جلال عارف
النووي الإيراني.. كما تراه أمريكا!!
النووي الإيراني.. كما تراه أمريكا!!
في ظروف بالغة الحساسية يتحدث مدير الإستخبارات الأمريكية «وليام بيرنز» عن البرنامج النووى الإيرانى . «بيرنز» بحكم منصبه وخبرته الطويلة لا يتحدث كثيراً ولا يسعى للأضواء، وقد رأينا ذلك أثناء محاولاته الدءوبة لوقف الحرب فى غزة ومعالجة آثار السياسات الأمريكية المنحازة فى المنطقة.
بعض خطورة حديث «بيرنز» تأتى من توقيته الذى يترافق مع التصعيد الخطير فى المنطقة، ومع المخاوف من انفجار حرب شاملة قد تتورط فيها أمريكا التى تحذر إسرائيل -علناً وعلى أعلى المستويات- من استهداف المنشآت النووية الإيرانية كما يدعو لذلك أقطاب الحكومة والمعارضة معاً (!!) .. فماذا قال «بيرنز» عن البرنامج النووى الإيرانى ؟
أقر مدير مخابرات أمريكا بأن إيران تقدمت ببرنامجها النووى إلى مستويات قريبة من مستويات إنتاج الاسلحة، وأنها تستطيع تأمين ما يكفى من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية بسرعة إذا اختارت ذلك لكن «بيرنز» يقول فى نفس الوقت - إن أمريكا قادرة على اكتشاف الأمر والتعامل معه وإن كانت المهلة أقل بالنسبة لأمريكا كما يقول «بيرنز» إنه لا يوجد دليل على أن إيران قد قررت إنتاج السلاح النووى حتى الآن !!.. وربما يفسر ذلك ما كان قد تسرب عن محاولات لاستئناف التفاوض بين طهران وواشنطون وهو ما قابلته اسرائيل بالتصعيد المحموم بدءاً من استهداف اسماعيل هنية فى قلب طهران وحتى التلويح بضرب المنشآت النووية الإيرانية!!
نقطة أخرى هامة فى حديث «بيرنز» يبدو أنها ستثير المزيد من الجدل فى الحملة الإنتخابية الأمريكية الحالية.. حيث يقول إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى مع ايران (فى عهد ترامب!!) هو الذى أعطى إيران الفرصة لتكون أقرب بكثير لإنتاج القنبلة وهو الذى جعل التعامل مع هذه الاشكالية أصعب بالنسبة لأمريكا حيث كان إنتاج سلاح نووى سيحتاج من إيران لعام كامل بعد اتخاذ القرار ، بينما الأمر الآن لن يستغرق إلا أسبوعاً أو أكثر قليلاً!!.. والفضل فى ذلك يعود إلى قرار ترامب!! . « بيرنز» الدبلوماسى صاحب الخبرة بالمنطقة يرى أن هناك
◄ «خطرًا حقيقيًا»
نتيحة التصعيد الإقليمي فى الصراع الدائر، ويشير إلى خطأ اسرائيل حين تخاصم «الذكاء الدبلوماسي» الذى يستلزم وقف القتال فى غزة ولبنان.. وقد يكون هذا هو بيت القصيد فى حديث الرجل وقد يكن مطلوباً أن تسمع إسرائيل أن متابعة « النووى الايرانى» هو قضية أمريكا وأن التصعيد الاسرائيلى لن يورط أمريكا فى حرب لا تريدها وإذا أرادتها فهى التى تحدد توقيتها!!
أما اسرائيل فعليها أن تدرك أنه لا طريق للخروج من أزمتها إلا الحل السياسى ولا مفر من إيقاف القتال فى غزة ولبنان ولا مهرب من ذلك.
بالطبع ستقرأ اسرائيل رسالة «بيرنز» جيداً لكن نتنياهو ينام ويصحو على نصيحة «ترامب» الأثيرة اضربوا المنشآت النووية أولا!!.. ولا يقول بالطبع لكى أعود للبيت الأبيض!!