احمد الشامى
أقول لكم «ترامب المنتصريعدالأمريكيين بالعصرالذهبي: لن أبدأ الحروب لكن سأنهيها»
«ترامب المنتصريعدالأمريكيين بالعصرالذهبي: لن أبدأ الحروب لكن سأنهيها»
كيف سحق الفيل الحمارفي الانتخابات الأمريكية؟، كانت كل الطرق ممهدة أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للوصول إلى سدة الحكم، بسبب إرث بايدن الدموي الذي أثقل كاهل كامالا هاريس، خصوصاً انتشارالصراعات والحروب في الشرق الأوسط والدعم غير المسبوق الذي منحته الإدارة الأمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما زاد من أمد الحرب دون أن تسعى هذه الإدارة لوقف شلال دماء الأبرياء في غزة ولبنان، ولذا لم يكن غريباً أن يصف الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة فوزه قبل إعلان النتائج رسمياً بـ «التاريخي»، مؤكداً فى خطاب الانتصار، تحقيقه فوزاً غير مسبوق فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، ومحققاً أقوى عودة سياسية على الإطلاق فى تاريخ البلاد، مضيفاً سنساعد بلادنا على التعافى الذى تحتاجه بشدة، وسنقوم بإصلاح بلادنا والحدود، مشدداً على أنه حقق أعظم انتصارسياسى فى البلاد، ومتعهداً بخفض الضرائب، ومنح أمريكا القوة والأمان والازدهار، وأضاف: «سأقاتل من أجلكم كل يوم بكل نفس في جسدي، أمريكا ستبدأ العصر الذهبي، لن نبدأ الحروب لكن سأنهيها»،علينا أن نصلح الحدود، ونسمح بقدوم المهاجرين لكن بطريقة قانونية، متابعاً فى خطاب الانتصار: المهمة لن تكون سهلة لكننا سنقوم بعمل عظيم، وسأنفذ الوعود التي قطعتها على نفسي، مثلما فعلت فى ولايتي الأولى، وصلت أول رسالة تهنئة لترامب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان يصلي من أجل فوزه وأطاح بوزير الدفاع في حكومته يوآف جالانت، بمجرد أن اشتم رائحة فوزترامب في الانتخابات، بزعم توحيد صفوفها تجاه ما يحدث في غزة ولبنان، نتنياهو الـ «مزقطط » عبرعن سعادته بفوز ترامب في منشورعبرحساباته على الشبكات الاجتماعية، قائلاً «عزيزي دونالد وميلانيا ترامب، تهانينا على أعظم عودة في التاريخ، إن عودتكما التاريخية إلى البيت الأبيض تعطي أمريكا بداية جديدة وتجدد التزاماً قوياً بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا، وأضاف نتنياهو، الذي كان أول من هنأ ترامب بالنتائج غير الرسمية للانتخابات الرئاسية، إنه انتصار كبير».
«الفيل شعارالحزب الجمهوري والحمارشعارالحزب الديمقراطي»، كما كان متوقعاً دفعت هاريس الديمقراطية ثمناً باهظاً لعدم استجابتها مع الرئيس بايدن لوقف الحرب في غزة، كما رفضت استقبال عدد من أعضاء الجالية المسلمة وفازترامب بالرئاسة بعد أن استجاب لمطالب المسلمين في أمريكا بعد استقباله لعدد من أعضاء الجالية ووعدهم بوقف الحرب في غزة ولبنان واليمن، وسيطر الديمقراطيون على الكونجرس بغرفتيه مجلسي النواب والشيوخ والقضاء، فيما وصف متابعون ما حدث بأنه مذبحة للديمقراطيين، الذين استهانوا بالمسلمين في أمريكا والشرق الأوسط ولم يسموا لمطالبهم بل تجاهلت هاريس التعامل معهم، بعد أن ظنت أن دعمها اللامحدود لإسرائيل جوازمرورها إلى البيت الأبيض، ونسيت أن الدنيا تغيرت وصارت الدول الإسلامية خصوصاً العربية منها قوة اقتصادية كبرى في العالم ولابد من التعامل معهم، وتالياً نالت العقاب الذي يليق بها وعادت إلى بيتها منكسة الرأس، جاء أول رد من حماس على فوز ترامب في الانتخابات على لسان القيادي في الحركة سامي أبو زهري، قائلاً إن فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بالمنصب يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات وأن خسارة الحزب الديمقراطي هو الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة، ودعا ترامب إلى «الاستفادة من أخطاء» الرئيس جو بايدن، كما أكد عضو المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة باسم نعيم أن على واشنطن وقف ما أسماه «الدعم الأعمى» لإسرائيل ووضع حد للحرب في القطاع بعدما أعلن الجمهوري دونالد ترامب فوزه بالبيت الأبيض، وقال نعيم إن انتخاب ترامب شأن خاص بالأميركيين، لكن يجب وقف هذا الدعم الأعمى لإسرائيل على حساب مستقبل شعبنا وأمن واستقرار المنطقة، ويقيني أن التاريخ لن يعيد نفسه وترامب الرئيس الأمريكي الـ 45 لن يكون هو نفسه الرئيس الـ47 فقد أدانت هيئة المحلفين في نيويورك الرئيس دونالد ترامب بكل التهم الـ34 الموجهة إليه في قضية دفع أموال بما يخالف القانون، لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية، ليصبح أول رئيس أمريكي يدان جنائياً قبل خوض الانتخابات، التساؤل الأهم الآن بعد الإدانة والفوز في الانتخابات هل يمكن بالفعل سجن الرئيس ترامب أثناء توليه السلطة؟ أرى أن هذه الاتهامات ستكون بمثابة سيف مسلط على رقبته من جانب الدولة العميقة في أمريكا في حال خروجه عن النص وعدم تنفيذ ما ترى أنه في صالحها، بعد أن نجح رجال الأعمال الذين يعتبرون جزءاً من هذه الدولة وفي مقدمتهم إيلون ماسك أغنى رجل في أمريكا في الدفع بترامب إلى البيت الأبيض، وهم من عول عليهم ترامب كثيراً بدعمه لتحقيق حلمه في إعادة انتخابه رئيساً لأمريكا ولذا فهو مدان لهم بالكثير وسبق أن وعد ماسك بمنصب في إدارته الجديدة.
نعود لنسأل لماذا لم يهتم ترامب كثيراً بدعم اليهود أواَلاتهم الإعلامية الضخمة في أمريكا؟ والجواب أنه يعلم مثل غيره أنهم تجاوزوا المدى في فلسطين ولبنان وقتلوا الأبرياء بدون ذنب وأن الملسمين في أمريكا بات لهم صوتاً مسموعاً في هذه الانتخابات رقم قلة أعداهم في المجمع الانتخابي، فضلاً عن أن الموطن الأمريكي البسيط خصوصاً من الشباب بات يكره الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل ولوإنسانياً لأن الحرب على غزة قتلت ما يزيد على 41 ألف طفل وإمرأة وصارالقطاع سجناً كبيراً لسكانه وانقطعت عنهم المساعدات الإنسانية من طعام وشراب وخدمات، إنها أمريكا التي حان الوقت لتتحررمن الاحساس بأن إسرائيل جزءاً منها وإنها لو لم تكن موجودة لخلقتها أمريكا كما كان يردد الرئيس جوبايدن الذي أشعل الحرب ولم يطفئها ما تسبب في حرمانه من خوض الانتخابات وعودة نائبته المرشحة الديمقراطية الرئاسية كامالا هاريس إلى البيت بخفى حنين بعد هزيمة ساحقة وصفها محللون بمذبحة الديمقراطيين بسبب كمين نتنياهو الذي رفض وقف الحرب دعماً للمرشح ترامب، حان الوقت لتعلم الإدارة الأمريكية أن لديها أصدقاء كثرفي الشرق الأوسط وقواعدها العسكرية منتشرة في عدد من هذه الدول وأن إدعاءات إسرائيل بأنها تحمى الأمن القومي الأمريكي غيرصحيحة، لأن هذه الحماية لا تكون بقتل الأطفال والنساء بل بالعلاقات الطيبة التي تربط أمريكا بالشرق الأوسط خصوصاً الدول العربية التي تسعى لتحقيق السلام الدائم بين إسرائيل وفلسطين من خلال تنفيذ حل الدولتين ما سيؤدي إلى إنهاء الإرهاب بكافة أشكاله.
