الأهرام
فاروق جويدة
هوامش حرة - من أين تأتى السعادة ؟
من أين تأتى السعادة ؟

كثيرا ما يتساءل الإنسان عن مصدر السعادة ومن أين تجيء، البعض يراها فى المال، وهناك من يراها فى المناصب، وهناك قلة قليلة من البشر تراها فى القناعة، والقناعة لا تعنى الفقر، لأن سيدنا على كرم الله وجهه «قال لو كان الفقر رجلا لقتلته» والقناعة تعنى الرضا والاكتفاء، وهناك من يرى السعادة فى جمع المال وأن يحقق منه المزيد ، وقد يملك المال ولا يعرف الرضا ويظل يلهث حتى يحقق المزيد ويسقط ضحية أطماعه، والمال ضرورة ولكنه ليس دائما مصدر السعادة.. والمناصب من أكثر الأشياء التى يجرى الناس وراءها، وهى تحقق الرغبة فى السيطرة والقوة والنفوذ، ولكنها تصبح أحيانا مصدرا للغرور، والتعالي، والمنصب ، قد يكون ميزان عدل وقد يكون وكرا للطغيان، والمنصب مع ضعاف النفوس تعاسة ومع عشاق العدل باب من أبواب الرحمة.. وهناك أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا إذا صفت قلوبنا وارتقت ضمائرنا ، إن رعاية الأبناء سعادة، ونصرة المظلوم سعادة، والعرفان للآباء والأمهات سعادة ، وكلمة الحق سعادة والحلال سعادة، والترفع عما فى أيدى الناس سعادة، والمال يتطلب العدل والمنصب ينبغى ألا يفتح أبواب الظلم والطغيان.. وعلى الإنسان أن يختار أشياء تسعده وتسعد من حوله لأن الوحدة لا تمنحنا السعادة.. إن السعادة مشروع إنسانى وشراكة مشتركة، والذين تصوروا أن السعادة لهم وحدهم خسروا كل شئ.. إن السعادة وطن يحتوى الجميع وعدالة تنشر ظلالها، وكرامة يحترم فيها القادر حقوق الآخرين، والمسئولية هى التى تجعل السعادة حق الجميع.

fgoweda@ahram.org.eg
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف