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر لا تقبله مصر ولن تسمح به مندداً باستخدام "منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر" كوسيلة لفرض واقع على الأرض بما يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني والاستيلاء على الأرض، ولذا جاء الإقبال الكثيف على الانتخابات لتوصيل رسالة إلى العالم كله بأن مصرلا تفرط في مبادئها ولن تتنازل عن دورها في حماية الشعوب العربية من العدوان مهما كان مصدره والتضحيات التي يبذلها.
وأقول لكم، إن الوقت حان لبدء مرحلة جديدة من تعملق الدولة يأتي في مقدمتها بناء الإنسان المصري الحديث من خلال تعظيم الاهتمام بملفات التعليم والصحة والصناعة والتصدير، وأن تركز الدولة على تطويرالقدرات البشرية للمواطنين ليصبحوا أكثر تجهيزاً للمشاركة في بناء الجمهورية الجديدة التي تحتاج إلى إنسان عصري يمتلك مهارات فائقة تمكنه من العمل في المجالات كافة وتوطين التكنولوجيا في كافة مناحي الحياة بدءاً من الخدمات التي تقدم للمواطنين مروراً بالصناعات الحديثة وصولاً إلى زيادة التصدير إذ أطلقت الدولة حزمة مبادرات وبرامج تدريب وتأهيل للكوادرالبشرية جميعها مسارات ساهمت في تعميق استراتيجية بناء الإنسان المصري حتى لا تواجه مشكلة قلة العملات الأجنبية وتواصل تشييد المشروعات القومية التي نقلت مصر إلى مصاف الدول الكبرى التي تمتلك إمكانيات الردع لكل من يحاول استفزازها أوالنيل من مقدراتها ومحاولة الإعتداء على أراضيها التي ضحى اًلاف المصريين بأرواحهم عبرالتاريخ من أجلها وكانت حرب السادس من أكتوبرنموذجاً لإثبات حرص المصريين على عدم التفريط في شبرواحد من أراضيهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yah00.com