د. نبيل السجينى
نحو الحرية أجندة آبى أحمد فى البحر الأحمر
أجندة آبى أحمد فى البحر الأحمر
اتسمت العلاقات الإثيوبية الإريترية بالتذبذب بين التعاون والصراع، فبعد الحرب العالمية الثانية حصلت إريتريا على الحكم الذاتى فى عام 1962، الذى ألغته إثيوبيا وحولت إريتريا إلى إقليم إثيوبى، فاندلعت حركات المقاومة الإريترية التى تعاونت مع المعارضة الإثيوبية (جبهة تحرير تيجراي) ومع سقوط نظام الرئيس الإثيوبى منجستو، استولت جبهة تحرير تيجراى وجبهة تحرير إريتريا على السلطة فى إثيوبيا وإريتريا. فى عام 1993، صوت الإريتريون بأغلبية ساحقة فى استفتاء لمصلحة الاستقلال، وأُقيمت علاقات دبلوماسية مع إثيوبيا. بدت العلاقات إيجابية فى البداية حتى اندلع صراع مسلح بينهما فى عام 1998 بسبب نزاع حدودى.
وبعد تولى آبى أحمد رئاسة الحكومة فى أديس أبابا عام 2018، أعادت الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية، وتحالفت إريتريا مع آبى أحمد ضد جبهة تيجراى الاثيوبية خلال الحرب الأهلية فى إثيوبيا عام 2020. لكن يبدو أن اتفاق إنهاء الحرب بين جبهة تحرير تيجراى وحكومة آبى أحمد هو سبب التوتر بين البلدين، إذ أرادت إريتريا القضاء على جبهة تحرير تيجراى، بينما اختار آبى أحمد التفاوض - بضغط أمريكى -لإنهاء الحرب، رغم أن جبهة تيجراى كانت على وشك الهزيمة، كما رفضت إريتريا طلب آبى أحمد، وصول إثيوبيا الحبيسة إلى البحر الأحمر، مما دفعه الى التقرب الى صوماليلاند والاعتراف بها كدولة للوصول لميناء على البحر فى انتهاك واضح لسيادة الصومال.
وشهدت العلاقات الإثيوبية الإريترية تدهورا كبيرا فى الآونة الأخيرة، حيث ترى إريتريا أن أجندة آبى أحمد بشأن البحر الأحمر تهدد سيادتها.