الأخبار
كرم جبر
إنها مصر «كنا رايحين على فين»؟
«كنا رايحين على فين»؟

كانت المهمة صعبة وثقيلة لاستعادة العقول المغيبة بعد فض اعتصام رابعة، بعد أن ملأوا الدنيا بالأكاذيب، وأن إزاحة مرسى بمثابة حرب ضد الإسلام والمسلمين، وأن التزييف مباح فى زمن الحرب حتى لو كان ترويج صور أطفال سوريين قتلى على أنهم مصريون، وتبرير رمى الأطفال من فوق العمارات، وضرب معارضيهم وتكسير عظامهم بصورة وحشية.

ووفرت قيادات الإخوان وشيوخهم غطاءً دينياً لأطماعهم السياسية، ووصل الجنون ذروته عندما شعروا بأن مصر التى كانت فى قبضتهم ضاعت منهم، فانهارت أحلام الخلافة والإمارة التى انتظروها ثمانين عاماً، وأيقظوا فتنة كبرى وقودها النار والدماء والفرقة، وملأوا عقول الجموع الغاضبة فى رابعة العدوية بمعتقدات دينية مشوهة، تقسّم أبناء الوطن الواحد إلى مؤمنين وكفار.

ومن النماذج القبيحة « مثلاً » أحمد المغير بلطجى الإخوان الذى وصف شهداءنا بالفراخ وقال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «بالنسبة للى زعلانين على الـ15 فطيس بتوع الحدود اللى سقطوا زى الفراخ على أيدى مهربين مش مقاتلين محترفين.. أحب أوضح لهم أن وظيفة مجموعة المجرمين الرئيسية مكانتش حماية البلد ولا منع المخدرات ولا أى حاجة من ده وإنما وظيفة واحدة فقط وهى منع تهريب السلاح لغزة».

«كنا رايحين على فين»، وهذا البلطجى الكريه كان يريد بلاده مرتعاً للأسلحة المهربة من ليبيا إلى سيناء، بزعم دخولها إلى غزة، والمؤكد أنه يعلم ورئيسه الجاسوس المعزول، أن إسرائيل التى تحالفوا معها للتفريط فى سيناء، كانت ستجعلهم عبرة وعظة، ، لكنه الكذب والخداع والتضليل الذى تحترفه هذه الجماعة وكوادرها التى غربت عنها الشمس .

ومن نماذجهم الشاذة أيضاً وجدى غنيم الذى رفع أيديه بالدعاء ويتمنى لنسائنا السبى والتشريد والبيع فى أسواق الرقيق، كما يحدث لنساء سوريا والعراق، ويتمنى لمصر الفقر والهزيمة والانكسار، ونشر فيديو مرتديا الزى العسكرى يطالب فيه أنصار الإخوان بتنفيذ عمليات استشهادية ضد الجيش والشرطة داعياً إياهم بضرورة الاستشهاد فى سبيل الله، وبعد عزل مرسى نشر فيديو آخر، يحرض فيه أنصار الإخوان على العنف والثأر، لما حدث لهم فى فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة ، مدعيا أن ما حدث هو معركة بين الإسلام والكفر.

حتى فى القضايا القومية والوطنية طعنت أكاذيب الإخوان صمود مصر وتضحيات أبنائها، وتجسدت المهزلة فى بهلوانية صفوت حجازى صاحب مقولة «بالملايين على القدس رايحين»، ولم يضع فى عينيه فص ملح وهو يزايد على المشاعر الوطنية، بينما رئيسه يصف شيمون بيريز بـ « عزيزى وصديقى العظيم «، وبينما كان يستشهد أبناء مصر الأبرار فى سيناء تحت رعاية الإخوان وحمايتهم ودعمهم.

كان مستحيلاً أن يصمدوا أمام وعى المواطنين البسطاء الذين اكتشفوا أن الإخوان لا يتذكرون ما يكذبون، ولبست الحقائق ثوبها وركلت الكذابين خارج قصر الحكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف