احمد الشامى
أقول لكم «السيسي بعد تنصيبه رئيساً للجمهورية الجديدة»:«أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصاً فى عملى»
«السيسي بعد تنصيبه رئيساً للجمهورية الجديدة»:«أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصاً فى عملى»
لحظة تاريخية فارقة اختلطت خلالها مشاعر الفرح بالفخر أثناء اًداء الرئيس عبدالفتاح السيسي اليمين القانونية بعد أن عبرت مصرأياماً عصيبة نتيجة أزمة اقتصادية عالمية خانقة لتصل إلى مرحلة تنصيب الرئيس بولاية جديدة، إنها إرادة شعب أبى أن يُضيع وطنه ويتركه نهباً للأوغاد، وحكاية زعيم قاد الوطن من اليأس إلى الرجاء، وقصة تضحيات أبطال الجيش والشرطة من أجل أن تظل أرض الكنانة مرفوعة الهامة قادرة على مجابهة التحديات مهما كان نوعها أو مصدرها، ولذا يبدأ الرئيس ولاية رئاسية جديدة بأحلام جديدة، وسط صعوبات داخلية وإقليمية تلقي بظلالها على الواقع المصري اقتصادياً وإجتماعياً وأمنياً، خصوصاً مع استمرار الصراعات على حدود مصرالشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، جاءت كلمة الرئيس أمام مجلس النواب من القلب إلى القلب، إذ استعرض أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطني خلال الفترة المقبلة، خاطب المواطنين قائلاً:«أجدد معكم العهد،على استكمال مسيرة بناء الوطن، وتحقيق تطلعات الأمة المصرية العظيمة، فى بناء دولة حديثة ديمقراطية متقدمة فى العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون متسلحين بعراقة تاريخ، لا نظير له بين البلاد وعزيمة حاضر، أشد رسوخاً من الجبال وآمال مستقبل، يحمل بإذن الله كل الخيرلبلدنا وشعبنا»، واختتم الرئيس كلمته قائلاً:«أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصاً فى عملى».
وما بين ما قاله الرئيس في بداية كلمته أمام الشعب وختامها عاهد المواطنين على استكمال مسيرة بناء الجمهورية الجديدة، وأرى أن ما قاله الرئيس في التفاصيل يعتبرعرفاناً بالجميل من جانبه للشعب الذي وثق فيه وكلفه بالمسئولة منذ 10 سنوات في وقت كانت مصر خلاله تتعرض لهجمات إرهابية عنيفة على يد تنظيم الإخوان الإرهابي الذي سعى ولا يزال لإسقاط الدولة بكافة الوسائل المسلحة حتى يعود للإستيلاء على السلطة، لكن الشعب كان له بالمرصاد، بعد أن لبى الرئيس نداء الأمة وسعى لتحقيق إرادة الشعب، ولذا أكد أن المسئولية لبناء الوطن مشتركة بين الشعب والقيادة:«تحركنا معاً كرجل واحد لإنقاذ وطننا من براثن التطرف والدماروالانهيار، وأقسمت أن يظل أمن مصروسلامة شعبها العزيزوتحقيق التنمية والتقدم بهـــا هــــو خيــــارى الأول، فـــوق أى اعتبـــارولعل السنوات القليلة الماضية، أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود»، وأستطيع القول أن الرئيس أصاب الحقيقة بهذه الكلمات التي تؤكد أن مصر ليست الدولة الأولى ولا الأخيرة التي تمربظروف صعبة نتيجة توجيه الجزء الأكبر من موارد الدولة لبناء دولة كبيرة تليق بشعب مصر.
ليس خافياً على أحد أن الرئيس السيسي يبدأ ولايته الجديدة في وقت تخطط فيه مصر لعبورالأزمة الاقتصادية بلا رجعة لتصبح من التاريخ خصوصاً أنها لم تمربها منذ سنوات نتيجة تراجع قيمة الجنيه، والمطالبة بإفساح المجال للقطاع الخاص، ولذا تراود المصريين آمالاً عظيمة وأحلاماً كبيرة بأن تشهد السنوات الست المقبلة تحسناً ملحوظاً في جودة حياتهم مع اكتمال المشاريع القومية العملاقة وحرص الرئيس على جذب استثمارات خارجية تسهم في تحسين أداء الاقتصاد ما يستلزم تطويرقطاعي الصناعة والزراعة، فضلاً عن الاهتمام بالصحة والتعليم، وأدى الرئيس اليمين الدستورية، أمام مجلس النواب الذي يعتبرالغرفة الأولى للبرلمان بمقره الجديد في العاصمة الإدارية وفق الدستور المصري، ليستهل بذلك ولايته الرئاسية الجديدة، التي تستمر حتى عام 2030، بعدما حصد 89.6 % من أصوات الناخبين، الذين سجلت مشاركتهم معدلاً قياسياً بنسبة بلغت 66.8 % من إجمالي الناخبين المسجلين في مصر البالغ عددهم 67.3 مليون، بحسب ما أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات خلال ديسمبر الماضي.
حدد الرئيس في كلمته سبعة محاورلتحقيق التنمية المنشودة استجابة لقيام الشعب بتكليفه بمواصلة قيادة مسيرة الوطن واضعاً أمام المواطنين أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة، والتي جاء في مقدمتها تحقيق أولوية حماية وصون أمن مصر القومى، فى محيط إقليمى ودولى مضطرب ومواصلة العمل، على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه وتقوم فيه مصربدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية، وأرى أن حرص الرئيس على حماية أمن مصرالقومي لم يأت من فراغ بل نتيجة وجود مصر في منطقة تشتعل بالحروب و تشهد صراعات كثيرة، إذ تحيط بها القتال من الشرق والغرب والشمال والجنوب وأخيراً الحرب في غزة التي أثرت على دخل قناة السويس سلبياً نتيجة تدخل الحوثيون باليمن في الحرب، ولذا تسعى مصربكل قوتها السياسية والدبلوماسية لإنهاء هذه الحرب وصولاً إلى حل الدولتين وهوما سيؤدي إلى إنهاء الصراع في الشرق الأوسط وتفكيك خلايا الإرهاب، كما تحدث الرئيس السيسي على الصعيد السياسى، معتبراً أن استكمال وتعميق الحوار الوطنى خلال المرحلة المقبلة، يأتي أولوية ثانية بعد حماية الأمن القومي معتبراً أن تنفيذ التوصيات التى يتم التوافق عليها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ستسهم فى تعزيزدعائم المشاركة السياسية والديمقراطية خاصة للشباب في وقت تسعى فيه مصرإلى تحقيق عوائد كبيرة للتنمية تساعد في تنفيذ الخطط والبرامج الهادفة إلى استكمال بناء الجمهورية الجديدة وهو ما يؤكد أن الدولة مستمرة في حالة الحوارالتي إنطلقت قبل أشهر واستوعبت كافة الأفكارالسياسية لإيجاد حلول للأزمات التي تمر بها الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً خصوصاً بعد إعلان قيام الجمهورية الجديدة التي تعتبرنقلة نوعية من الماضي إلى الحاضروالمستقبل الواعد الذي تتحقق فيه أحلام المصريين، وتحدث الرئيس عن المحور الثالث والذي يعتمد على تبنى استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادى قوى ومستدام ومتوازن وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسى فى قيادة التنمية والتركيز على قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، وزيادة مساهمتها فـى الناتـج المحلـى الإجمالـى تدريجيـا وكذلك زيادة مساحة الرقعة الزراعية والإنتاجية للمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى لمصر وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية لتوفير الملايين من فرص العمل المستدامة مع إعطاء الأولوية لبرامج التصنيع المحلى.. لزيادة الصادرات ومتحصلات مصر من النقد الأجنبى بما يعود بالفائدة على المواطنين الساعين للوقوف خلف الرئيس لاستكمال بناء الجمهورية الجديدة التي صارت حلماً لكل المصريين. يضع الرئيس نصب عينيه على الداخل، إذ أكد أن تبنى إصلاح مؤسسى شامل يهدف إلى ضمان الانضباط المالى وتحقيق الحوكمة السليمة من خلال ترشيد الإنفاق العام وتعزيز الإيرادات العامة والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة للدين العام، وهو ما اعتبره الرئيس المحورالرابع لبرنامج العمل الوطني، الذي يخطط لتحويل مصر لمركز إقليمى للنقل وتجارة الترانزيت والطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى جانب تعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس، كما حرص الرئيس في المحدد الخامس على تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم وكذا مواصلة تفعيل البرامج والـمبادرات، الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحى الشامل، وأكد على دعم شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية من خلال المحور السادس، الذي يستهدف زيادة مخصصات برنامج الدعم النقدى "تكافل وكرامة" وكذلك إنجاز كامل لمراحل مبادرة "حياة كريمة" التى تعد أكبر المبادرات التنموية فى تاريخ مصر بما سيحقق تحسنا هائلا فى مستوى معيشة المواطنين فى القرى المستهدفة، ودعا الرئيس من خلال المحورالسابع إلى الاستمرارفى تنفيذ المخطط الاستراتيجى للتنمية العمرانية واستكمال إنشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع مع تطوير المناطق الكبرى غير المخططة واستكمال برنامج "سكن لكل المصريين"الذى يستهدف بالأساس الشباب والأسر محدودة الدخل.
وأقول لكم، إن السنوات العشرالماضية شهدت تحديات أمنية فرضتها الحرب على الإرهاب، واقتصادية نتيجة تراجع الإيرادات العامة، وتضررقطاعات مهمة مثل السياحة والصناعة والاستثمار والطاقة نتيجة الأوضاع الأمنية التي كلفت مصر الكثير من أرواح شبابها، وفي المقابل، فيما شهدت حركة عمرانية عظيمة تمثلت في إقامة العديد من المشروعات القومية العملاقة والمدن الذكية، وتطوير البني التحتية وإطلاق العديد من المبادرات الرئاسية لحماية الفئات الأكثر إحتياجاً إذ تركزت على القطاعات الصحية والخدمية، ولذا تعتبرالمستهدفات التي حددها الرئيس لتحقيق التنمية خلال السنوات الست المقبلة خارطة طريق لتحقيق التنمية لتدعيم أسس الجمهورية الجديدة التي صارت حقيقة على أرض الواقع بعد أن كانت مثارهجوم على مؤسسات الدولة وزعم أبواق الإخوان الإرهابية إنها مدينة في الصحراء، لكنها صارت سيدة العواصم بشهادة العالم كله بما تشهده من تقدم وتطور كل يوم نتيجة جهد المصريين الشرفاء الساعين لبناء مستقبل أفضل لوطنهم وبما يملكونه من صبروإصرارعلى رسم ملامح المستقبل لمصر الجديدة التي تستحق الحق فى الحلم ولشعبها الحق فى الحياة الكريمة من خلال ما أكد عليه الرئيس عبرتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية، كما أن للأمة الحق فى المكانة العظيمة التي تستحقها بين الأمم، ولذا جاءت كلمات الرئيس مطمئنة للشعب " أعاهد الله وأعاهدكم بأن أظل مخلصاً فى عملى لا ترى عينى سوى مصالحكم ومصلحة هذا الوطن متسلحاً بعزيمتكم وبأصلكم الطيب، ومحافظا على العهد والوعد لمصــر وشـــعبها وقبل كل شئ لله سبحانه وتعالي"، إنها ملحمة بناء وطن وقصة كفاح شعب وقف في وجه أخطر تنظيم إرهابي في العالم ليشيد جمهوريته الجديدة.
أحمد الشامي
aalshamy@yahoo.com