الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية الفشل مصير الهجوم البرى على لبنان
الفشل مصير الهجوم البرى على لبنان

الهجوم البرى الإسرائيلى على لبنان محكوم عليه بالفشل. هذا ما يؤكده تاريخ حروب المدن فى العالم لأنها تختلف تماما عن الحروب التقليدية، حيث تشكل حروب المدن التى يقودها مدنيون كابوسا أمام الجيوش النظامية، لتبنى المقاومة المدنية المرتبطة بالأرض تكتيكات حرب العصابات بدلا من المواجهة المباشرة، مما يمنحها أفضلية أكبر، ومعنويات عالية، وإصرارا قويا فى الدفاع عن الوطن. وتواجه الجيوش النظامية عند اقتحام المدن، صعوبات هائلة لوجستية وتكتيكية، مع كثافة سكانية وشوارع ضيقة تشل دباباته ومركباته. وتختلط قوات المقاومة المسلحة بالسكان، مما يجعل من الصعب على الجيوش التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين.

ومن أشهر الأمثلة فشل الهجوم البرى الألمانى على ستالينجراد خلال الحرب العالمية الثانية وحصار المقاومة المدنية للجيش الألمانى، مستخدما أنقاض المدينة المدمرة للدفاع عنها، وبعد معارك استمرت 200 يوم خسر الجيش الألمانى 1.5 مليون من جنوده. وفشلت القوات الروسية فى الاستيلاء على جروزنى، عاصمة الشيشان، عام 1994، بسبب المقاومة الشرسة للمدنيين الشيشان، مما أدى إلى انسحاب مهين للقوات الروسية. وانتهت معركة الفلوجة الأولى عام 2004 بفشل الجيش الأمريكى وانسحابه بعد قتال عنيف مع المقاومة العراقية التى استخدمت المنازل كمواقع دفاعية. ولم ينجح الجيش الإسرائيلى، طوال تاريخه، فى مواجهة المدنيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة. وكانت المدن مراكز للمقاومة، ولم تتمكن إسرائيل من السيطرة على هذه المناطق المكتظة بالسكان، التى لم يكن لديها أسلحة سوى الحجارة لمقاومة أكثر الجيوش تقدما وتجهيزا فى العالم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف