احمد عبد التواب
كلمة عابرة التطور السريع لـ(بريكس)
التطور السريع لـ(بريكس)
تتوجه مجموعة (بريكس) سريعاً نحو بلورة مواقف كبرى لتحقيق أهدافها المُعْلَنَة التى تستهدف التحرر من سطوة الغرب. ففى اجتماع القمة القادم، من 22 إلى 24 أكتوبر الحالى، فى مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان بروسيا، ستدور النقاشات حول ثلاثة محاور عالمية شديدة الأهمية: السياسة والأمن، والاقتصاد والمالية، والعلاقات الثقافية والإنسانية. ترأس روسيا الدورة الحالية بقيادة الرئيس بوتين، وسوف يشارك الرئيس السيسى مع رؤساء الدول التسع الآخرين الأعضاء فى المجموعة، مع استضافة ممثلى أكثر من 30 دولة أعلنت رغبتها فى الانضمام للمجموعة، وبحضور أنطونيو جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة. بخصوص السياسة والأمن، فقد تحقق بالفعل، وقبل القمة القادمة، توافق بين الدول الأعضاء والراغبين فى العضوية حول عدة نزاعات، أهمها العدوان البشع الذى تشنه إسرائيل على غزة والضفة الغربية ولبنان، ومجاهراتها بالنية لضرب إيران. كما توافقت مواقف أعضاء بريكس فى الأمم المتحدة وفى التجمعات الدولية والإقليمية. كما توحَّدت المواقف أيضاً فى القضايا الاقتصادية والمالية باتفاقهم على مواجهة فرض التعامل بالدولار، الذى صار سلاحاً فى يد الولايات المتحدة فى الضغط على الدول التى تسعى لأن يكون لها موقف وطنى مستقل عن السياسة الأمريكية. ولكن مجموعة (البريكس)، التى اعتمدت العملات الوطنية فى التعامل فيما بينها، ساعدت روسيا على النجاة من العقوبات والمقاطعات التى فرضتها عليها أمريكا والكتلة الغربية، حتى إن روسيا حققت انتعاشاً اقتصادياً، رغم العقوبات ورغم حربها ضد حلف الناتو على أرض أوكرانيا. أضف إلى هذا أن بريكس تُرَوِّج لنفسها بأنها مجموعة ديمقراطية مفتوحة غير مجموعة الـ7 المنغلقة على عضويتها وترفض انضمام دول مثل الصين والهند برغم انطباق الشروط عليهما.
أما مصر، فقد تحرَّرَت كثيراً من سطوة الدولار، بعد أن تَمَكَّنت بالتعامل بالجنيه المصرى فى شراء الكثير من احتياجاتها من دول (بريكس)، وكان القمح على رأس القائمة. كما اتفقت مع المملكة السعودية على أن يكون التعامل فى موسم الحج القادم بالجنيه والريال. وقد خَفَّف هذا كثيراً من ضغوط الاحتياج للدولار الذى توافر لتسديد الديون وفوائدها، ولشراء السلع الأخرى غير المتاحة فى دول (بريكس).