الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «الرئيس يطمئن الشعب في يوم المرأة»:«متخافوش من الخارج ..نحن نطفئ الحرائق ولا نشعلها»
«الرئيس يطمئن الشعب في يوم المرأة»:«متخافوش من الخارج ..نحن نطفئ الحرائق ولا نشعلها»

ستظل مصرقلب العروبة النابض، وجيشها الحارس الأمين للدول العربية في الحرب والسلم، صخرة صلبة تنكسرعليها أحلام الطامعين والطغاة الذين لا يكفون عن السعي للاستيلاء على مقدرات الوطن ونسوا أو تناسوا أن القوات المسلحة المصرية السيف والدرع الواقى للعرض والأرض العربية، إنها مصر التي شاء قدرها وموقعها الجيوسياسي أن تكون في مقدمة الصفوف الأمامية بمثابة حائط الصد لأعداء الأمة منذ فجرالتاريخ، على أرضها انتصرت على الغزاة الذين هاجموها من كل حدب وصوب للسيطرة على ثرواتها والإنطلاق منها إلى باقي الدول العربية، حاولوا محاصرتها ودفعوا بكتائب الخونة لتشويه قيادتها ومؤسساتها لإسقاطها لكنها ظلت عصية على الانهياربعد أن إكتشفوا أنها أكبرمن أن تغرق وأن وقوعها يعني كارثة للعالم كله لأنها رمانة الميزان للشرق الأوسط، وراهن كثيرون على أنها غير قادرة على عبور الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بعد حرب غزة، لكنها ظلت صامدة بإرادة وصبرشعبها، ولذا طمأن الرئيس عبدالفتاح السيسي، المواطنين بشأن تعامل الدولة مع الملفات الخارجية، وعلى رأسها الحرب في غزة، وأضاف في كلمة ضمن فعاليات حفل تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2024:« متخافوش من الخارج إحنا بخير، ونحن نطفئ الحرائق ولا نشعلها، إحنا هنقابل ربنا بكده،لم نبدأ بالعدوان في سيناء، واللي هاجمني في 2013 و2014 مكنتش أنا اللي بدأت العدوان، كانوا هما اللي بيهاجموا، وكانوا هيدمروا مستقبل الدولة أهم شئ تكاتفنا في الداخل لمواجهة المشكلات والوضع يتحسن تدريجياً»، ووجه الرئيس الحكومة، بتخصيص 10 مليارات جنيه لصندوقي «تنمية الأسرة» و«كبار السن»، بواقع 5 مليارات لكل صندوق، إضافة إلى إنشاء متحف المرأة المصرية لحفظ تراث المرأة المصرية وتوثيق تطورتمكين المرأة على مدى العصور القديمة والحديثة، ومراجعة وتطبيق أسس المساواة بين الجنسين فى الاستفادة من الخدمات المصرفية، دون تمييز، وتشجيع الاقتصاد الرقمى باعتباره يشكل قيمة مضافة فى الاقتصاد القومى ويستوعب أنماطا مختلفة من العمالة المعطلة، فضلاً عن توفيرالتمويل للمرأة بأقل الشروط والضمانات لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهنأت السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسي، المصريات بمناسبة عيد الأم والذي يوافق 21 مارس من كل عام، وكتبت عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إلى الصديقة الرفيقة، والحكيمة، والسند الذي نتكئ عليه طوال حياتنا، إلى من تعطي بمشاعر متجردة من أي مصالح، إلى كل أم.. وكل سيدة أصيلة.. كل عام وأنتِ بخير».
