الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «إسرائيل تُجهزخطة الضم.. هل تتجدد صفقة القرن؟»
«إسرائيل تُجهزخطة الضم.. هل تتجدد صفقة القرن؟»

بدأت ملامح إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب تتكشف وتعكس توجهات أفكاره السياسية والاقتصادية داخلياً وخارجياً خلال السنوات الأربع المقبلة، إذ أظهرإعلان ترامب عن أسماء بعض المسؤولين الذين ستوكل لهم المناصب القيادية في إدارته التي ستتسلم مقاليد الحكم بدءاً من 20 ينايرالمقبل، وهو تاريخ الانتقال الرسمي للسلطة من الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن إلى ترامب، كيف سيفكر الرئيس الجمهوري خلال ولايته الثانية والأخيرة، ومن بين هذه الشخصيات توم هومان الذي سيتولى مهام وزارة الهجرة والحدود، فضلاً عن ماركو روبيو المرشح وزيراً للخارجية والذي كان على لائحة ترشيحات ترامب لمنصب نائب الرئيس، وهوسياسي مولود في فلوريدا من أصل لاتيني، ويعتبرالخيارالأكثرتشدداً على رأس قائمة المختارين لتولي حقيبة الخارجية، إذ دعا خلال السنوات الماضية إلى سياسة خارجية قوية مع من وصفهم بأعداء الولايات المتحدة ومنهم الصين وكوبا كما أنه يدعو إلى تشديد العقوبات على إيران، فضلاً عن ترشيح بيت هيغسيث، الضابط السابق في الحرس الوطني الأميركي ومقدم البرامج في شبكة «فوكس نيوز»، لتولي منصب وزيرالدفاع، كما أعلن ترامب عن تسمية مايك والتز، النائب عن فلوريدا والعنصرالسابق في القوات الخاصة، وهو من المتشددين في ملفات السياسة الخارجية، مستشاراً للأمن القومي في الإدارة المقبلة، ورجل الأعمال إيلون ماسك رئيس شركتي تسلا وسبيس إكس، في وزارة «الكفاءة الحكومية»، إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، ووصف عدد من المراقبين الشخصيات التي اعتمدها ترامب حتى الآن لتولي المهمات الرئيسة في إدارته المقبلة بـ «الصقور»، إذ يتشارك معظمهم في المواقف الصلبة تجاه الصين والعلاقة مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية، والتعصب في دعم إسرائيل، ويهدف رجال الأعمال الثلاثة الأثرياء ترمب وماسك وراماسوامي، إلى إجراء خفض بقيمة 2 تريليون دولار في ميزانية الحكومة الفدرالية البالغة ما بين 6,5 إلى 7 تريليون دولار، فضلاً عن تفكيك البيروقراطية الفدرالية، لتحسين حياة جميع الأمريكيين، فيما رأى محللون أن ترامب يهدف من وراء إنشاء وزارة الكفاءة إلى القضاء على الدولة العميقة في كافة الوزارات خصوصاً في البنتاغون من خلال التخلص من العسكريين والموظفين المدنيين الذين وصفهم بأنهم «غير مخلصين»، وفي أول تصريح له قال ماركو روبيو المرشح لمنصب وزير الخارجية، «المسؤولية هائلة، سنحقق السلام تحت قيادة الرئيس ترامب بالقوة»، ما يعني أن الإدارة الجديدة عازمة على وضع خطط للتعامل مع القضايا الخارجية ومن بينها الحرب في الشرق الأوسط لإنهائها بالضغط على جميع الأطراف.
السؤال الذي يطرح نفسه حالياً كيف يفكرترامب في مستقبل الشرق الأوسط بعد الشخصيات التي أعلن عنها لإدراته الجديدة والتي تعطى مؤشراً عن توجهاته خلال السنوات الأربع المقبلة؟ أرى أن الرئيس ترامب القديم الجديد سيبدأ من حيث انتهى في ولايته الأولى، وأنه سيعلن لاحقاً عن صفقة القرن التي رفضت أطراف عدة تنفيذها دون طرحها رسمياً خلال ولايته الأولى، بعد أن تنتهي إسرائيل من قضم مساحات الأرض التي تخطط لضمها خلال الأسابيع المقبلة في غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية، ما يعني تجددها بأسلوب مختلف بعد التغييرات التي حدثت واقعياً خلال ما يزيد على عام من الحرب غيرالمتكافئة في غزة ولبنان، والتي إحتلت خلالها إسرائيل مساحات واسعة من الأرض في الضفة وغزة ولبنان، ولذا فأن ترامب قد يدعوإلى إنهاء الحروب مقابل هذه الصفقة بعد أن باتت أمراً واقعاً ودمج إسرائيل في الشرق الأوسط من خلال تطبيع دول عربية معها، إذ إلتقي ترامب أخيراً بوزيرالشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، رجل نتنياهوالموثوق رون ديرمر، في مقرإقامته في فلوريدا، وبحث معه ما يجب على إسرائيل فعله في لبنان وغزة قبل التنصيب في 20 يناير المقبل، وما سيتم تأجيله إلى ما بعد هذا التاريخ، ما يؤكد أن نتنياهو الذي راهن على دعم الرئيس الجمهوري وسعى إلى فوزه في الانتخابات ووصوله إلى البيت الأبيض ورفض كافة الصفقات مع حماس من أجل تحقيق ذلك الهدف لن يتوقف عن مطالبة ترامب بتحقيق طموحات إسرائيل التوسعية بالشرق الأوسط.
إن ما حدث خلال عام كامل من القتال في غزة ولبنان واليمن وإيران يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن سيناريو الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر2023 وضع مسبقاً في أمريكا، وأن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرد إداة لتنفيذ ما وصلنا إليه الاَن من تدمير لغزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وعندما فشلت خطة تهجيرالفلسطينيين في عهد بايدن تم إبعاده من المشهد الانتخابي وإستدعاء ترامب لاستكمال مخطط التهجيروضم أراض جديدة لإسرائيل، فهل ستتجدد صفقة القرن بعد التغييرات التي حدثت على الأرض؟، ظني أن ترامب قد يتبنى بداية الرؤية الإسرائيلية في إنهاء الحرب في غزة ولبنان، من خلال مواصلة الضغط العسكري الإسرائيلي وتدمير البنى التحتية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتنفيذ عمليات الاغتيال، ودعم إسرائيل مالياً وتزويدها بالأسلحة لتنفيذ خططها العسكرية وتالياً فرض شروط صعبة مقابل وقف النار، إذ أفادت تقاريربأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهوأكد خلال محادثات مغلقة خلال الأيام الماضية ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية لجدول أعمال حكومته عند تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 ينايرالمقبل، مؤكدة أن خطة الضم التي تشمل الضفة الغربية وغزة وأراض من لبنان وسورية لإسرائيل جاهزة بالفعل، وعملت إسرائيل على تنفيذها منذ عام 2020 خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب كجزء مما تسمى بصفقة القرن، التي سيتم طرحها لاحقاً إذ قال الوزير الإسرائيلي المسؤول عن المستوطنات بالضفة الغربية، في وزارة الدفاع الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، إنه أصدر تعليماته إلى وزارته لبدء الاستعدادات، لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المستوطنات في الضفة الغربية، وتتضمن خرائط مفصلة وأوامر توسيع المستوطنات وصياغة لقرار حكومي، ولذا يبدي قادة اليمين الإسرائيلي تفاؤلاً بأن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستفسح الطريق أمام ضم الضفة الغربية،وتستهدف الخطة الإسرائيلية فرض السيادة على مناطق واسعة في الضفة وليست كلها إذ يوجد في الضفة نحو 144 مستوطنة رسمية، وأكثر من 100 بؤرة استيطانية، ويعيش فيها نحو 600 ألف مستوطن، فيما نددت دول عربية وأجنبية والسلطة الفلسطينية بالمخطط الإسرائيلي بوصفه يكرس الاحتلال ويُفشل حل الدولتين، كما رفضه الاتحاد الأوروبي على لسان منسق شؤون الخارجية، جوزيب بوريل، الذي قال إن ضم الضفة يقوّض أسس الشرعية الدولية، لكن من يستمع إلى هذه التصريحات؟.
يبدوأن نتنياهو الذي كان يصلي من أجل فوز ترامب بالانتخابات ليحقق له أحلامه التوسعية، لايزال يصلي من أجل قبول ترامب بخطة الضم للأراضي التي أعدها، وهو الاَن أكثر سعادة الاَن بالتعيينات الجديدة في فريق ترمب، إذ صار يعلن بـ «المفتشر»، ضم الضفة وأجزاء واسعة من غزة وأراض من لبنان وسورية ودول عربية أخرى بعد أن فاز ترامب في الانتخابات وقد يعلن أنه انتصروينهي الحرب في حال طلب منه ترامب ذلك، لبدء تحقيق الطموحات التوسعية وليس تبادل الرهائن الذين لا يمثلون له أي أهمية، خصوصاً أنه سيواجه ترامب الأكثرصرامة من بايدن و بالنسبة للفلسطينيين، لن يحدث ترامب فرقًاً كبيراً لأن الرئيسين بايدن و ترامب يدعمان إسرائيل وإن اختلفت الطريقة، ولذا من المتوقع أن يطلب ترامب من رئيس الوزراء الإسرائيلي الإعلان عن النصر ثم التوصل إلى اتفاق من خلال وسطاء، خصوصاً أن تل أبيب تهدد حزب الله بتوسيع العملية البرية، ما لم يذعن إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يلبي الشروط الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالبند الذي يتيح الحق لإسرائيل بالعمل داخل لبنان إذا دعت الحاجة، وفق المسودة الأخيرة، كما أن تجدد صفقة القرن التي لا تنكرالدولة الفلسطينية، لكن تقزمها إلى ما دون طموحات اتفاق أوسلو وتحصرها في كانتونات متباعدة، لتكون دولة منزوعة السلاح، فيما تضم إسرائيل المستوطنات الكبيرة التي استولت عليها خلال السنوات الماضية، في مقابل إنعاش الاقتصاد للفلسطينيين المطالبين وفق الصفقة التخلي عن أراضيهم وحلم إقامة وطن في دولة مستقلة ذات سيادة.
يجب أن لا ننسى أن ترامب أكد خلال حملته الانتخابية إنه قادرعلى إنهاء الحرب في الشرق الأوسط، لذا لابد من العودة إلى قراءة سياسته الخارجية حيال منطقة الشرق الأوسط، خلال فترة حكمه الأولى ما بين عامي 2016 و2020، إذ روجت إدارته خلال هذه الفترة لصفقة القرن لكن لم يتم طرحها رسمياً بعد رفضها من قبل الفلسطينيين ودول عربية، لكنه سيسعى لفرض رؤيته على الجميع خلال فترة رئاسته الثانية، إذ أكد كُتاب وخبراء درسوا شخصيته النفسية خلال فترة رئاستة الأولى وأصدروا مؤلفات عدة عنها أخيراً، من بينهم السيناتورالأميركي تيد كروز، الذي وصف الرئيسَ المنتخب دونالد ترامب بأنه «نرجسي على مستوى لا أعتقد أن هذا البلد قد رآه على الإطلاق من قبل»، فيما وصفه البروفيسور دان ماك آدمز، الذي يُدرس في جامعة ويسترن الشمالية بشيكاغو، وصدر له عن طريق جامعة أكسفورد كتاب بعنوان «حالة دونالد ترامب الغريبة.. دراسة نفسية»، بأن ترامب يعتبر نفسه المنقذ لأميركا، ويتسم بالاندفاع إلى حد التَّهورفي العلاقات الخارجية، ويبني توجهاته بناءً على قراءات ناقصة وتستند إلى معلومات وانطباعات خاطئة، لكنه مضطر لدعم إسرائيل رغم كراهيته الشخصية لنتنياهو، إذ يستخدم أوراق القوة التي لديه للحصول على مكاسب من الاًخرين دون مقابل، والضغط على الخصوم والأصدقاء لتحقيق أهدافه، فهو لن يتوقف عن دعم إسرائيل ومشاريعها في المنطقة، دون أن يعبأ بحقوق الإنسان، وتقريرمصيرالفلسطينيين، وحلّ الدولتين، ولا ينتظرموافقة أحد على خططه طالما لن يترشح مجدداً في الانتخابات الأمريكية ويعتقد أنّ ما يفعله هو الصحيح وهوما دفعه خلال ولايته الأولى إلى إتّخاذ قرار بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل للجولان، ولذا سيسعى لمحاولة فرض خطة صفقة القرن بزعم إنهاء الصراع في الشرق الأوسط بعد أن يتعامل مع الجميع بسياسة حافة الهاوية مع الاَخرين ويسعى لفرض إرادته وتوسيع نفوذه عليهم لتحقيق أهدافه.
وأرى أن الحل الوحيد أمام الدول العربية لإنقاذ مستقبلها من السيطرة الإسرائيلية على المنطقة هوالتلاحم والتضامن بينها جميعاً لأن يد واحدة لا تصفق ولن تتمكن دولة واحدة من صد هذا المخطط الاستعماري الذي يستهدف المقدرات العربية أرضاً وثروات وتسليم قيادة المنطقة لإسرائيل من أجل أن يخضع الجميع لأطماعها، ويتحقق ذلك من خلال عدم الاستجابة للضغوط الأميركية، ورفض خطة الضم للضفة وغزة والجولان وجنوب لبنان وتهجيرالفلسطينيين، وهذا قد يجعل ترامب رجل الأعمال أمام خيارين إما الدخول في حرب إقليمية، والسقوط في حالة استنزاف عسكري واقتصادي أميركي وهو بالطبع لن يقبل بحرب قد تقود بلاده إلى الخسارة، وإما الضغط على إسرائيل للقبول بحلول أكثرواقعية، والتراجع عن الأهداف صعبة التحقيق، والموافقة على عدد من شروط المقاومة ما سيؤدي لإفشال رؤية إسرائيل وخطة الضم التي أعدتها لإدارة الملف الفلسطيني، وهو ما يمنع دخول المنطقة في عباءة الهيمنة الإسرائليلية وفق خرائط نتنياهو إذ لم تتوقف طموحاتها التوسعية على ضم أراض من فلسطين ولبنان وسورية بل ستتوسع مع مرور الوقت لتشمل دول أخرى في المنطقة ولن تتوقف هذه السياسة طالما لا تجد من يصدها في ظل وجود خلافات بين غالبية الدول العربية.
تنفس الأمريكيون والعالم الصُعداء بعد أن فازالمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، وأصبح الرئيس الـ 47 واصفاً فوزه بـ «التاريخي»، بعدأن تسببت سياسة الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في انتشارالحروب والتوترات في العالم خصوصاً في الشرق الأوسط وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، نتيجة الدعم غير المسبوق لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وتستعد الإدارة الجديدة برئاسة ترامب لتسلم مهامها من الإدارة الحالية خلال أسابيع في فترة انتقالية يطلق عليها «البطة العرجاء»، إذ تتولى الإدارة الجديدة مهامها في 20 يناير المقبل، ولذا تعتبرهذه الفترة انتقالية للسلطة من الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن إلى القيادة الجديدة لترامب، إذ يحدد الدستورالأمريكي فترة قدرها أربعة أشهركحد أقصى لتسليم وتسلم السلطة، ولذا يعتبرانتقال السلطة خلال 11 أسبوعاً فترة قليلة نسبياً بالمقارنة بالحد الأقصى الذي حدده الدستور، ونأتي إلى السؤال الذي يفرض نفسه حالياً هذه الفترة ماذا يريد العرب من ترامب بعد انتهاء مرحلة البطة العرجاء وتسلم السلطة رسمياً؟.
من المعروف أن هذه الولاية هي الثانية والأخيرة لترامب وستستغرق أربع سنوات، ولذا من المتوقع أن يتحرر من الضغوط الكثيرة التي تعرض لها خلال ولايته الأولى ومسك العصا من المنتصف لإرضاء جميع الأطراف، ويقيني أن أول طلبات القادة العرب من ترامب هو وقف الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان، فهل سيستجيب ترامب لنداء وقف الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط الذي بات مطلباً عالمياً إنسانياً، أم سيواصل نتنياهو الحرب بزعم تحقيق النصر الكامل؟، يقيني أن ولاية ترامب الثانية ستحدث إختراقاً وتغييراً كبيراً في السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية وستنعكس دون شك على الشرق الأوسط، بعد أن ضمن سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي الشيوخ والنواب، إذ من الممكن أن تسهم هذه القرارات الصعبة المنتظرة، في وقف الحروب بالشرق الأوسط وأوكرانيا وإنهاء الصراعات في مناطق توتر كثيرة في العالم، رغم محاولات بنيامين نتنياهو كسب رضا ترامب لسياسته التي تخطط لاستمرارالحرب والقضاء على محورالمقاومة بزعم حماية الأمن القومي الأمريكي، إذ كان من أوائل زعماء العالم الذين هنؤوا ترامب بعد فوزه، واصفاً عودته، بـ أعظم عودة في تاريخ البشرية.
أما نتنياهو فينتظرأن يحصل على الضوءالأخضرمن إدارة ترامب لاستمرارالحروب الإسرائيلية في غزة ولبنان واليمن وإيران بعد أن تخلص من ضغوط بايدن الإعلامية التي لم تكن ذات تأثير لمطالبته بوقف إطلاق النار، على إعتبار أن ترامب لن يعبأ بمقتل ما يزيد على 43 ألفاً من النساء والأطفال والشيوخ وهو ما كان يظهره خلال ولايته الأولى، إنطلاقاً من أن صهره، جاريد كوشنر، وضع خطة سلام أطلق عليها صفقة القرن وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية ودول عربية لإنحيازها لصالح إسرائيل لكنه تعهد أثناء حملته الانتخابية أثناء لقاءات له مع الجالية الإسلامية في أمريكا إضافة إلى خطاب النصرالذي ألقاه بعد إعلان فوزه بوقف الحروب قائلاً «لن أبدأ الحروب بل سأنهيها » وهو ما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنه قد يطلب من نتنياهو إيقاف الحرب قبل تسلمه السلطة رسمياً يوم 20 ينايرالمقبل، لكن ظني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يقبل بسهولة لهذا الطرح وسيطلب المقابل من ترامب بالضغط على دول عربية للتطبيع الكامل مع إسرائيل وإقامة مشروعات اقتصادية معها فضلاً عن تنفيذ خطة الضم وصفقة القرن وهو ما يهدد بضياع القضية الفلسطينية في حال تنفيذها، ولذا يجب على القادة العرب الضغط على ترامب في المقابل للقبول بحل الدولتين، خصوصاً أنه وعد بإحلال السلام في لبنان أيضاً، ما يمهد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وبدء مرحلة من السلام الشامل في المنطقة والتوقف عن الدعم المطلق لإسرائيل لمجرد كسب ود اليهود خصوصاً أنه لن يترشح مجدداً.
وأقول لكم، إن تقاريرأمريكية تؤكد أن الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 40 مليار دولار خلال عام واحد فقط، فيما أدت العمليات العسكرية عن مقتل أربعة جنود أمريكيين على الأقل، إضافة لإحتجازأربعة رهائن أمريكيين مع حماس، والسؤال الاّن هل سيوافق ترامب على استمرار الحرب في غزة والضفة واجتياح إسرائيلي لجنوب لبنان إرضاء لنتنياهو بزعم القضاء على محور الشر، أم إنه سيطلب من نتنياهو وقف الحرب فوراً على الجبهتين وبدء مفاوضات تقود لهدوء ولو مؤقتاً ويظل الوضع على ما هو عليه طوال السنوات الأربع المقبلة حتى رحيله، أرى أن ترامب بصفته رجل أعمال قد يضغط على إسرائيل لوقف النارخوفاً على المصالح الأمريكية والشخصية في الشرق الأوسط خصوصاً مع الدول العربية التي يجني من ورائها الكثير، إذ إن استمرار الحرب قد يؤدى إلى الاضرار بهذه المصالح وهذا ما لا يقبله ترامب في ظل معاناة الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات الأربع الماضية خصوصاً أنه وعد الأمريكيين بإزدهار اقتصادي نتيجة توفير ملايين الوظائف وخفض أسعارالسلع والخدمات والضرائب، فماذا سيفعل ترامب في كل هذه الملفات الشائكة دعونا ننتظر لنرى.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف