هجرة العقول
أصبحت هجرة العقول نزيفا متزايدا لا يتوقف، حيث انتقل عشرات الآلاف من العلماء والباحثين والأطباء والمهندسين والاقتصاديين والفنانين إلى الخارج بحثًا عن فرص، وظروف معيشية أفضل، ورواتب أعلى مما يهدد قوة مصر الناعمة.. هجرة الأطباء الى الغرب ومنطقة الخليج تتزايد، وتؤكد الأرقام أن 62% من الأطباء المسجلين فى مصر خارج المنظومة الطبية، بسبب ضعف الرواتب والحوافز وشروط التكليف والبيروقراطية.
وبحسب هيئة الاستعلامات، هناك 2000 أستاذ جامعى مصرى فى كندا. و20 ألف طبيب و15 ألف مهندس فى الولايات المتحدة، وآلاف العلماء العاملين فى الصناعات والمؤسسات الأكاديمية الأمريكية، وفى بريطانيا، 10 آلاف طبيب، وفى ألمانيا 8 آلاف مهندس فى صناعات السيارات والاتصالات والطاقة المتجددة. وأستراليا 15 ألف مهندس والرعاية الصحية. والسعودية 70 ألف طبيب ومهندس وأكاديمى مصري. وأدت هجرة الأطباء والتمريض إلى نقص فى المتخصصين فى الرعاية الصحية. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الأطباء إلى عدد السكان فى مصر تبلغ نحو 8 لكل 10 آلاف نسمة، وهو ما يقل عن المتوسط العالمى، وهو ما يؤدى إلى تراجع جودة الخدمات الصحية.
فى حين نجحت الهند والصين وكوريا الجنوبية فى وقف هجرة عقولها بخلق بيئة مواتية للنمو وتشجيع الابتكار والحوكمة والتعاون مع مؤسسات البحث الدولية، مما يقلل من رغبتهم للبحث عن الفرص فى الخارج ومنح علمائها فى الخارج مناصب مرموقة داخل مؤسساتها الوطنية بأجور عالية لتحفيزهم للعودة ومشاركتهم فى وضع السياسات الوطنية.