لم يكن غريباً أن تأتي أوروبا إلى مصر لدعمها لعبور الأزمة الاقتصادية، إذ إنطلقت في القاهرة فعاليات القمة المصرية الأوروبية قبل أيام،واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، كل من أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وألكسندر دي كروو، رئيس وزراء بلجيكا رئيس الاتحاد الأوروبي، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، وكارل نيهامر، مستشار النمسا، ونيكوس خريستودوليدس، رئيس قبرص، وجورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا لفتح صفحة جديدة من التعاون بين مصروالاتحاد الأوروبي، إنها مصر القوية التي يخاطب الجميع ودها ويسعون إلى تقديم الدعم لها حفاظاً على الاستقرار في الشرق الأوسط، إذعقد الرئيس السيسي، لقاءات ثنائية منفصلة مع كل الضيوف رحب خلالها بترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية والشاملة»، بهدف الارتقاء بمستوى التعاون بين الجانبين، وهو ما يؤكد تفهم الدورالمحوري التاريخي لمصر في العلاقات الأوروبية الأوسطية، فضلاً عن كونه يعكس العلاقات الأزلية التي تربط بين الجانبين ومصالحهما المشتركة، وفي مؤتمر صحفي عقد بهذه المناسبة وصف الرئيس السيسي، الزيارة بأنها «محطة شديدة الأهمية في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، إذ نجحنا معاً في تحقيق نقلة نوعية في شراكتنا حيث قمتُ بالتوقيع مع رئيسة المفوضية الأوروبية وثيقة إعلان سياسي مُشترك، لإطلاق مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة بهدف الارتقاء بمستوى التعاون من أجل تحقيق المصلحة المُشتركة»، وأعلن الجانبان أن مسار ترفيع العلاقات بين مصروالاتحاد الأوروبي سيكون بحزمة مالية لدعم الاقتصاد المصري تبلغ حوالي 7.4 مليار يورو وتتمثل في ثلاثة مكونات رئيسة هي التمويل المُيسروضمانات الاستثمار والدعم الفني لتنفيذ مشروعات التعاون الثنائي، وأكد الرئيس السيسي عقب توقيع إتفاقية الشراكة مع رئيسة المفوضية الأوروبية على عقد مؤتمر للاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الجاري 2024، للتعريف بالفرص والإمكانيات الاستثمارية في مصر، وبما يسهم في تعزيز انخراط الشركات الأوروبية في السوق المصرية، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال الطاقة سواء فيما يتعلق بمجال الغاز الطبيعي أو الربط الكهربائي، حيث اتفقنا على التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضركمصدر للطاقة النظيفة، وأكدت مصرعلى مواصلة التعاون القائم في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، لما يسهم به في تحقيق أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي ودعم الاقتصاد، كما تناولت المباحثات أهمية الاستمرار في مواجهة التحديات المُشتركة، وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية، حيث أكدت مصرإلتزامها بمكافحة هذه الظاهرة في إطار التعاون القائم، مع تضمين البُعد التنموي في معالجتها إضافة إلى تعزيز مسارات الهجرة النظامية واتفقنا على ضرورة دعم جهود مصر التي نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ عام 2016، فضلاً عن استضافة 9 ملايين أجنبي في مصر، يتمتعون بالخدمات الاجتماعية والصحية، أسوة بالمواطنين المصريين، وأكد الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على أن مصر ترفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى أراضيها ولن تسمح به .
أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين عن سعادتها للتوقيع على اتفاقية للتعاون وتعزيزالعلاقات مع مصر، وقالت خلال المؤتمرالصحفي «يمثل هذا اليوم علامة تاريخية فارقة بتوقيعنا على الإعلان المشترك لشراكة استراتيجية شاملة»، وترأست فون دير لاين، وفداً أوروبياً زار القاهرة ضم رئيسة وزراء إيطاليا ورؤساء وزراء بلجيكا والنمسا واليونان والرئيس القبرصي، وخلال الزيارة وقعت فون دير لاين مع الرئيس عبد الفتاح السيسي على اتفاقية للشراكة بقيمة 7,4 مليار يورو، ويستهدف هذا الاتفاق تعزيز الحوار بين مصر والاتحاد الأوروبي، ودعم الإصلاح الاقتصادي في مصر، وفي هذا الإطار سيضمن الاتحاد الأوروبي لمصر قروضا بقيمة 5 مليارات يورو حتى عام 2027، واستثمارات بقيمة 1,8 مليار يورو في مجالات مختلفة مثل الرقمنة والتحول في مجال الطاقة، وتقديم منح بقيمة 600 مليون يورو، كما تم الاتفاق على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة، وبشكل خاص ينبغي مكافحة أسباب الهجرة غير الشرعية وفتح طرق للهجرة الشرعية إلى أوروبا وسيتم تخصيص 200 مليون يورولإدارة مسألة الهجرة.
وقعت مصراتفاقية للشراكة مع الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004 تنظم العلاقة بين الطرفين وبحسب المفوضية الأوروبية تم حتى الآن الموافقة على ما مجموعه 171 مليون يورو لإدارة ملف الهجرة، ودعم مصر في إدارة الحدود ومكافحة الاتجار بالبشروالتهريب، وحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تأوي مصر ملايين اللاجئين لذلك فإن القلق من زيادة الهجرة إلى أوروبا هو أحد أسباب توقيع هذا الاتفاق مع مصر، بالنسبة للاتحاد الأوروبي، إذ يعتبر التعاون مع مصر في مجال السيطرة على الهجرة نجاحا أكبر من التعاون مع البلدان الأخرى لكن لدى الاتحاد الأوروبي أسباب وجيهة لتوقيع هذه الاتفاقية مع مصر، وهي بالدرجة الأولي أسباب جيوسياسية، نتيجة موقع مصر الجغرافي في ظل تعدد الأقطاب وسعى روسيا والصين لإقامة شراكات مع العديد من دول العالم، ولذا وافق صندوق النقد الدولي أخيراً على زيادة قيمة قروضه لمصر إلى 8 مليارات دولاروقبل ذلك كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت عن استثمارات بقيمة 35 مليار دولار في الاقتصاد المصري، وهذا التعاون مع الاتحاد الأوروبي بالنسبة لمصر واحد من اتفاقيات تعاون عديدة، وهي اتفاقية اقتصادية بالدرجة الأولى، وتمثل إعترافا من الاتحاد الأوروبي بالدور الذي تلعبه مصر في إدارة ملف الهجرة، وعلاوة على ذلك فإن لمصر الآن أهمية جيوستراتيجية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فهي تلعب دوراً حاسماً فيما يتعلق بالأمن والاستقرار في المنطقة، حسب ما أكدته رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في القاهرة، كما أثنت فون دير لاين على الدور والجهود "الشخصية" للرئيس السيسي في السعي إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وأقول لكم، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حذرمن خطورة اجتياح مدينة رفح واتساع نطاق الحرب، مؤكداً سعي مصر لإيجاد فرصة حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية باعتراف دولي، مشيراً إلى التأثيرات السلبية الناجمة عن هذه الحرب خاصة على سلامة الملاحة في البحر الأحمروقناة السويس وتأثيرها الكبير على حركة التجارة الدولية، متمنياً التوصل خلال الأيام القليلة القادمة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأضاف الرئيس في كلمة ألقاها خلال تفقده مقرأكاديمية الشرطة أمام الطلبة،قبل أيام، الأوضاع الداخلية والاقتصادية لمصروكذلك الأوضاع الإقليمية وما تفرضه من تحديات ومسؤوليات أمنية جديدة أمام الأجهزة الأمنية، مشدداً على حاجة أهالي القطاع إلى آلاف الأطنان من الغذاء بشكل يومي لتلبية احتياجات غزة، ولذا لم يتوقف سعي مصر الدؤوب للتوصل إلى هدنة في غزة لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية وللحد من تأثير حالة لمجاعة على أهالي القطاع والسماح للفلسطينيين في وسط وجنوب القطاع التحرك في اتجاه الشمال لأماكنهم، مؤكداً ن الدولة إتخذت خطوات لتحسين وتطوير وإصلاح الموقف الاقتصادي بشكل حاسم ونهائي، وأن الأمور تسير بشكل جيد وليست هناك أي مشكلة في السلع والمستلزمات.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yah00.com

رابط دائم / https://2u.pw/FTIOuE44
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف