الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «بايدن يطلق مبادرة الفرصة الأخيرة»: «قريبون جداً من اتفاق نهائي»
«بايدن يطلق مبادرة الفرصة الأخيرة»: «قريبون جداً من اتفاق نهائي»

أخيراً أيقن الرئيس الأمريكى جو بايدن، أن رئيس الوزراء الإسرائلي نتانياهو،العقبة الكؤود أمام التوصل إلى اتفاق لوقف النارفي غزة، وأن المبدأ الذي يتعامل به مع حماس والوسطاء هو«التفاوض من أجل التفاوض» لإضاعة الوقت، ولذا انخرط بايدن ونائبته كامالا هاريس لأول مرة منذ 7 أكتوبرالماضي مع فريق التفاوض الأمريكي بهدف سد الثغرات وجسر الهوة في اتفاق محدث لوقف النارفي غزة بمساعدة مصر وقطر، وفقاً للخطة التي أعلن عنها نهاية مايوالماضي بما يضمن سرعة التنفيذ لإنقاذ المنطقة من حرب شاملة، فضلاً عن انسحاب إسرائيل من غزة، ووصٌفت الخطة الجديدة بأنها «مبادرة الفرصة الأخيرة» وهي «نهائية وغير قابلة للتعديل .. وتعني بالإنجليزية Take it or leave it» أي خذها أوأتركها، والكلام هنا للطرفين إسرائيل وحماس، تستغرق المرحلة الأولي منها ثلاثة أسابيع ويتم بمقتضاها إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين والإفراج عن الرهائن في غزة، ويبدوأن نتانياهوالساعي إلى عرقلة المفاوضات وجد في محورفيلادلفيا ضالته المنشودة لمواصلة إراقة دماء النساء والأطفال، ولذا قال بايدن عن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي ببقاء الجيش الإسرائيلي في محورفيلادلفيا «صلاح الدين« بين غزة ومصر،«لاأتفاوض مع نتنياهو بل مع فريقي ومع مصروقطر».
صارجلياً ومعلناً أن الرئيس الأمريكي فقد الثقة في رئيس الوزراء الإسرائيلي مثل الكثيرمن قادة العالم بعد 11 شهراً من القتال، ولذا أعلنت بريطانيا، تعليق 30 من أصل 350 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدة أن «خطراً واضحاً» من إمكان استخدامها في انتهاك خطيرللقانون الإنساني الدولي، ويبدو أن لندن استيقظت أخيراً من غفوتها وعلمت فجأة أن الأسلحة التي تصدرها لإسرائيل تقتل الأبرياء ما يعد إنتهاكاً خطيراً للإنسانية، فهل تصدرحظراً كاملاً لتصديرالسلاح إلى إسرائيل وتتبعها واشنطن وباريس وبرلين لوقف نزيف دماء الفلسطينيين الأبرياء في منطقة أصبحت تعيش فوق فوهة بركان بسبب تصديرأسلحتهم الحديثة ودعمهم المالي غير المسبوق لإسرائيل كأنهم يحاربون أقوى جيوش العالم وليس مليوني إمرأة وطفل، وأكد وزيرالخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أمام البرلمان، «إن الحظرالجزئي يشمل عناصريمكن استخدامها في النزاع الحالي في غزة، وهي مكونات لطائرات مقاتلة ومروحيات ومسيرات»، ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مناوراته من أجل إفشال جهود الوسطاء وعدم التوقيع على اتفاق الهدنة مع حماس وإنهاء الحرب في غزة، من أجل الانتظارحتى الانتخابات الأميركية المقبلة التي ستجرى في نوفمبرالمقبل إذ يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض للحصول على مزيد من الدعم لمواصلة الحرب وتحقيق أهدافها كاملة كما يزعم وفي مقدمتها القضاء على حماس.
علامات استفام كثيرة تبحث عن إجابات في ملف حرب غزة الشائك، هل استيقظت ضمائرهم بعد 11 شهراً بعد أن زرعوا الموت في كل مكان بغزة والضفة الغربية؟، لماذا الاَن يضغطون ويتحدثون عن أهمية سرعة التوصل إلى اتفاق؟ هل صدمهم مقتل ستة من الرهائن أحدهم أمريكي في رفح؟، ولماذا لم يتحركوا قيد أنملة لاستشهاد ما يزيد على 40 ألف طفل وإمرأة في غزة وإصابة أكثر من 100 ألف شخص؟، الاّن فقط تذكروا أن قتل إسماعيل هنية كان خطاً جسيماً وأنهم يتعاملون حالياً مع محارب اسمه يحيي السنواريتعامل معهم بمبدأ »النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ» وعليهم أن يدفعوا ثمن جرائمهم، ويبدوأن مقتل الأمريكي»هيرش غولدبرج بولين» ضمن الرهائن الستة جعلهم يفقدون توازنهم فقد وجهت وزارة العدل الأمريكية عدة اتهامات إلى العديد من كبار قيادات حركة حماس بشأن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، وهم إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومحمد المصري (محمد الضيف)، ومروان عيسى، وخالد مشعل، وعلي بركة"، منها الإرهاب، والتآمر على قتل مواطنين أمريكيين، ألم تعلم وزارة العدل الأمريكية أن إسرائيل اغتالت هنية ومحمد الضيف؟ وأين نتانياهو وإدارته من هذه اللائحة ألم يقتلوا 40 ألفاً؟، أم أن قتل الفلسطينيين حلال ومقتل مواطن أمريكي واحد تتحرك من أجله الجيوش والأساطيل والطائرات والدبابات والنيابات، لقدأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن: "نحن قريبون جداً من اتفاق نهائي بشأن المحتجزين"، متابعاً: "لا اعتقد أن نتيناهو يقوم بما يكفي لإبرام اتفاق بشأن المحتجزين"، وأرد عليه ونحن منتظرون.
وجاء إعتراف بايدن بأن نتانياهو ليس حريصاً على التوصل لاتفاق، ليضع الكثيرمن النقاط فوق الحروف ويجد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه في مأزق حاول الخروج منه بعقد مؤتمر صحفي ليردد خلاله الكثيرمن الأخطاء التاريخية والبطولات الوهمية إذ أكد أن إسرائيل يجب أن تسيطرعلى ممر فيلادلفيا، الرابط بين قطاع غزة ومصرلإعادة الرهائن والقضاء على تهديد حماس، وأرى أنه بذلك يضرب عرض الحائط باتفاق المعابرالذي تم إبرامه في الخامس عشر من نوفمبر 2005، عقب فك الإرتباط بين إسرائيل وغزة، بين السلطة الفلسطينية، بصفتها طرفاً أول وإسرائيل بصفتها طرفا ثانياً، جرى خلاله وضع الشروط والضوابط والمعاييرالتي تنظم حركة المرور من الأراضي الفلسطينية وإليها من خلال هذه المعابر، واتفق خلاله على أن يكون هناك طرف ثالث هو الاتحاد الأوروبي، على أن يجري تشغيل معبررفح من قبل السلطة الفلسطينية ومصر، طبقاً للمعاييرالدولية وتماشياً مع القانون الفلسطيني، بحيث تخضع لبنود هذه الاتفاقية، وواصل نتانياهو حديثه في محاولة لاستمالة مواطنيه لمواقفه الرافضة لتوقيع اتفاق يتضمن تحرير الأسرى،"محورالشر يحتاج إلى ممر فيلادلفيا، نحن بحاجة إلى وضعه تحت سيطرتنا"، ونسى نيتنياهو أن الرئيس الراحل أنور السادات، ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن وقعا معاهدة سلام في 26 مارس 1979 برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر، في قمة تاريخية عُقدت في كامب ديفيد، نظمت الاتفاقية في فقرتها الثانية ضمن ما تسمى الحدود النهائية الأنشطةَ العسكرية في سيناء ورفح إذ تم تقسيمهما وفق الخريطة في الملحق الثاني إلى 4 مناطق هي (أ- ب – ج – د) وتنصّ معاهدة السلام هذه على التزام إسرائيل بانسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين إلى حدود ما قبل يونيو 1967 وتحظرعلى إسرائيل وضع أي دبابات أو معدات ثقيلة عند الشريط الحدودي مع مصر، وعرضه ثلاثة كيلومترات والمسمى بالمنطقة (د)، ولذا تعدّ سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري يوم السابع من مايو، انتهاكًا صارخاً لمعاهدة كامب ديفيد، إذ يشكل اجتياح المعبر انتهاكاً للمادة الثانية من اتفاقية السلام والملاحق الأمنية، التي تلزم الطرفين بعدم اللجوء إلى التهديد، أواستخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للطرفين.
لقد تأكدت أمريكا من أهمية إنجاز اتفاق في أسرع وقت ممكن، ولذا ستواصل الولايات المتحدة الانخراط مع الشركاء الإقليميين خلال الأيام المقبلة لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتحريرالرهائن ووفقاً لمسئولين أمريكيين جرى إحرازتقدم بشأن العقبات المتبقية خلال المحادثات الأسبوع الماضي، لكن ابرام اتفاق سيتطلب مرونة من الجانبين، وهو ما أكد عليه الرئيس بايدن عندما قال " نحن قريبون جداً من اتفاق حول غزة"نعمل مع إسرائيل وقطر ومصرلإيجاد طريقة مناسبة لإتمام الصفقة حول غزة تمكنا من تضييق الفجوات بشأن صفقة غزة لكن لم نتوصل لاتفاق بعد"، فيما حمّلت حماس إسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن الستة، حيث قال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، أبو عبيدة، في بيان إن "إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقة سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت مؤكداً إصدار "تعليمات جديدة" لحراس الرهائن "بخصوص التعامل معهم" حال اقتراب الجيش الإسرائيلي من مكان احتجازهم.
وسط كل هذه التوترات الإقليمية نعود لنسأل ما سبب كل هذا الفزع والهلع من وصول قوات عسكرية مصرية ومعدات إلى مقديشو؟، لماذا أصيبت قيادات بعض الدول في القرن الأفريقي بالخوف بمجرد الإعلان عن حضورالقاهرة عسكرياً في الصومال، رغم أن الإعلان الرسمي أكد أن ذلك يأتي تنفيذاً لبروتوكول التعاون الدفاعي بين البلدين؟، ألا يعلمون أن جيش مصرحصد المركزالأول عربياً ضمن التصنيف النهائي للقوة النارية العالمية؟، والذي يعتمد على أكثر من 60 عاملاً فردياً لتحديد درجة «مؤشرالقوة» للدول، إضافة إلى القدرات اللوجستية والجغرافيا، إذ أعلن موقع «جلوبال فايرباور GFP»،أن مصر ضمن أفضل 15 قوة عسكرية عالمية خلال عام 2024، من بين 145 دولة تم النظرفيها في المراجعة السنوية، فيما جاءت إسرائيل في المركز السابع عشر، لقد استنفذت مصرالصبرالاستراتيجي على بعض من سعوا إلى الاضراربمكتسباتها التاريخية خصوصاً في نهر النيل ومع ذلك حرصت على عدم خوض مواجهات كبرى مباشرة مع العابثين بأمنها المائي طوال سنوات، لكنها أبداً لن تصل إلى مرحلة التفريط أوالتنازل عن حقوقها التاريخية مهما كلفها ذلك.
لماذا يرتعبون من جيش مصر؟ إن من حق مصرتعزيزعلاقتها بدول العالم كافة ومن بينها الصومال من خلال الاتفاقيات الرسمية، إذ إن الوجود العسكري المصري يستهدف تدريب القوات الصومالية والمشاركة في قوات حفظ السلام، لدعمها في مواجهة الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضيها من الطامعين الذين يسعون إلى الوصول لمضيق باب المندب لإثارة غبارالمشاكل والحروب في هذه المنطقة الحيوية في العالم والتي تعتبر المدخل الجنوبي لقناة السويس، كما اتفقت مصرعلى تدريب الجيش الصومالي ورفع كفاءته القتالية للتعامل مع أي عمليات إرهابية والحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية وتعزيزمشاركة الصومال في تأمين قناة السويس، إذن أهداف مصرالمعلنة تتفق مع القوانين الدولية ولا تسعى لإيذاء أي دولة قريبة من الصومال، خصوصاً أن مصر لا تمتلك قواعدعسكرية مثل الكثير من دول العالم التي تسعى للحفظ على مصالحها،وتالياً أرى أن وجود قوات مصرية في الصومال لن يكون له تداعيات ضارة بالغيرخصوصاً إذا إلتزمت الدول المجاورة بالقوانين الدولية في الملفات الشائكة، ولم يكن منطقياً أن ترفض مصرطلباً صومالياً بمشاركة قوات مصرية في حفظ السلام خصوصاً أنها دولة عربية وترتبط القاهرة بعلاقات استراتيجية مع غالبية دول العربية.
ويقيني أن مصرالكبيرة العاقلة لايمكن أن تبدأ بالتصعيد مع أي دولة أخرى لكنها تسعى إلى الحفاظ على الأمن في منطقة القرن الأفريقي، المؤهل للاشتعال في أي وقت نتيجة الحرب في غزة وإعتداء الحوثيين على بعض السفن المارة بالمضيق، ولذا وافقت على المشاركة في بعثة الدعم التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، والتي من المقررأن تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية الحالية بحلول يناير المقبل، كما وقعت مصر مع الصومال إتفاقية دفاع مشترك وهي بذلك أول دولة تنشرقوات لدعم الجيش الصومالي بعد انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي الحالية، خصوصاً أن القاهرة تعترض على توقيع الحكومة الإثيوبية في ينايرالماضي، اتفاقاً مبدئياً مع إقليم أرض الصومال تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري يتضمن ميناءً تجارياً وقاعدة عسكرية في منطقة بربرة لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا بـ «أرض الصومال» دولةً مستقلةً، معتبرة أن هذا الاتفاق مخالفاً للقانون الدولي، واعتداء على السيادة الصومالية.
وأقول لكم، إن مصر ونيجيريا، وقعتا أخيراً مذكرة تفاهم لتعميق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية في مقر وزارة الدفاع النيجيرية في العاصمة أبوجا، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي والدفاعي الأعمق وفقاً للقوانين واللوائح السائدة في البلدين، وفق ما ذكر موقع وزارة الدفاع النيجيرية، تتويجاً للتاريخ الطويل للعلاقات القوية بين نيجيريا ومصر الذي من شأنه أن يخلق تعاوناً دائماً بين البلدين، إذ إن نيجيريا استفادت كثيراً من مصر في مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب، وجاء توقيع مذكرة التفاهم مع نيجيريا بعد توقيع مصرللاتفاق العسكري مع الصومال، ما يؤكد أن مصر لا تلجأ إلى القوة الخشنة، في التعامل مع الأزمات إلا في حال اضطرت إلى ذلك، خصوصاً إذا سعت دول مجاورة للصومال في الاعتداء عليها أوهددت الأمن المائي المصري والذي يعتبر إعتداء على شعب مصر وسيادتها، في ظل تنامي دور بعض الدول في منطقة القرن الأفريقي، ولذا يعتبروجود قوات مصرية في الصومال رسالة من مصر لكل من تسول له نفسه الإضراربأمنها المائية بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تهديد.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف