احمد الشامى
أقول لكم «مفاوضات خماسية لسد الفجوات الخلافية»: «مصرمتحمسة.. أمريكا متفائلة..إسرائيل متحفظة»
«مفاوضات خماسية لسد الفجوات الخلافية»: «مصرمتحمسة.. أمريكا متفائلة..إسرائيل متحفظة»
وصلت محادثات التهدئة الخماسية الهادفة إلى اتفاق لوقف إطلاق النارفي قطاع غزة وإطلاق الرهائن والمعتقلين إلى مراحلها النهائية، إذ إقتربت إسرائيل وحركة حماس من التوصل إلى اتفاق يسمح لهما بسد الفجوات بين النسخة التي وافقت عليها حماس والتعديلات التي ترغب إسرائيل في إقرارها تمهيداً للإعلان عن الاتفاق النهائي برعاية مصرية قطرية أمريكية، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 34 ألفاً و844 فلسطينياً غالبيتهم من الأطفال والنساء منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر الماضي وبلغ العدد الإجمالي للمصابين 78 ألفاً و450 منذ بدء المعارك قبل أكثر من سبعة أشهر، إضافة إلى العثورعلى مقبرة جماعية داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة بداخلها 49 جثة، في الوقت الذي تتواصل في القاهرة مفاوضات «الفرصة الأخيرة» بهدف تحقيق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس بحضور كافة الأطراف إذ تستضيف مصر مفاوضات خماسية لسد الفجوات الخلافية في اتفاق التهدئة.
عبرمسئولون مصريون عن رضاهم على سيرالمفاوضات وقرب إقراراتفاق خلال الأيام المقبلة، وأكدوا أنهم متحمسون للتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، كما أكد الرئيس الأمريكي باديدن أن بلاده منفتحه مع جميع أطراف الصراع ومتفائلة بالتوصل إلى هدنة مقبولة للجميع، فيما أكدت حماس موافقتها على النسخة المصرية للاتفاق وسط مرواغة من جانب إسرائيل وتحفظها نتيجة سعيها إلى السيطرة على منطقة رفح قبل الإعلان رسمياً عن الاتفاق أملاً في العثور على الأثرى وانتظار من جانب أهالى الأسرى للإعلان عن التوصل لاتفاق، في الوقت الذي وصفت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عملية إسرائيل في رفح بأنها تصعد الصراع وتسبب كارثة إنسانية للفلسطينيين، فيما تدورمعارك متواصلة في وسط قطاع غزة، فيما قال فيه مسئولون أمريكيون أن الخلافات المتبقية بين إسرائيل وحماس يمكن التغلب عليها بالمفاوضات في شأن أحدث مقترح معدل لوقف إطلاق النار تقدمت به مصر والذي تجرى المحادثات في القاهرة بشأنه، بحضورمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز الذي سافر من القاهرة إلى إسرائيل، أمس، للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، فيما أعلنت اسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد أربعة أيام على إغلاقه في أعقاب هجوم صاروخي أدى إلى مقتل وجرح أربعة من جنود الإحتلال، إذ تصل الشاحنات القادمة من مصر إلى المعبرتحمل مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه ومعدات الإيواء والأدوية والمعدات الطبية، في وقت تسيرالمحادثات الخاصة بالهدنة في القاهرة تسير بشكل جيد، بعد توسيع الرئيس بايدن الثقة في فريقه، كما زادت إسرائيل من صلاحيات فريقها المفاوض.
جاء الإعلان عن تدشين اتحاد القبائل العربية في محافظة شمال سيناء قبل أيام في الوقت المناسب، إذ تمر مصروالمنطقة بأكلمها بظروف بالغة التعقيد نتيجة الحرب الدائرة على حدود مصر الشرقية في غزة، فضلاً عن جنوب لبنان وسوريا والبحر الأحمر، ما تطلب وجود كيان قوي مساند للدولة متمثلة في القوات المسلحة والشرطة في ظل إحتمالية أن تشهد الفترة المقبلة تحديات وسيناريوهات متعددة في حال غزو إسرائيل لرفح، وهو أمر يستوجب اليقظة من الدولة لمواجهة التحديات المحتملة التي تحيط بالوطن من كل هذه الإتجاهات، خصوصاً أن هذا الكيان يأتي إمتداداً لاتحاد قبائل سيناء الذي وقف في صف القوات المسلحة والشرطة للقضاء على الإرهاب في أرض الفيروز والذي كلف الدولة الكثير من الشهداء الذين إرتقت أرواحهم إلى بارئهم إضافة إلى نفقات ضخمة كلفت الدولة الكثير من الأموال، ولذا فأن اتحاد القبائل العربية يمكن وصفه بأنه فصيل وطني يستحق الدعم من جميع مؤسسات الدولة والمواطنين الحريصين على حماية حدود وطنهم في هذه الظروف الصعبة.
وأرى أن تدشين هذا الكيان يعتبر تتويجاً لجهود أبناء مصر المخلصين الحريصين على مساندة وطنهم في كل مكان على أرض مصر، إذ لا يضم قبائل سيناء فقط بل أيضا شيوخ وقبائل محافظة مطروح، وهم درع حماية الوطن على الحدود الغربية المصرية، التي تعاني من مخاطر التهريب المختلفة في ظل هشاشة الوضع الأمني في ليبيا التي لاتزال تمزقها الصراعات الداخلية، كما يضم الاتحاد شيوخ وقبائل الوادي الجديد ومحافظات الصعيد وجنوبه الذين باتوا شركاء في الاتحاد، الذي يهدف إلى توحيد جميع القبائل العربية الوطنية بما يلبي تحديات المرحلة الراهنة ليكونوا بمثابة حائط صد أمام مخططات الطامعين في الأراضي المصرية من كل جهة، ومحاولات تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر وتالياً يمكن إعتبارها خطوة لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وحفاظاً للأمن القومي المصري من محاولات الكارهين الزج بمصر في اًتون حرب مستعرة لا يعرف أحد سبيل الوصول إلى نهايتها منذ السابع من شهر أكتوبرالماضي.
وأقول لكم، ليس خفياً على أحد أن قبائل سيناء وقفت إلى جانب قواتنا المسلحة بعد حرب 1967 حتى تحقق النصر في عام 1973 لاسترداد سيناء ما يؤكد حرص هذه القبائل على الحفاظ على الأرض والعرض والهوية المصرية ومواجهة الاحتلال الذي لايزال يخطط للعودة إلى سيناء والاستيلاء على ثرواتها، وقد تحملت القبائل الكثير من التضحيات فى مواجهة الإرهاب إذ خسروا الكثير من أبنائهم في مواجهة هذه العناصر التي وقفت في وجه تنمية سيناء، ولذا تطوع الآلاف من الشيوخ والشباب في سيناء لتكوين اتحاد قبائل سيناء لمحاربة الإرهاب بجانب مؤسسات الدولة خصوصاً الجيش والشرطة والذي يعتبر نواة الاتحاد الجديد وهو ما أثمرعن تحريرأرض الفيروز من هذه الفئة الضالة والباغية من براثن الإرهاب والإرهابيين، ويقيني أن هذه الاتحاد سيكون له دوراً في إحباط المخططات الإسرائلية لتهجير أهالي غزة إلى سيناء، لأن هذا التصرف مرفوض من الجميع و في حال تنفيذ مخططات نتنياهو بغزو سوف يقف الاتحاد بجانب الجيش ليكون بمثابة حائط صد للدفاع عن الوطن.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yahoo.com