موسم اللجان الإلكترونية
هناك دعوات مريبة ظهرت بشكل مفاجئ فيها قدر كبير من التحريض والفتنة وكأن هذه أول مرة تعيش مصر تلك المشكلات وبدا من تكرار المنشورات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعى وجود كتائب إلكترونية منظمة بالتزامن مع احتفالات البلد بذكرى 30 يونيو وبالتزامن مع لحظة صعبة فى تاريخ مصر حيث تعيش المنطقة فوق فوهة بركان على حدود مصر من مختلف الجهات ووسط استضافة مصر كل الجنسيات الفارين من بلادهم احتماء بهذا البلد الأمين رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة وبدا شغل هذه اللجان وكأنها تريد إعادة إنتاج ما حدث قبل يناير 2011 رغم تغير الظروف والأحداث والشخوص.
وإذا كان الصبر أصلا متينا من أصول مصر الثمينة، وهى لا تراقب ولا تشاهد من موقف المتفرج، بل من موقف الفاحص المتأمل المنتظر، وفى لحظة مواتية تنقض على «شياطين الإنس». ومرة أخرى يضع المصريون قانونها أمام الدنيا: مصر تظل فى النهاية وأساسا هى مصر، وتظل بوصلتها هى المصرية ذات التاريخ العريق، والأصالة الذاتية، والحضارة.. وبذلك تختلف عن دول بلا جذور جغرافية» والتى ـ أى هذه الدول ـ «كأنها الغراب الذى يقلد مشية الطاووس».
وتظل مصر أمة شريفة فى الحرب والسلام، وشعبها قوة روحية نادرة على مستوى شعوب الأرض. فجر ضمير مستمر. خاضوا ضدها عملية الربيع العربى فى 2011، ونجت، ويخوضون ضدها عملية تدمير الاقتصاد وتمزيق النسيج الاجتماعى، وإخراجها من دائرة الدفاع عن الحق ولكن مكان ومكانة السفينة المصرية محددان ومعروفان، وقادرة على الإبحار فى قلب الأمواج العالية، وفى مواجهة العواصف العاتية.
ومن النظرة الأولى هناك ملاحظة قد تثير الاستغراب ولكن المتابعين لوضع هذه الشبكات يعرفون السبب وهو بكل بساطة ما يسمى اللجان الإلكترونية والذباب الإلكترونى وهى مجموعات تشكلها الفرق السياسية المختلفة لمتابعة ماينشر على شبكات التواصل الاجتماعى ومن ثم القيام بالدعاية لقوى سياسية معينة وتشويه قوى أخرى على صفحات الفيس بوك وتويتر.
أما الذباب الإلكترونى هو عبارة عن حسابات وهمية مبرمجة وموجهة باتجاه معين، وبطرق ممنهجة تدار عن طريق برمجيات ومواقع تقوم بكتابة التعليقات والإعجابات وإعادة التغريد تلقائياً، حيث تعمل على إنشاء هاشتاجات واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى للدفاع عن وجهة نظر معينة، أو الهجوم على وجهة نظر مخالفة، ضد أشخاص أو دول بهدف التأثير على الرأى العام حيث يقوم الذباب الإلكترونى بتسميم الهاشتاج حيث تتم مهاجمة الهاشتاج النشط وانشاء آخر معاكس له بعدد من الحسابات التى تقوم بتكرار نشر تغريدات موازية من خلال إغراق مواقع التواصل بمحتوى وأفكار معارضة ليتفوق على الأصلى من حيث النشاط وعدد المنشورات، وشن حملة شائعات منظمة مع استبدال القضية الرئيسية بإثارة قضايا ثانوية، بمعنى خلق أزمة للقضاء على أزمة وجعلها تبدو وكأنها قضية رأى عام وتمثل رأى الأغلبية، وأن مطالب القضية الرئيسية هم مجرد ـ أقلية علما بأن المتخصصين فى دراسة شبكات التواصل وتطور أداء المستخدمين يؤكدون أن مصر من أكبر الدول التى تمتلك عدد حسابات وهمية مابين حسابات غير مفعلة أو مكررة أو حسابات تستخدم للقرصنة وزيادة عدد المعجبين. ولاشك فى أن الشباب اتجه نحو وسائل التواصل الاجتماعى واستفاد من الانترنت لتعزيز ظاهرة التدوين الاحتجاجى وتأسيس حوارات ومناقشات لا تسيطر عليها النخب التقليدية لذا وجب التذكير.
ببساطة
> النصيحة التى تحتاجها تكره سماعها.
> خلف كلمة ولا شىء كل شىء.
> الشمال أصبح سلوكا وليس اتجاها.
> السباحة ضد التيار فضيلة إن كانت الضفة الأخرى تستحق.
> فقد المصداقية يعنى الموت الإكلينيكيّ.
> لا تؤجلوا الرسائل فقد تتغير العناوين.
> لا تشتدّ بالنصحِ على مُبتلى.. فتُبتلى.
> يبقى لك ما تعطى وليس ما تملك.
> لا حزن يصمد أمام سجدة طويلة.
> صحة الحكومات بخير لأنها فى عزلة ذاتية.