د. نبيل السجينى
نحو الحرية مستقبل الدولار فى ظل توسع البريكس
مستقبل الدولار فى ظل توسع البريكس
يعد استخدام العملات الوطنية فى التجارة بين الدول خطوة استراتيجية لتحقيق مرونة اقتصادية أكبر وتقليل الاعتماد على الدولار، وهو ما تسعى مجموعة البريكس إلى تحقيقه لتسوية التجارة بين أعضائها، وهو ما يمكن مصر من شراء السلع التى تحتاجها بالجنيه المصري. إن تطبيق نظام تسوية التجارة بالعملات الوطنية فى مصر يقلل من اعتمادها على الدولار ويعزز استقرار اقتصادها، وهذا يتطلب إبرام اتفاقيات تجارية وبناء منظومة لدعم الشركات الوطنية لتسهيل هذا التحول، والخطوة الأولى هى توقيع اتفاقيات ثنائية مع الدول التى تعتمد عليها مصر فى استيراد السلع، خاصة الصين وروسيا وتركيا والهند. وتتضمن هذه الاتفاقيات استخدام الجنيه المصرى وعملات الدول الشريكة (مثل اليوان أو الروبل الروسى أو الروبية) فى تسوية المعاملات التجارية، وسعر صرف ثابت بين الجنيه المصرى وعملات الدول الأخرى، بسعر السوق، للحد من تقلبات العملة التى قد تؤثر على الشركات والمستوردين، مما يسهم فى استقرار الأسعار المحلية. ويتطلب هذا من البنوك فى الهند فتح حسابات بالجنيه المصرى، ومن البنوك فى مصر فتح حسابات بالروبية الهندية. وهذا من شأنه أن يسهل التحويلات والمعاملات التجارية، ويقلل الحاجة إلى الدولار. ويمكن تسوية الفائض أو العجز فى المعاملات التجارية، فإذا كان العجز لمصلحة مصر، يمكن تعويض الفارق باستيراد القمح من روسيا أو التكنولوجيا من الصين، وإذا كان العجز لمصلحتها، يمكن تحويل العجز إلى استثمارات مباشرة لشركات صينية أو روسية لسد الفجوة، لكن هذا يتطلب زيادة الصادرات المصرية لتحقيق التوازن فى الميزان التجارى.