السؤال الأهم حالياً.. ماذا بعد فوز ترامب؟ هل يعود السلام إلى الشرق الأوسط؟ بداية لابد أن نعلم أن ترامب قال في وعوده الانتخابية أنه سيسعى لإقرارالسلام في المنطقة لكنه لم يتحدث أبداً عن طرح حل الدولتين، ولا ننسى أنه أصدر قراراً بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال ولايته الأولى، ما يدل على أنه غيرمقتنع بهذا الحل وسعى لطرح مبادرة صفقة القرن لكنها لم تلقى قبولاً من الفلسطينيين ودول عربية ولذا من الصعب إعادتها للنورمرة أخرى في ظل الحروب الدائرة الاًن في الشرق الأوسط، ولذا فأن غاية ما تسعى إليه الدول العربية وحماس ولبنان حالياً هو وقف الحرب لأن الوصول إلى حل نهائي قد يستغرق وقتاً طويلاً وقد تنتهي ولاية ترامب الثانية والأخيرة دون الوصول لهذا الحل، وأتوقع أن يرفض نتنياهو كل الحلول التي ستطرح حل الدولتين، كما أنه لن يوافق على وقف النار بسهولة لمجرد استعادة الرهائن الإسرائليين الذين لا يمثلون له أي أهمية بل أنه كان ينتظر فوز ترامب ليطلب منه هدايا قيمة ومكافاَت عظيمة على الانتصارات الوهمية التي حققها ويزعم أنها لحماية أمن أمريكا.
من الممكن أن يعيد نتنياهو طلب تهجير الفلسطينيين خارج غزة والضفة، وفي حال عدم تحقيق ذلك، سيطلب من ترامب الضغط على دول عربية للتطبيع الكامل مع إسرائيل وإقامة مشروعات اقتصادية كبيرة معها مقابل وقف الحرب فقط، وعلى الدول العربية أن ترفض التطبيع الكامل من دون إقامة دولة فلسطينية، لأنه في حال التطبيع دون ذلك ستنتهي القضية الفلسطينية إلى الأبد وسيبقى العنف والإرهاب في المنطقة ما يعيق التنمية في كل هذه الدول ويهدد استقرارها ومستقبلها ولذا على الدول العربية كلها رفض الانصياع لطلبات ترامب ولا تعول عليه كثيراً فهو رجل أعمال سيبحث عن مصالح دولته وإسرائيل، ولذا على الدول العربية أيضاً أن تحقق مصالحها أولاً وليس مصلحة إسرائيل أو أمريكا فالإثنتين في حاجة إلى الدول العربية أكثرمن حاجة العرب إليهما، وعلينا أن لا ننسى أن هناك ضلع ثالث بات طرفاً مهماً في المعادلة بالمنطقة وهو إيران التي ستسعى للحصول على مكاسب هى الأخرى على حساب الدول العربية بعد أن تبين أنه قادرة على إشعال فتيل الحرب واستنزاف مواردها من خلال محور المقاومة، إذ سبق لترامب إلغاء الاتفاق النووي مع إيران التي باتت على بعد خطوات من إمتلاك قنبلة نووية إذا لم تكن قد صنعتها بالفعل وهي قوة الردع الأخطر في العالم.
لكن لماذا فاز ترامب وخسرت هاريس؟ تعلم ترامب من أخطائه في انتخابات 2020، إذ حرص على الحديث مع الناخبين بلغتهم البسيطة ووضع حلول للأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي خلفها بايدن ووعد الأمريكيين بفرص عمل كثيرة وخفض الضرائب وتخفيض الأسعار وتحسن في كافة الأمور الحياتية التي يهتم بها الناخب في كل دول العالم، خصوصاً في أمريكا التي يعيش أهلها في رفاهية، كما لم يلجأ إلى دعم اليهود بشكل مباشر للمشاركة في حملته باستثناء حديثه عن إلتزامه بحماية إسرائيل، بدليل أنه لم يستعين في حملته بجاريد كوري كوشنر، رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي اليهودي المالك الرئيس لشركة «كوشنر بروبرتي» وصحيفة نيويورك أوبزيرفر، التي اشتراها في العام 2005 نجل قطب العقارات الأمريكي تشارلز كوشنر، وهو زوج إيفانكا ترامب، ابنة دونالد ترامب وهومهندس صفقة القرن خلال ولاية ترامب الأولى، في إشارة إلى رغبة ترامب في عدم تصنيفه بداعم إسرائيل على حساب العرب الذين تربطهم به علاقات من ولايته الأولى، في المقابل حصل الرئيس ترامب على تأييد الإمام بلال الزهيري وغيره من القادة البارزين في المجتمع المسلم في ميشيغان، وهو التحالف الأكثر توسعاً وتنوعا في التاريخ السياسي الأمريكي.
أما أسباب خسارة كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، فيأتي في مقدمتها أنها سارت على خطى الرئيس جو بايدن ما تسبب في هزيمتها، فضلاً عن إصرارها على عرض خطابات ترامب التي اتسم بعضها بالعنصرية والعنف في تجمعاتها الانتخابية، وكان هذا محاولة من جانبها لتذكير الناخبين بمخاطر انتخابه، لكن يبدو أن هذا لم يساعد هاريس، كما سعت لحشد النساء وجلست مع صناع المحتوى على تيك توك وإنستجرام، إلا أن الزخم الذى أصرمستشاروها أن تحققه قد فشل فى الصمود، فلم تستطيع أبداً أن تدفن شبح بايدن، ما أضر بشدة بقدرتها على إقناع الناخبين بأن ترشحها كان لقلب صفحة بايدن السوداء الملطخة بدماء الأبرياء، والأسوأ أنها ترددت فى رسم أى خط فاصل بينها وبين بايدن فى نقطة ضعفه الأكبرالمتعلقة بإدارته للاقتصاد، ولم تحدد أى طريقة يمكن أن تكون رئاستها مختلفة عن فترة بايدن سوى أنها قالت إنها ستعين جمهورياً فى حكومتها، كما لم تفلح محاولاتها لتحريك أرقام المؤيديين لها فى الولايات المتأرجحة لصالحها وأن تقلص الفارق مع ترامب بسبب عدم حصولها على أصوات النساء والناخبين من أصول أفريقية والشباب الذين حاولت استمالتهم بشتى السبل لكن دون جدوى.
ونصل إلى السؤال المحوري ، كيف سيبدأ ترامب ولايته الثانية والأخيرة؟ أرى أن ترامب سينكفئ داخلياً لإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، وأن اهتمامه بالملفات الخارجية سيأتي في التريب الثاني في ظل عدم اهتمام المواطن الأمريكي بهذه القضايا طالما أن بلاده ليست طرفاً مباشراً فيها، ويأتي ذلك في الوقت الذي دخلت الانتخابات الأمريكية قبل عقدها بساعات إلى مرحلة تكسيرالعظام بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كاملا هاريس من إنطلاقها ما أظهرسخرية كل منهما من الاًخر،إذ إتخذ ترامب شعاراً جديداً لحملته وهو«يصلح الأمور»، في إشارة إلى أن منافسته هاريس تفسد الأمور وهو يصلحها، ما يعني أنه حريص على النصر مهما كان الثمن، وفي لقطة مفاجئة وغيرمعتادة في الانتخابات الأمريكة، الهدف منها السخرية من تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي وصف فيها أنصارالمرشح الجمهوري بـ «القمامة»، ظهر ترامب مستقلاً شاحنة لجمع القمامة، تحمل اسمه وشعارحملته، وذلك لدى وصوله إلى مطار ويسكونسن لحضورتجمع انتخابي، وتحدث ترامب، الذي ارتدى أيضاً سترة برتقالية يرتديها عمال جمع القمامة، إلى الصحافيين من نافذة الشاحنة، سائلاً إياهم «هل تعجبكم شاحنة القمامة الخاصة بي؟ هذه الشاحنة تكريماً «لكامالا هاريس وجو بايدن».
رد ترامب على اتهامه من قبل حملة هاريس«إنه هتلر ونازي»، قائلاً «أنا لست نازياً وكامالا فاشية»، وأردف: «أنا عكس الشخص النازي»، وتابع الرئيس السابق: «كما تعلمون، منذ سنوات مضت ، كان لدي أب عظيم، كان يقول لي دائماً: «لا تستخدم كلمة النازية أبداً، لا تستخدم كلمة هتلرأبداً»، مضيفاً كامالا وحملتها يتهمان أي شخص لا يصوت لها بأنه نازي، فيما أكدت المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، في خطابها الأخيرقبل الانتخاب، على أنه فى حال توليها الرئاسة ستركزعلى خدمة الأمريكيين، وستكون رئيسة للجميع فى حين أن منافسها الجمهورى، ترامب سيركز على الانتقام، بعد أن قضى عقداً فى محاولة إبقاء الشعب الأمريكى منقسماً يخشى بعضه البعض، مضيفة: أنا هنا لأقول أننا لسنا كذلك، وسعت إلى ربط هذه المخاوف بالأمورالتي تقلق الأمريكيين فى حياتهم اليومية، سواء الاقتصاد أوالرعاية الصحية أوالهجرة، متعهدة بان تستمع إلى الخبراء، ولهؤلاء الذين سيتأثرون بالقرارات التي ستتخذها، وبالأشخاص الذين لا يتفقون معها عكس ترامب.
وأقول لكم، إن نذدرالمعارك المشتعلة في الشرق الأوسط خصوصاً في غزة ولبنان لازالت تهدد العالم بحرب عالمية ثالثة إذا لم تتدخل الدول الكبرى لوضع نهاية لهذا الدمارالذي لم تشهده المنطقة من قبل، ولذا دعت السعودية، لعقد «قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة» يوم 11 نوفمبر الجاري، لبحث استمرارالعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، والتطورات الراهنة في المنطقة، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي جهود الوساطة المصرية الأمريكية القطرية لإنهاء القتال وإنقاذ غزة من مصير مظلم ولبنان من الانهيار، إذ جاءت دعوة المملكة امتداداً للقمة التي استضافتها الرياض، في 11 نوفمبر 2023، وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستكمالاً للجهود المبذولة من الأميرمحمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالتنسيق مع قادة الدول العربية والإسلامية، لأن تقوم الدول العربية والإسلامية بدورها في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول والرئيس لإسرائيل في حرب الإبادة للشعب الفلسطيني الشقيق، وشددت السعودية على متابعتها لتطورات المنطقة، ومواصلة العدوان الإسرائيلي الآثم على الأراضي الفلسطينية، واتساعه ليشمل لبنان، مجددّة إدانتها واستنكارها لاستمرارالجرائم والانتهاكات تجاه الشعبين الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة من خلال التدمير المتعمد والمنهجي واللبناني الذي فقدأمنه واستقراره نتيجة العدوان، وجاءت الدعوة لعقد القمة بالتزامن مع إطلاق السعودية أعمال مؤتمر دولي في الرياض حول إقامة الدولة الفلسطينية، ويعتبرالاجتماع الأول للتحالف العالمي لتنفيذ «حل الدولتين»، الذي أطلقته المملكة بهدف ممارسة الضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية، وشارك دبلوماسيون ومبعوثون من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية لتقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين على طريق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط، بهدف تعزيز حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com