فاروق جويدة
هوامش حرة - مملكة الرجال! ا
مملكة الرجال!ا
قامت من نومها منزعجة فسألها زوجها: ماذا حدث؟, قالت عشت حلما غريبا فى الدقائق الماضية, حلمت أنى تركت البيت وكنت حزينة ولكن الحلم طال.
كان الرجل قد بحث عن زوجته لم يجدها كان الوقت مبكرا سأل الأبناء أين أمكم؟ قالوا خرجت فى الصباح وتركت لك هذه الرسالة..
زوجى العزيز لا تغضب منى هناك استحالة أن نكمل المشوار معا ، وقد قررت أن انسحب من حياتك فى هدوء، لا تسألنى عن الأسباب فليس لدى ما يقال غير أنها الظروف التى فرضتها الأيام علينا ليست ذنبى ولا ذنبك ولكننى قررت أن اخفف الأعباء ومصاريف المدارس والأولاد والدواء, كما أنك بعت السيارة لسداد الديون وصاحب التاكسى سحبه منك, وفقدنا المدفن لأننا توقفنا عن سداد الأقساط ، وأمك فى المستشفى لا تملك ثمن الدواء وما عاد المعاش يكفينا ثلاثة آلاف جنيه لا تكفي، بعت قطعة الأرض ميراثك من والدك وعملت فى الحكومة خمسين عاما ولم يودعك أحد وأنت تخرج للمعاش، وحتى صاحب التاكسى بخل عليك بألف جنيه لأنها لا تشترى شيئا..
بالأمس فكرت كثيرا ورأيت أن أخفف عن الأسرة شخصا ولأننى لا استطيع أن أحرمك من أبنائك رأيت أن انسحب، ونوفر على أنفسنا الخناقات اليومية بدلا من قضايا الخلع والطلاق والبهدلة فى المحاكم .. أرجوك حافظ على الأولاد لأنهم آخر ما بقى من مشوار العمر، لا تعتب على ولا تغضب مني، لا أنا السبب ولا أنت أيضا ولكنها الظروف حين تفرض على الإنسان مالا يحب ومالا يريد.. أنا لا اعرف إلى أين تحملنى سفينة الحياة ولكن أعدك بأننى سوف أعود حين تهدأ العواصف وتستريح الرياح وتمضى السفينة فى مسارها.
كان حلما ثقيلا جاء فى غير أوانه.