احمد الشامى
أقول لكم «تعديلات خطة بايدن»:«أمريكا تدرس..الوسطاء قلقون..إسرائيل غاضبة»
«تعديلات خطة بايدن»:«أمريكا تدرس..الوسطاء قلقون..إسرائيل غاضبة»
سلمت حركة حماس ردها على المقترح الأميركي للوسطاء المصريين والقطريين، حول رؤية الجانب الإسرائيلي لوقف إطلاق النار التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، وأطلق عليها «خطة بايدن»، وتضمن الرد«تعديلات»على مقترح الهدنة تضمنت ضرورة المطالبة بتحديد جدول زمني لوقف إطلاق ناردائم بشكل تام والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، فضلاً عن إنسحاب إسرائيل من معبررفح، ونفاذ المساعدات إلى القطاع وبدء الإعمار، فيما أكدت الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة تدرس الرد الرسمي لحركة «حماس» على مقترح الهدنة الأخيرفي قطاع غزة مع مصروقطر، وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأميركي، أمس، «إن هناك العديد من الفجوات بين مواقف الأطراف، قلقنا الأكبرأن الأمريأخذ كثيراً من الوقت لجسرالهوة، وأن 3 دول وسطاء هي مصروقطروالولايات المتحدة- يضمنون استمرارالمفاوضات حتى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار»، وأكد بلينكن أنه «يمكن قبول بعض التعديلات التي اقترحتها حماس، بينما بعضها الآخرغير قابلة للتنفيذ وهو ما سيتم العمل عليه»، في الوقت الذي تنتظرإسرائيل الرد النهائي لحماس، ويشعرمسئولوها بالغضب لعدم وصول إشارات إيجابية من حماس، إذ تسعى للحصول على كل شئ مقابل لاشئ ولذا سيكون من السهل تحميل حماس مسئولية استمرارالحرب في القطاع والتي إندلعت في السابع من أكتوبر الماضي بزعم رفضها للمقترح الأمريكي.
من خلال ردود الأفعال الصادرة من أطراف الصراع أرى أن إسرائيل لن توافق على وقف كامل لإطلاق النار قبل انتهاء مهمتها في رفح، إذ تعتقد أنها من الممكن أن تصل إلى أحد أهداف الحرب وهو تحريرالرهائن وفي الوقت نفسه القضاء على حماس، وهو ما صارهدفاً مستحيلاً بعد أن تأكدت أن المقاومة فكرة والفكرة لا تموت برحيل الأشخاص، في ظل سعى أبناء فلسطين إلى تحريرأرضهم وصولاً إلى إقامة وطن على حدود الرابع من يونيو عام 1967 يعيش جنباً إلى جنب مع جيرانه بما فيهم إسرائيل في سلام، وبدء مرحلة جديدة من التعاون بين دول المنطقة لتحقيق التنمية للجميع، جاء ذلك في الوقت الذي رحبت مصربقرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النارفي قطاع وما تضمنته من تبادل للأسرى والمحتجزين، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وعودة المواطنين الفلسطينيين النازحين كل آمن إلى منازلهم في المناطق المختلفة بالقطاع، فضلاً عن ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل يُلبي احتياجات سكان القطاع، في الوقت الذي جددت مصرمطالبتها لإسرائيل بأهمية الامتثال لالتزاماتها وفقاً لأحكام القانون الدولي، ووقف الحرب التي تشنها ضد قطاع غزة، وما تسببت فيه من قتل وتدميرطال الفلسطينيين وكامل البنية التحتية في القطاع، داعية كل من إسرائيل وحماس لاتخاذ خطوات جادة تجاه إتمام هذه الصفقة في أسرع وقت، والبدء في تنفيذ بنودها دون تأخيرأو شروط، ويقيني أن موقف مصر لم ولن يتغير وسيظل مسانداً للأشقاء الفلسطينيين حتى حصولهم على حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة.
لا تتوقف الدعوات العالمية والعربية إلى دعم الشعب الفلسطيني، وكان اَخرها من المشاركين في مؤتمرالاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، الذي استضافته الأردن أخيراً، إذ دعا إلى إرساء وقف فوري ودائم لإطلاق النارفي غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وجميع المدنيين الإسرائيليين المحتجزين بشكل غير قانوني، وإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في رفح، وتنفيذ التدابيرالمؤقتة التي أشارت إليها محكمة العدل الدولية، وتمكين الوصول الفوري والآمن للمساعدات الإنسانية إلى غزة، كما نددوا بمشاركة مصر، بالهجمات على موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة، وأدان المؤتمرفي بيانه الختامي، الهجمات على مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومقتل ما لا يقل عن 193 من موظفي الوكالة، وما لا يقل عن 135 من أطفالهم، ودعا إلى إجراء تحقيق كامل في كل واحد من هذه الوفيات، وأرى أن إسرائيل لن تتوقف عن عدوانها طالما استمرت المساعدات الأمريكية بكافة أشكالها خصوصاً العسكرية والمالية والاقتصادية والسياسية، إذ تعتبرالوقت الحالي فرصة قد لا تعوض للعودة من جديد إلى الحرب في ظل تغيرالأوضاع الإقليمية والعالمية سريعاً خلال السنوات الأخيرة، فيمااتهمت لجنة تحقيق من الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب جرائم حرب منذ السابع من أكتوبرالماضي، وذكرت لجنة التحقيق إن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في الحرب في غزة، "مثل الإبادة"، مشيرة إلى أنه "تم استهداف رجال وصبيان فلسطينيين عبرجرائم ضد الإنسانية مثل الإبادة والاضطهاد الجنسي بالإضافة الى جرائم القتل والنقل القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أوالقاسية، مطالبة بمحاسبة كل من ارتكب جرائم وسيعرض التقريرأمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
لعل مذبحة مخيم النصيرات دليل دامغ على الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، إذ اختارت مخيم مكتظ بالاجئين لتدفع بعشرات من جنودها تحت غطاء كثيف من نيران المدفعية والطيران، لتخليص 4 من أسراها محتجزين منذ أكثرمن 8 أشهر، وهي العملية التي انتهت باستعادة امرأة و3 رجال إسرائيليين ومقتل أكثرمن 200 فلسطيني وإصابة مئات آخرين، في ثاني عملية من نوعها تنجح فيها إسرائيل بعد عملية مخيم الشابورة برفح في فبراير الماضي، لكن الثمن هذه المرة كان الثمن دماء أكثر من مئتي شخص معظهم من الأطفال والنساء من سكان المخيم سالت في دقائق معدودات، إذ مزق الإسرائيليون الجثث وألقوها في الشوارع والطرقات ووصف شهود عيان ما حدث بأنه يوم القيامية، إذ كانت القوة غاشمة وسط مخيم من السكان الأبرياء الذي أعلنت إسرائيل أنه منطقة اَمنة، لكنها لم تحافظ على كلمتها واقتحمت المخيم تحت غطاءجوى ومدفعية كثيف راح ضحيته 210 من الأبرياء وفق وزارة الصحة في غزة، التي أعلنت ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع منذ شهرأكتوبر الماضي، إلى 37202 شهيد، و84932 مُصاباً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء،محذرة من توقف المستشفيات والمراكز الصحية ومحطة الأكسجين الوحيدة في محافظة غزة عن العمل، نتيجة عدم توفر الوقود، في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وسيطرته على المعابر، ما يعرض حياة العشرات من المرضى والجرحى للموت، بالإضافة إلى تعرض الأدوية في الثلاجات للتلف، لعدم إدخال السولار لتشغيل المولد المغذي لمحطة الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية.
وأقول لكم،إن القوات المسلحة المصرية منذ نشأتها الحديثة تعتبرأهم الجيوش العربية، وهو ما جعلها تشكل رمانة الميزان للقوة العربية والركيزة الأساسية للأمن القومي العربي، إذ شاركت في الدفاع عن فلسطين والعروبة منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي عام1948 وحتى الاَن، حيث خاضت ستة حروب ضد إسرائيل في أعوام1948 و1956 و1967، 1967-1970، و1973 كما حاربت في هذه الأثناء أيضا ضد الجيش البريطاني والجيش الفرنسي، وكان للقوات المسلحة المصرية مشاركة مهمة في عملية عاصفة الصحراء، وتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في عام 1991، وكان الجيش المصري يشكل ثاني أكبر قوة من قوات التحالف، ولذا فأن مصرلن تتخلى عن مسئوليتها التاريخية في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحفظ الأمن العربي من إعتداءات الطامعين مهما كلفها ذلك من غال، ومن هذا المنطق في حريصة على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، ولم يتوقف مجهودهاعن الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة حماية للشعب الفلسطيني ووقف نزيف الدم في أسرع وقت ممكن، وصولاً إلى حل الدولتين.
أحمد الشامي
Aalshamy 6610@yah00.com