الأخبار
كرم جبر
إنها مصر ترامب أفضل من هاريس.. ولكن !
ترامب أفضل من هاريس.. ولكن !

كنت أخشى من فوز السيدة كاملا هاريس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، ففيها ملامح ومخاوف تجربة الرئيس الأسبق أوباما ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس، صنع ثورات الجحيم العربى، الذى هدم دول المنطقة وفكك جيوشها وشرد شعوبها، تحت شعارات كاذبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

كان فى خطابها الانتخابى «هاريس» بعض مفردات من خطابات أوباما السابقة وتآمره على دول المنطقة، ويتصور نفسه مبعوث العناية الديمقراطية، فتحول إلى واحد من أسوأ رؤساء أمريكا بالنسبة لدول المنطقة.

جاء إلينا أوباما فى بداية حكمه «2009» بعبارة «السلام عليكم» فى جامعة القاهرة، فتحول سلامه إلى حروب أهلية وصراعات بين الفصائل الدينية التى أيقظها، لتتولى مهمة «الفناء الذاتى» أو قتل الشعوب نفسها بنفسها.

والظروف التى تمر بها المنطقة لا تحتمل شيئاً من هذه المخططات، فيها ما يكفى فى ظل توسيع دوائر الصراع، وإصرار نتنياهو على إشعال جبهات قتالية مترامية الأطراف فى إيران وجنوب لبنان واليمن بجانب غزة والضفة الغربية.

السيدة كاملا بعكس ترامب لم تحدد موقفها من القضية الجوهرية لتجفيف الدماء ووقف أدوات القتل والتصفية الجسدية، وهى «وقف إطلاق النار» بعكس ترامب، الذى قال بوضوح إنه سيسعى إلى ذلك بمجرد إعلانه فائزاً فى الانتخابات.

والمنطقة لا تحتمل مزيداً من التخبط على غرار ما يفعله الرئيس الحالى جون بايدن، الذى يقول الشىء ويفعل عكسه، ويدعو - مثلاً - إلى وقف عمليات قتل المدنيين، ويفتح مخازن الأسلحة والذخيرة التى تقتل النساء والأطفال، ويعلن أنه يناهض الحرب ضد إيران، ويؤكد أنه لا يستطيع إجبار إسرائيل على الحرب ضد إيران.

والأهم من فوز ترامب هو أن تتبلور رؤية عربية وإسلامية بشأن مشروع سلام ينطلق من أرض الواقع، بعيداً عن الشعارات الحماسية التى فشلت على مدار الصراع فى إحلال السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.

وطرح الرؤية العربية الواقعية مهمة ملقاة على عاتق القمة العربية الإسلامية التى تنعقد بعد أيام فى الرياض، والاستفادة من دروس القمم السابقة فى طرح رؤية واقعية، ورسائل محددة الأهداف أمام الحاكم الجديد للبيت الأبيض.

ما هو شكل الشرق الأوسط الجديد، الذى يسعى نتنياهو إلى فرض السيطرة عليه، من خلال طرح أفكار حول تحالف أمنى يضم دول الثروة العربية وإسرائيل والولايات المتحدة، ويشكل تحالف عسكرى ضد إيران ؟

كيف يمكن وقف الحروب المشتعلة فى المنطقة، وتهدد أمنها واستقرارها وسلامة شعوبها ؟، ويجب ألا ننتظر من أمريكا وإسرائيل الإجابة على مثل هذا السؤال، فى ظل خلافات حول الرؤى والمقترحات، وعدم التوصل إلى «حد أدنى» للاتفاق.

والقضية المهمة هى مراجعة كثير من القضايا ذات المفاهيم المتغيرة، مثل بدائل المقاومة والعمل المسلح، الذى اتخذته إسرائيل ذريعة لتدمير غزة بالكامل واجتياح لبنان والاعتداءات المتكررة على اليمن وإيران وسوريا ؟

وأن نقول لحاكم أمريكا الجديد: هذه هى رؤانا للسلام والهدوء والاستقرار والعدالة الدولية الناقصة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف