الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «رجل الأنفاق زعيماً لحماس.. هل تتسع النار خارج غزة؟»
«رجل الأنفاق زعيماً لحماس.. هل تتسع النار خارج غزة؟»

جاء إعلان حركة حماس، تعيين زعيمها في غزة يحيى السنواررئيساً لمكتبها السياسي، مخالفاً لكافة التوقعات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الاَن، ما دلالات هذا القرار في وقت يشهد القطاع تصعيداً لنذرالحرب وتهديداً باتساع دائرة النارفي المنطقة خصوصاً أن إسرائيل تتأهب لرد محتمل من إيران في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال وجوده في طهران نهاية الشهر الماضي؟ يبدو أن أول الملفات التي ستتأثرمن هذا الاختيارالمفاجئ صفقة الهدنة التي كانت على وشك النضج خصوصاً أن المرشحين لخلافة هنية لم يكن من بينهم السنوار، بل جاء في مقدمة التوقعات خالد مشعل الذي سبق أن شغل المنصب عقب اغتيال عبد العزيز الرنتيسي، وخليل الحية نائب رئيس الحركة في غزة، وموسى أبو مرزوق، أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي، وزاهر جبارين الذي يتولى إدارة الشؤون المالية للحركة،إضافة إلى القيادي محمد إسماعيل درويش، وليس غريباً أن يطلق على السنوار «رجل الأنفاق» في قطاع غزة، والذي يعيش داخلها منذ هجمات السابع من أكتوبر الماضى، وإذا كانت رسالة إسرائيل من قتل هنية «نحن لا نعبأ بالصفقة»، فرد حماس من اختيار السنوار « ونحن أيضاً لا نهتم بالتهدئة وسنواصل القتال»، إنها الحرب النفسية بين طرفي الصراع الذي قدرت له أمريكا أن يظل محصوراً داخل القطاع وأن تقتل إسرائيل نساء وأطفال غزة دون أن يحاسبها أحد، لكن اغتيال هنية أدى لخلط الأوراق فأيران سترد إن عاجلاً أواَجلاً.
السنوارالبالغ من العمر61 عاماً هدفاً رئيساً لإسرائيل منذ بدء طوفان الأقصى تبحث عنه في البروالبحر والجو والانفاق في محاولة للوصول إليه، إذ إنه الرئيس الفعلي للحركة ويتخذ قرارات الحرب والتهدئة والسلام، ولذا فقد تحول بالنسبة لإسرائيل إلى شبح بات من الصعب الوصول إليه إذ يتسم بالحيطة والحذر والسرية في تحركاته منذ اندلاع الحرب، رغم محاولات تتبع أثره مراراً وتكراراً من جانب إسرائيل، لكن يبدو أن قائد حماس الجديد الذي تؤكد سيرته الذاتية أنه قضى 23 عاماً في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في صفقة 2011، وكان وقتها يشغل نتياهو منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إذ وافق على إطلاق 1027 أسيراً فلسطينياً من بينهم السنوارمقابل الجندي شاليط فقط بوساطة مصرية، وبعد خروج السنوار من السجن تم تكليفه برئاسة الحركة في غزة عام 2017، أدرجته أمريكاعلى قائمة «الإرهابيين الدوليين»، ويبدو أن نتانياهوالذي وافق على إطلاق سراح السنوارعام 2011 في صفقة جلعاد شاليط لم يكن يعلم أنه من صقورحماس وسيصبح المسئول الأول عن تنفيذ عملية طوفان الأقصى، يشعرالاَن بعقدة الذنب من نتيجة إصداره هذا القرارالذي كلف إسرائيل الكثير، ولذا يعتبراختيارالسنوارزعيماً لحماس رسالة موجهة إلى نتانياهوأولاً وإسرائيل عموماً مفادها أن النفس بالنفس والعين بالعين، ولذا أفاق الكثيرمن الإسرائليين من بهجة اغتيال هنية على الحقيقة المروعة وصدمة اختيارالسنوار زعيماً لحماس وقال بعضهم أن اغتيال هنية كان خطأً غير مدروس، إذ جاءت حماس برجل الأنفاق زعيماً ليرد إليهم الصاع صاعين، وأصبح على نتنياهوأن يتفاوض مع رجل يقيم تحت الأرض، فكيف سيصل إليه؟ بعد أن بات الأمرصعباً على الوسطاء أنفسهم ويؤدى إلى تأخر صفقة التبادل.
كان من الطبيعي أن تبلغ إسرائيل الولايات المتحدة بأنها نفذت اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في طهران، وهوما حدث بالفعل وفق صحف أمريكية، وأدى لاستياء بعض المسؤولين في البيت الأبيض الذين كانوا يعتبرون هنية فاعلاً في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وقادراً على التأثير في قيادات الحركة لإنهاء الحرب لكن قُتله في 31 يوليوالماضي بواسطة مقذوف قصير المدى أطلق على مقر إقامته في شمال طهران، بحسب الحرس الثوري الإيراني قد يؤدى لتأخر الوصول إلى اتفاق، في ظل تأكيد طهران على أن الصاروخ أطلق من داخل إيران رفضاً لسردية بعض الصحف الأمريكية التي أكدت أن هنية قتل بقنبلة وضعت أسفل السريرالذي كان ينام عليه داخل حجرته بدارالضيافة التي استقبلت عدداً كبيراً من ضيوف طهران أثناء الاحتفال بتنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ولذا اتهمت إيران وحماس إسرائيل بتنفيذ الاغتيال، في الوقت الذي ذكرت تقاريرأن إيران اعتقلت أكثر من 20 شخصاً، من بينهم ضباط كبار في الاستخبارات، على خلفية مقتل هنية، لكن إيران نفت ووصفهتا بأنها «شائعات وأخبار كاذبة».
يبقى السؤال الأهم ما سيناريوهات الرد الذي تنتوي إيران توجيهه إلى إسرائيل؟، إذ أعلنت طهران أنها سترد في الزمان والمكان المناسبين، وتفسير ذلك أن طهران ليست جاهزة للرد السريع على اغتيال هنية بسبب حظرالسلاح الذي فرض عليها من الأمم المتحدة سنوات طويلة، ولذا لجأت إلى روسيا لتزويدها بالسلاح اللازم للرد على إسرائيل، والذي يتيح لها أيضاً صد أي هجوم محتمل من جانب إسرائيل خصوصاً على المنشاًت النووية التي تعتبرحلم طهران وليست على استعداد للتضحية به مهما كانت الأسباب وهذا التفسير لكلمة الزمان المناسب أى بعد الوقت اللازم لتتحضر للهجوم وصد الرد المحتمل من جانب إسرائيل، أما المكان المناسب فيعني أن طهران قد تسعين بحزب الله في لبنان وسوريا والعراق والحوثيين باليمن للاشتراك معها في الرد الذي سيكون من عدة دول"أماكن" وليس من طهران فقط وهذه التهديدات جعلت إسرائيل في حالة ترقب ورفعت حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، بعد اغتيال هنية والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكرفي بيروت مع حشد الولايات المتحدة مزيداً من السفن الحربية والطائرات المقاتلة بزعم حماية قواتها وحليفتها إسرائيل من تهديدات إيران، ويسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تجنب انفجار العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط واتساع الحرب عقب الاغتيالات الأخيرة وتعهد إيران وحلفائها بالرد عليها، يأتي ذلك بالتزامن مع طلب الرئيس الأمريكي من مصر وقطرسرعة التوصل إلى اتفاق التهدئة معتبراً أن ذلك قد يجنب المنطقة من حرب شاملة على الأبواب، لكن من المؤكد أن النيران ستصل إلى دول أخرى خارج غزة في حال جاء الرد الإيراني قوياً وهو ما تؤكد عليه رغم التحذيرات الأمريكية.
رغم النيران المشتعلة على حدود مصر والتي تهدد بحرب إقليمية، إلا أن مؤسسات الدولة لم تتوقف عن القيام بدورها في تقديم الدعم للأسر الأولى بالرعاية، إذ أثبت التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي قدرته على المشاركة في تخفيف الأعباء عن المواطنين الأكثرإحتياجاً في جميع محافظات مصرمن خلال جهود التنمية التي يبذلها في دعم المواطنين وتعتبر«إيد واحدة»،أحدث مبادرات الخير التي انطلقت رسمياً قبل أيام لتكون مقدمة حملات التنمية الشاملة تحت مظلة التحالف لخدمة مليون ونصف المليون أسرة من الأكثرإحتياجاً في إطارجهود الدولة المستمرة لتعزيزمظلة الحماية الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة للفئات الأكثر استحقاقاً، ويتكون التحالف الوطني من 34 كياناً تنموياً وخدمياً من بينهم الاتحاد العام للجمعيات الأهلية والذي يضم 34 جمعية ومؤسسة أهلية وكيانات خدمية وتنموية من بينهم الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، وتستهدف الحملة توفير الدعم الغذائي والنقدي فضلاً عن الخدمات الصحية وبرامج التوعية لتخفيف العبء عن كاهلها، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الكثيرمن الأسر، إذ سيتم توزيع المواد الغذائية طوال مدة الحملة التي تأتي بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ومؤسسة حياة كريمة والهلال الأحمر المصري، باعتبارها جزء من الاستراتيجية المشتركة والتكامل بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتأكيداً على التزام التحالف الوطني بتحقيق العدالة الاجتماعية وتقديم كافة أنواع الدعم للأسرالأكثر احتياجاً.
سعي التحالف منذ التفكير في تأسيسه عام 2022 إلى الوصول للمواطنين في كل مكان بجميع المحافظات الـ 27 وبعد صدورقرارتشكيله رسمياً عام 2024 حرص على ضم عدد كبيرمن الأعضاء المتطوعين من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين وفي الوقت نفسه توسيع دائرة المشاركة لأكبر عدد من الساعين للمشاركة في تخفيف الضغوط الاقتصادية عن الأسر الأكثر إحتياجاً لتجميع الجهود التطوعية والأهلية تحت مظلة واحدة من أجل تعظيم الاستفادة، إنهم أبناء مصر المخلصين الذين يسعون لخدمة وطنهم دون مقابل تحت مظلة التحالف الساعي لتوسيع لبناء مجتمع العدالة والتنمية والمساواة من خلال جمع الكيانات التنموية كافة التي تشارك في مجال العمل الأهلي وتقديم الرعاية الاجتماعية للمواطنين، ولذا يضم جامعة القاهرة بكل مستشفياتها، بيت الزكاة والصدقات المصري، وهذه كيانات بحكم القانون لا يمكن أن تدخل تحت مظلة الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، لذا كان وجود التحالف بشكله الحالي ضرورة ملحة لضم مثل هذه الكيانات المهمة وخصوصاً في ضوء الأوضاع الاقتصادية التي يواجهها العالم والتي ألقت بظلالها على مصر.
الوطن لم يكن في يوم من الأيام مجرد بلد نقيم فيه بل حب يعيش في قوبنا نضحي من أجله لأنه شهد أفراحنا وأطراحنا وفيه أقيمت أعمدة حضارتنا منذ اَلاف السنين فهو الحضن والملاذ الآمن الذي يأوينا ويحمينا من غدر الطامعين في أرضنا وعرضنا ولذا نفديه بأرواحنا، على أرضه ولدنا وفيه نحيا ونحقق أحلامنا وندفن ولذا يجب أن يشعرالجميع بحب الوطن وينبع حبه من القلب، ولذا جاءت هذه الحملة «إيد واحدة لتغرس الأمل في النفوس وتأتي في إطارحرص التحالف على وصول مظلة الحماية الاجتماعية لكل مواطن من الفئات المحتاجة في كل مكان على أرض مصر لتحقيق العدالة الاجتماعية حتي يشعر الجميع أن مصر لا تنسى أبناءها وتصل إليهم أيادي الخير في كل مكان، ولذا حان الوقت ليتأكد الجميع أن الدولة ماضية في جهودها لتخفيف التحديات الاقتصادية عن مواطنين ظنوا أنهم باتوا من المنسيين لكنهم في بؤرة اهتمام الوطن الذي يرد إليهم الجميل بعد أن صبروا على الصعوبات التي واجهتها مصر خلال السنوات الأخيرة نتيجة الأوضاع في المنطقة والحروب التي على حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية والبحر الأحمر ما أثر سلبياً على إيرادات قناة السويس، إذ تعتبرإيد واحدة إمتداداً للكثيرمن المبادرات التي أطلقها التحالف ومنها مبادرة " كتف في كتف" والتي استهدفت توحيد جهود منظمات المجتمع المدنى المصرية، تحت مظلة واحدة تضمن المشاركة الفعالة للجميع بما يحقق أهداف العمل الوطنى فى تنمية المجتمع المصرى.
وأقول لكم،إن جهود الدولة للتخفيف عن كافة فئات المجتمع يتطلب منا العمل بكل ما أوتينا من جهد في هذا الوقت العصيب الذي يمرعلى وطننا حتى يحقق أمجاد الماضى ويعود إلى مكانه الطبيعي بين الأمم ولما لا وهو صاحب المجد التليد وحضارة تمتد جذورها عبر التاريخ، ولذا حان الوقت لنعمل بشعار كلنا إيد واحدة خصوصاً أن التحالف لم يتوقف يوماً عن إطلاق المبادرات التي أسهمت في توفير إحتياجات المواطنين مثل مراكب الصيد وتقديم أجهزة كهربائية للفتيات المقبلات على الزاوج، وتوزيع الملابس على الأسرالأكثر إحتياجاً فى مراكزالمنيا، وصرف 600 جنيه إضافية على الرواتب الشهرية لـ 110 آلاف أسرة، وتوزيع 1300 طن لحوم على مليون أسرة، وتشجيع صغار المزارعين على توسيع مساحة الأراضى الزراعية، بنحو150 ألف فدان، فضلاً عن إطلاق قوافل لتقديم خدمات للمواطنين، ومن بينها طبية وحملات لتوزيع موادغذائية ولحوم وبطاطين، وإقامة معرض ملابس بأسعارمخفضة، وفك كرب عدد من الغارمات، وتوصيل المياه إلى 50 أسرة، ما أسهم في نشرثقافة التطوع.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف