الأهرام
سيد على
الدعم النقدى هو الحل
الدعم النقدى هو الحل

تلك احدى قضايا مصر المعلقة منذ نصف قرن ولم يتم حسمها خاصة أن قضية الدعم بدأ كإجراء مؤقت وتطور حتى أصبح حقا مقدسا يصعب المساس به ومعظم التقديرات تشير إلى أن مابين ٤٠ و50% من الدعم العينى لاتذهب لمستحقيها ومهما تكن الثقة فى وصول الدعم العينى إلى المواطن فسيكون هناك فاقد بنسبة من 25% إلى 35% ولهذا فإن الدعم النقدى هو الخيار الأفضل للدول التى تميل للاستهلاك أكثر من الادخار وهو النظام الأكثر فاعلية وأكثر كفاءة وأقل فساداً، ويذهب مباشرة إلى المواطن، فلو قمنا بوضع مبلغ معين لدعم الأسر، فسوف يذهب مباشرة إلى الأسر ولن يذهب منقوصا. ..

وقد بدأت قصة الدعم عام ١٩٤١ عندما قامت الحكومة ببرنامج لدعم المصريين كإجراء مؤقت لتخفيف حدة آثار الحرب العالمية وبعد يوليو١٩٥٢ أصبح الدعم يعبر عن التوجه السياسى للدولة بتقديم جميع الخدمات للناس وعند نكسة يونيو ١٩٦٧ قدمت الحكومة البطاقات التموينية لعدد محدود من السلع لمواجهة نقص هذه السلع. وفى فترة السبعينيات ونتيجة الانفتاح الاقتصادى تم التوسع ليشمل الدعم ١٨ سلعة وعندما حاولت الحكومة تصحيح الأوضاع فى يناير ١٩٧٧ خرجت المظاهرات وتراجعت الحكومة حتى أصبح الدعم قضية مقدسة لاتمس. ويبدو أن الحكومة حسمت أمرها فى مناقشة تقنين الدعم وتحويله للدعم النقدى وهو ما يسهم بقوة فى خفض النفقات الضخمة التى تنفقها الدولة لتوريد السلع التموينية لمنافذ صرفها للمواطنين، ونفقات نقل السلع من الشركات المنتجة أو الموردة إلى المنافذ، ورواتب العاملين فى المنافذ إذا كانت مملوكة للدولة، أو تكاليف استئجار أجزاء من بعض المحال التجارية الخاصة كمنافذ توزيع.

كما أن الدعم النقدى سيقلص حجم الفاقد الكبير المهدر من فاتورة الدعم الحكومى على مدى سنوات طويلة من تطبيق المنظومة سواء لمصلحة شرائح من المواطنين لا تستحقه أو لمصلحة بعض الفاسدين فى الإدارة والتوزيع للسلع التموينية. ثم إنّ الدعم النقدى يوقف إهدار موارد الدولة ويسهم فى زيادة حصة المواطن من الدعم، ويمكن تسلم المواطنين الدعم نقديا عن طريق المكاتب الحكومية أو تحويله لهم على حساباتهم البنكية، ما يسهل معرفة قيمة مدخراتهم من خلال كشوف حساباتهم والبنك المركزيّ الذى يستطيع من خلال قواعد بياناته الكشف عما إذا كانوا يملكون حسابات أخرى أو لا، ما يضمن وصول الدعم لمستحقيه. أما الشكل الأمثل للتطبيق، فيتطلب الانتهاء من تنقية قاعدة بيانات مستحقى الدعم قبل أى تغييرات فى منظومة الدعم الحالية، ولا تتم عملية التحول إلى الدعم النقدى المشروط إلا فى إطار منظومة متكاملة للحماية الاجتماعية تستهدف الأكثر فقرا بطريقة علمية.

وهناك تحديات ومخاوف من الدعم النقدى يجب دراستها جيدا قبل تطبيقها مثل لمن نصرف الدعم للزوج رجل البيت أم للزوجة المسئولة عن إطعام الاسرة؟ خاصة فى المناطق الشعبية والريفية والعشوائية حيث يتحكم الرجل فى الأسرة ويذهب معظم الدعم لمزاجه وهناك مخاوف من صرف مليارات الجنيهات للأسر كدعم نقدى سيؤدى الى زيادة السيولة المالية فى الأسواق وبالتالى سيؤدى الى ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم وبالتالى لن يمكن الأسر من شراء الغذاء الرخيص.

ببساطة

> ستظل مصر تدفع ثمن إفشال صفقة القرن.

> أفضل من إجادة الكلام إجادة الإنصات.

> الحقوق لا تُعطى بل تُؤخذ بالقوة.

> كُل الملاجئ دون اللهِ كاذبةٌ.

> إطعام الافعى العسل لن يغير سمومها.

> الذكريات التى لا تموت....تميت.

> يُقاس رُقىّ الإنسان بتقلص مساحات فضوله.

> الضعفاء لا يعيشون فى سلام أبدا.

> فقير من تستطيع عد أمواله.

> التقشف لا يعنى إفقار الجميع.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف