جلال عارف
فى الصميم إسرائيل تنتقم.. بموافقة أمريكية!!
إسرائيل تنتقم.. بموافقة أمريكية!!
على مدى خمسين عاماً التزمت إسرائيل باتفاقية فك الاشتباك مع سوريا.. الآن تجتاح دبابات إسرائيل المنطقة العازلة، ويعلن مجرم الحرب نتنياهو عدم التزام إسرائيل بأحكام الاتفاقيات، وتعربد طائرات العدو الإسرائيلى فى سماء سوريا. فى يومين فقط كانت هناك أكثر من ٣٠٠ غارة جوية فيما وصفته المصادر العسكرية بأنه أضخم ضربات جوية قامت بها إسرائيل. الانتقام من سوريا يتم بجنون. تم تدمير المطارات والموانئ والسفن الحربية والقدرات العسكرية السورية ومراكز البحث المتصلة بها.
والأخطر أن يتم كل ذلك برضا أمريكى، وبتأكيدات الجانبين أن تل أبيب أبلغت واشنطون مسبقاً بالعمليات العسكرية.. وأن الأخيرة لم تعترض!!
المزاعم الإسرائيلية بأن ما يحدث هو لتأمين حدودها لا يأخذها حتى الإسرائيليون أنفسهم محمل الجد»!!» يقولون إنهم يخشون من الجماعات الإرهابية فى ظل الأوضاع التى تمر بها سوريا، لكنهم لا يستهدفون إلا الجيش السورى والقوة العسكرية النظامية التى ظلت لسنوات تحارب الإرهاب!!
يريدون سوريا بلا جيش ولا دولة ليتم استكمال مخططات التقسيم. يستولون على المنطقة العازلة بعمق ١٤ كيلومتراً ثم يبدأون على الفور فى إنشاء الاستحكامات التى تكذب مزاعمهم بأنه تواجد «مؤقت وتكتيكى»!!.. لا يتصورون أنها فرصة لن تتكرر فلا يكتفون بكل ذلك، بل يتحدثون عن الحاجة لمنطقة أخرى داخل سوريا تؤمن المنطقة العازلة التى دخلتها دباباتهم لأول مرة منذ خمسين عاماً!!
إسرائيل تنتقم من سوريا «الوطن والدولة».. لكن ما الذى يدفع أمريكا للموافقة «التى تسميها عدم اعتراض!!» وهى التى تعتبر النظام الجديد فى سوريا «صناعة أمريكية» حتى وإن كانت تتم عن طريق «التجميع» فى تركيا؟!.. يبدو أن تسارع الأحداث لم يمنح واشنطون الفرصة الكاملة لتدمير كل قدرات سوريا، ويبدو أن العملية تتم الآن «عن طريق إسرائيل» لكى لا تكون هناك فرصة لاستعادة الدولة، ولكى تترك سوريا نهباً لصراع الميليشيات ليكون «التقسيم» هو مصير سوريا «!!» لا يدركون أن سوريا الموحدة والقوية هى أساس لأمن واستقرار المنطقة، لا يفهمون أن سوريا ستعبر المحنة كما عبرت مثيلاتها من قبل ورغم أن المخاطر كبيرة والدولة غائبة، وإسرائيل تنتقم، وتركيا تهيمن، وأمريكا ترعى وتقود أو لا تعترض.. لأنها لا تتعلم!!