الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «48 ساعة تحسم مصيرحرب غزة».. «السلام أوالتهديد بغزو رفح»
«48 ساعة تحسم مصيرحرب غزة».. «السلام أوالتهديد بغزو رفح»

وصلت مفاوضات الهدنة ووقف الحرب في غزة وإقرارالسلام بقيادة مصرإلى مرحلة حاسمة مع دخول الحرب على القطاع إلى اليوم الـ 209، وسط تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغزو رفح، إذ أصبحت جميع الأطراف الرعاية للمباحثات بقيادة مصرومشاركة أمريكا وقطر في إنتظار رد حماس على المقترح المصري وأصبحت الـ 48 ساعة المقبلة حاسمة في تحديد مصير الحرب عبرالمفاوضات الرامية لتحقيق الهدنة وبدء مرحلة من مفاوضات السلام وصولاً إلى حل الدولتين، في ظل مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائليين، إذ كان من المتوقع التوصل لاتفاق خلال الأيام القليلة الماضية لكن ذلك لم يحدث وبات الجميع ينتظرالساعات المقبلة لإعلان نتائج المفاوضات، وأعلنت إسرائيل أنها تنتظررد حركة حماس على المقترح المصري، مهددة بغزو رفح في حال عدم التوصل إلى حل ما قد يؤدي إلى توسعة الصراع في المنطقة وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إما صفقة أوعملية عسكرية في مدينة رفح بهدف الضغط على الفلسطينيين لقبول المقترح المصري، في وقت تصر حماس على حق العودة للنازحين إلى شمال القطاع، وسعى مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أشهرإلى التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس ينهي الحرب حقناً لدماء الفلسطينيين، إذ وافقت تل أبيب على سحب قواتها من ممر نتساريم الذي يفصل بين شمال وجنوب قطاع غزة، فضلًا عن أنه سيتم تفتيش العائدين إلى شمال قطاع غزة، فيما أعلنت شخصيات قيادية في الحركة أن حماس مستعدة لنزع سلاحها إذا حصل الفلسطينيون على دولة مستقلة في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، في الوقت الذي تشهد حكومة الحرب الإسرائيلية إنقساماً في التعامل مع الخطة المصرية، لكنها أعلنت عن موافقتها على الخطة من حيث المبدأ.
أبلغت إسرائيل مصرإن المفاوضات الجارية حالياً الأخيرة قبل تنفيذ خطتها لغزو رفح، في الوقت الذي زادت واشنطن الضغوط على إسرائيل، من أجل الموافقة على وقف إطلاق الناروتبادل الأسرى وصولاً إلى حل دائم للصراع في غزة على وقع مظاهرات حاشدة في الجامعات لم تشهد أمريكا مثيلاً لها من قبل ما سيؤثرحتماً على شعبية الرئيس الحالي بايدن الذي يخوض الانتخابات ممثلاً للحزب الديمقراطي، جاء ذلك في الوقت الذي قالت مصر كلمتها لإنعاش المباحثات إذ طرحت مبادرة جديدة وافقت عليها إسرائيل «من حيث المبدأ»، ما جعل القاهرة تواصل مباحثاتها مع حماس بمساعدة قطرلحث الحركة على التعاطي بإيجابية من أجل عقد صفقة التبادل لتجنيب رفح من هجوم إسرائيلي متوقع سيترك حتماً المزيد من الاَثار المؤلمة على الجميع بعد أن وافق مجلس النواب الأمريكي أخيراً على حزمة مساعدات لإسرائيل قيمتها 26.4 مليار دولار، زاعماً أنها ستدعم «جهودها للدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها، ولتعويضً العمليات العسكرية الأمريكية رداً على الهجمات الأخيرة»، فيما حذرت مصر إسرائيل من عواقب غزو رفح والذي قد يؤدي لمقتل الأسرى وتوسعة الصراع.
تسعى واشنطن لعدم اجتياح إسرائيل لرفح خوفاً من عواقب هذا التصرف الذي قد يسفرعن عدد كبير من الضحايا وسط مظاهرات طلابية في الجامعات خرجت عن السيطرة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي انتصرت على الميديا الأمريكية العريقة المعروفة بتأثيرها الشديد على الأمريكيين، إذ توسعت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة تنديداَ بالحرب الإسرائيلية على غزة لتشمل العاصمة واشنطن وولايات أخرى، وبينما اعتقلت السلطات مئات المحتجين، نددت منظمات حقوقية بوقوع انتهاكات ضد المتظاهرين، ما وضع الإدارة الأمريكية في حرج بالغ قد يتزايد في حال الهجوم على رفح، ولذا تواصل واشنطن التنسيق مع مصروقطر في محاولة لحث حماس على قبول المبادرة الأخيرة التي سعت مصر من خلالها إلى سد الفجوات بين الجانبين إذ ينص المقترح الذي قدمته القاهرة لحركة حماس الإفراج عن 20 إلى 40 محتجزاً إسرائيلياً مقابل وقف إطلاق النار في غزة، وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن المقترح المصري خلال أيام، إذ إن توقيع هذا الاتفاق سيوقف مخطط إسرائيل لاجتياح رفح وتالياً يقود إلى اتفاق شامل لوضع جديد في غزة من شأنه الوصول إلى حل الدولتين إذ سيلبي الاتفاق رغبة الجانبين في وقف إطلاق النار تمهيداً للدخول في مرحلة جديدة لمناقشة قضايا أهم تتناول مستقبل القطاع.
وجاءت موافقة تل أبيب على المقترح المصري من حيث المبدأ، بعد جولات مكوكية من المباحثات بين مسئولين مصريين وإسرائليين وافقوا على إعطاء مصر مهلة للتوصل إلى اتفاق قبل الهجوم على رفح قد تكون «فرصة أخيرة»، قبل تنفيذ مخطط لغزو رفح برياً وسط تحذير مصري لإسرائيل من مغبة غزو القطاع في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة مظاهرات طلابية صاخبة بعد أن نصب مجموعة من الطلاب خيامهم في ساحة جامعة كولومبيا احتجاجاً على الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين إدارة الجامعة بمنع أي تعاون مع الشركات التي تدعم الحرب التي تشتغل يوماً بعد يوم وقد تصل إلى حد اجتياح رفح ووقوع المزيد من الضحايا، فيما وصف مسئولون إسرائيليون الأفكار المصرية بأنها «بناءة»، خًصوصاً أن إسرائيل أبلغت مصر بأنها جادة بشأن الاستعدادات للعملية في رفح.
وأقول لكم إن التدخل المصري المكثف جاء بعدما وصلت المحادثات في السابق إلى طريق مسدودة، ويتضمن المقترح الجديد إطلاق سراح 40 محتجزاً مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع والإفراج عن نحو 900 أسير فلسطيني، وفي المقابل ستوافق إسرائيل على السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، وقالت حماس أنها تحتاج إلى وقت للرد، لأنها يجب أن تناقش مع قيادة الحركة في قطاع غزة، فيما تضغط واشنطن على إسرائيل لقبول المقترح المصري، واتهمت مظاهرات حاشدة في إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه لا يرغب مطلقاً في عقد صفقة تبادل حفاظاً على مستقبله السياسي خصوصاً أنه بات من الممكن التوصل إلى اتفاق «خلال أيام قليلة» بعد أن دخلت الصفقة مرحلة حاسمة ومصيرية بفضل الجهود المصرية التي لا تتوقف حقناً لدماء الأشقاء الفلسطينيين.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف