الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم إسرائيل تتوغل في سورية.. والجولاني:« الناس منهكون»
إسرائيل تتوغل في سورية.. والجولاني:« الناس منهكون»
لم يكن أحد يتوقع أن يسقط نظام بشارالأسد في سورية خلال 11 يوماً فقط في قبضة الإرهاب، إذ أعلنت هيئة تحريرالشام المصنفة تنظيماً إرهابياً سيطرتها على الدولة عقب الإطاحة بالرئيس السوري السابق بعد 24 عاماً شهدت خلالها البلاد صراعاً دموياً بدأ في عام 2011 وانتهى بشن المسلحين هجوماً واسعاً في شمال البلاد ودخول دمشق وهروب الأسد وأسرته إلى روسيا التي أعلنت قبول طلب اللجوء لـ «دواعِ إنسانية» بعد استسلام وانسحاب الجيش السوري من جميع المدن ومن بينها العاصمة، لتنهي 53 عاماً من حكم عائلة الأسد على يد هيئة تحريرالشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تشكّل فرع «تنظيم القاعدة» في سورية، لكنها قطعت علاقاتها شكلياً معها في عام 2016، ولا تزال أمريكا وبريطانيا تصنفانها تنظيماً إرهابياً وهوما يؤكد أن سقوط نظام الأسد لا يضمن السلام في المنطقة التي تشهد حروباً منذ ما يزيد على عام بدأت بالهجوم الإسرائيلي على غزة وامتد القتال إلى لبنان وسورية وإيران واليمن، دون الوصول إلى وقف لإطلاق النارفي غزة التي انطلقت منها شرارة الصراع وهددت بحرب إقليمية، لم يكن سقوط الأسد مفاجأة بعد أن تقسمت سورية على الأرض عقب 53 سنة من حكم عائلة الأسد و24 عاماً من حكم بشارالذي تولى السلطة خلفاً لأبيه حافظ في عام 2000 وسقط حكمه بعد أكثر من 13 عاماً من اندلاع الحرب الأهلية بين النظام والفصائل المسلحة، ارتسمت السعادة على وجه نتنياهورئيس الوزراء الإسرائيلي بعد سقوط الأسد فالطريق أصبحت خالية أمام جيشه للتوغل في الأراضي السورية لتحقيق طموحاته التوسعية التي رسمها بأحلامه الاحتلالية على خرائط الشرق الأوسط الجديد، فأعلن انتهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار«فض الاشتباك» مع سورية الموقع عام 1974، واصفاً إياه بأنه «قد مات» ولذا أمر بالاستيلاء على المنطقة العازلة بين إسرائيل وسورية، بعد أن أمرالجيش بتدمير البنى التحتية وكل هدف عسكري محتمل تابع للنظام السوري،بالطائرات التي تهاجم مواقع عسكرية ومراكز أبحاث كيميائية بقنابل ثقيلة تزن طناً وأخرى خارقة للمخابئ، فيما يرى أبو محمد الجولاني، قائد «هيئة تحرير الشام» التي شنت وفصائل حليفة هجوماً أطاح بالرئيس بشار الأسد، أن الشعب السوري «منهك» جراء أعوام النزاع، وأن البلاد لن تشهد «حرباً أخرى».
السؤال الذي يطرح نفسه الاَن ماذا سيفعل أحمد الشرع وكنيته أبومحمد الجولاني الذي يقود هيئة تحرير الشام في جيوش أربع دول فضلاً عن فصائل مسلحة كردية تحتل أجزاء من بلاده من كل الاتجاهات؟ فقد أعلنت الولايات المتحدة ودولاً غربية اعتزامها مراجعة مواقفها من إدراج هيئة تحرير الشام بقوائم الإرهاب، فيما كشفت وسائل إعلام أمريكية عن آخرتحديث لخريطة النفوذ داخل الأراضى السورية، إذ تسعى قوى دولية كبرى لتحقيق مكاسب داخل سورية الجديدة التي تشكلت ما بعد الأسد، ويأتي في مقدمتها إسرائيل التي استولت على شريط بطول الحدود بين الدولتين وهوما كشفته الضربات الجوية الإسرائيلية لأهداف داخل سورية، إذ باتت القوات الإسرائيلية على بعد 30 كيلومتراً من دمشق، فيما تحتل تركيا أجزاء في الشمال بزعم تأمين حدودها وضرب الأكراد الذين يشكلون عناصر مسلحة تحت اسم قوات سورية الديمقراطية ويشار إليها باختصار «قسد»، وهو تحالف متعدد الأعراق والأديان للميليشيات ويغلب عليها الطابع الكردي وتسعى لإقامة دولة كردية، في المقابل تتسابق أمريكا وروسيا وإيران لمواصلة السيطرة على أجزاء من أراضي سورية نظراً لموقعها الاستراتيجى الممتد من البحر المتوسط إلى نهر الفرات وما بعده، إذ تعتبرتركيا الآن هى القوة الأجنبية الأكثر نفوذاً على الأرض ما يتيح لها شن هجمات ضد الأكراد وإعادة اللاجئين إلى سورية، وحركت إسرائيل قواتها إلى الجولان وتجاوزت المنطقة منزوعة السلاح لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973 كما استهدفت مخازن زعمت إنها تحوى أسلحة كيميائية ومواقع دفاع جوى وصواريخ، بينما يتوقع أن تفقد روسيا جزءاً كبيراً من نفوذها لكنها ستحاول الحفاظ على قاعدتها فى طرطوس، التى تمثل الميناء الوحيد لأسطولها فى البحر الأسود على البحر الأبيض المتوسط، لكن إيران فقدت حلم وصول محور المقاومة إلى البحر المتوسط، ويكمن الاهتمام الرئيس للولايات المتحدة فى سورية حالياً فى القضاء على تنظيم داعش الذى لا يزال يحتفظ بوجوده فى أجزاء من شمال شرق ووسط البلاد، فهل سيتمكن أحمد الشرع من طرد كل هؤلاء المحتلين من بلاده أم سيترك سورية مقسمة ومحتلة وتالياً تزيد الحروب بين الجيوش والفصائل المسلحة وتصبح الدولة أكثر إنهياراً؟.
لا يزال اللاجئون السوريون يرقصون ويغنّون ويصدحون بهتافات وطنية في عواصم العالم التي يقيمون فيها في أجواء احتفالية، تزامناً مع سقوط حكم بشارالأسد واضطراره إلى اللجوء مع أسرته إلى روسيا، على أمل العودة إلى وطنهم، وسط مطالب بمحاكمة الأسدين بشار وشقيقه ماهر، لكن مسئولاً روسياً أكد أن بلاده ليست طرفاً في الاتفاقية التي أسست المحكمة الجنائية الدولية وتالياً لن تسلم بشار لأي جهة من أجل محاكمته، نحن لا نرفض احتفال السوريين بسقوط الأسد لكن ألا يعلمون ما ينتظرهم في سورية في حال عودتهم من نظام إرهابي يحمل السلاح ويهدد الجميع، هل يمكن للشرع وأعوانه أن يقيم دولة مدنية ديمقراطية؟ أعتقد أنه من المستحيل أن يفكرفي ذلك فمن نشأ وترعرع على حمل السلاح ووأد الرأي الاًخروفرض كلمته بالقوة ويفكروفق أجندة التنظيمات الإرهابية التي تعتنق فكرجماعة الإخوان الإرهابية لا يمكن أن تقيم أوتقبل بنظام سياسي تعددي حرقائم على التعددية الحزبية، وتالياً فليس لدي الهيئة مشروع سياسيي أوحتى اقتصادي منذ الإعلان عن تشكيلها عام 2012 بعد أن نشطت تحت اسم جبهة النصرة بعد نقل عناصرها من أفغانستان إلى سورية، وجرى تشكيلها وتمويلها من جانب تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي " داعش"، والمرحلة الثانية من نشأتها بين عامي (2013-2016) وفيها انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم الدولة الإرهابي وأعلن زعيمها الولاء لتنظيم القاعدة، وفي عام 2016 قطعت جبهة النصرة علاقاتها مع تنظيم القاعدة ظاهرياً ثم شكلت تحالفاً عسكرياً مع فصائل محلية أخرى، واتخذت لها اسم جبهة فتح الشام، وأخيراً في عام 2017 انفصلت جبهة فتح الشام عن القاعدة واندمجت مع فصائل محلية أخرى تحت اسم هيئة تحرير الشام، تاريخ حافل بالإرهاب من أفغانستان والعمل تحت لواء تنظيم القاعدة إلى الشام ورفع راية تنظيم الدولة الإرهابي، وإرتكاب أعمال إرهابية في العالم بدءاً من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأمريكا باستخدام الذئاب المنفردة إلى الحرب على الدولة السورية والاستيلاء عليها.
حالة من القلق والتوجس تعيشها المنطقة بعد سقوط نظام الأسد والسؤال الأهم الاَن ماذا بعد؟ وما هي السيناريوهات التي تنتظرسورية في المستقبل ؟ بداية أصدر اتحاد "هيئة تحرير الشام" بيانه الأول الذي قال فيه: "إلى النازحين من كل أنحاء العالم، سورية الحرة تنتظركم"، وتظهر الصورالمنتشرة على الإنترنت تحرير العديد من السجناء من سجون النظام، بما في ذلك سجن صيدنايا سيئ الصيت شمال دمشق، إذ تعرض الآلاف من معارضي النظام للتعذيب والقتل، أراد الجولاني أن يفتح صفحة جديدة مع الشعب السوري وأن يحسن من سمعة هيئة تحرير الشام التي لا ينكر ميلادها على يد تنظيمات إرهابية لكنه يسعى منذ سنوات إلى فك الارتباط بين تنظيم القاعدة من ناحية وتنظيم الدولة الإرهابي " داعش" من ناحية أخرى ليؤكد لأمريكا والغرب أنه ليس في مهمة إرهابية ضدهم ولن يرتكب جرائم القاعدة وداعش ضد الغرب، بل يركز على بناء سورية كما أرسل إشارات تفيد أنه يسير في اتجاه الاعتدال وخلال الهجوم على حلب، دعا أتباعه إلى الحرص على المسيحيين والأقليات وأجرى حواراً مع قناة "(سي إن إن)" الإخبارية الأمريكية، أنه يسعى إلى بناء مؤسسات دولة تتضمن كافة فئات المجتمع في البلاد، ما يعني أن عدم وقوع أعمال عنف ضد الأقليات حتى الآن علامة تبعث على الأمل، ويبدو أن الولايات المتحدة تسعى لتلميع الجولاني من أجل تكليفه برئاسة سورية مستقبلاً إلا أن ذلك يتوقف على مرونته وإبداء السمع والطاعة للغرب فهل يتنازل الشرع عن استقلال سورية مقابل تركها مقسمة ومحتلة من أجل أن ينعم بالزعامة والقيادة؟
رغم الصراع الدائر في سورية يتجه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى إسرائيل ومصر وقطر، في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في غضون ستة أسابيع، وقال البيت الأبيض، إن سوليفان سيسافر إلى المنطقة ويلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما سيلتقي بقادة إسرائيليين لمناقشة عدد من القضايا، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النارفي غزة، وأحدث التطورات في سورية، وكذلك لبنان وإيران، كما يخطط سوليفان للسفر إلى القاهرة والدوحة للقاء مسؤولين مصريين وقطريين ومناقشة جهود الوساطة، إذ يخطط لإجراء مباحثات مع الإسرائيليين والقطريين والمصريين للقيام بما يلزم، لإبرام الصفقة في غضون أيام والبدء في تنفيذها في أقرب وقت ممكن على الرغم من بدء محاكمة نتنياهو في ثلاث تهم فساد، في سابقة تاريخية يحاكم فيها رئيس الحكومة خلال توليه مهام منصبه،إذ مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للإدلاء بشهادته في الاتهامات الموجهة له بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في إطار محاكمته المعروفة باسم «قضايا 1000»، تتعلق الأولى تتعلق بقبول منتجات فاخرة تزيد قيمتها على 260 ألف دولار لاسيما من المنتج الهوليودي من أصل إسرائيلي أرنون ميلشان، ورجل الأعمال الإسترالي جيمس باكر، وذلك مقابل خدمات سياسية، وتتعلق الثانية بمحاولته للتفاوض للحصول على تغطية إعلامية أفضل من جانب أرنون موزيس ناشر صحيفة يديعوت أحرنوت كبرى الصحف مدفوعة الآجر في إسرائيل مقابل وعد بتمرير قانون كان من شأنه إعاقة توزيع الصحيفة المجانية إسرائيل هيوم الأكثرقراءة في إسرائيل، فيما تتعلق التهمة الثالثة لنتتياهو بمحاولة تسهيل عملية اندماج أرادها صديقه شاؤول ايلوفيتش الذي كان مساهما كبيرا بمجموعات الاتصالات في إسرائيل مقابل تغطية مؤيدة لسياساته في موقع «والا» الإخباري الذيث يملكه ايلوفيتش أيضاً، فهل يرفض نتنياهو الصفقة بزعم محاكمته في قضايا فساد أم يسعى لتنفيذ مطلب الرئيس المنتخب رامب بالوصول إلى هدنة قبل توليه السلطة رسمياً في 20 يناير المقبل، وتحدث المفاجأة في وقت ينشغل فيه العالم بأحداث سورية.
كيف سقط الأسد؟ كانت الأوضاع الأمنية والعسكرية قد تعقدت في سوريا نتيجة اندلاع الحرب فجأة ومحاولة هيئة تحريرالشام التي تطلق على نفسها المعارضة المسلحة السيطرة على الدولة، رغم أنها تضم خمسة تنظيمات إرهابية وبات مصيرسوريا مجهولاً في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة وهدنة لبنان، إذ عقدت تركيا وروسيا وإيران محادثات ثلاثية حول مستقبل سورية في وقت تدعم أنقرة المعارضة، فيما تدعم موسكو وطهران الرئيس بشارالأسد الذي صارفي وضع لا يحسد عليه، في الوقت الذي أكد فيه مصدرمقرب من الكرملين أن روسيا ليس لديها خطة لإنقاذ الرئيس السوري في ظل سيطرة الجماعات المسلحة المتزايدة على أجزاء واسعة من البلاد، مضيفاً أن روسيا ليس لديها خطة لإنقاذ الأسد ما دام الجيش يغادرمواقعه، ولذا طالبت السفارة الروسية في دمشق المواطنين الروس بمغادرة البلاد بسبب تدهور الوضع وهوما يعني أن مصيرالأسد أصبح محفوفاً بالمخاطرنتيجة تخلي حلفاؤه عنه بعد سقوط حلب وحماه وأجزاء من حمص ومناورات الرئيس التركي أردوغان الجيوسياسية وغضبه من الرئيس بشارالأسد بسبب رفضه عرض المصالحة وإصراره على إنسحاب القوات التركية من شمال سورية.
تغيرت الظروف الإقليمية في المنطقة ولم تعد كما كانت عام 2011 عندما قدمت روسيا وإيران الدعم السياسي والعسكري للأسد وأنقذت نظامه من السقوط، إذ إن روسيا الاَن غارقة في الوحل الأوكراني والحرب الدائرة مع كييف والتي تحول دون نقل قوات أواَليات عسكرية روسية إلى سورية، كما أن طهران قد تجد صعوبة في دعم سورية في ظل الصراع مع إسرائيل وتسلم ترامب السلطة في البيت الأبيض 20 يناير المقبل والذي سبق وألغى «الاتفاق النووي 5+ 1» مع إيران، وفي ظل سيطرة المعارضة الإرهابية على العديد من المدن خلال أيام قليلة وجد الأسد نفسه وحيداً في الميدان لايحظى حتى بحل التقسيم وسط إصرارالمعارضة المسلحة وجهات أخرى كثيرة في سورية على إسقاط النظام ورفضها التوصل إلى حل سياسي معه، وهو ما دفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى القول إن استقرار الوضع في سوريا ليس بالمهمة السهلة، واصفاً ما يحدث بـ «اللعبة المعقدة» التي يشارك فيها العديد من الأطراف، وكان ذلك بمثابة رسائل إلى الأسد بالهروب من سورية بعد أن فقد الدعم من الجميع بتعليمات أمريكية.
أكد الصمت الأمريكي والإسرائيلي عما يحدث في سورية أنهما راضيتان عن اندلاع الحرب وبات الوضع على الأرض ينذربتقسيم سورية إذ تنقسم إلى مناطق عدة تنتشر فيها قوات أجنبية على الأرض، ولدى روسيا وإيران نفوذ في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، فيما تنشرالولايات المتحدة قوات في الشمال الشرقي والشرق لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد، وتنشر تركيا قوات على الأرض في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه فصائل مسلحة، لكن ميزان القوى الإقليمية اهتز بسبب الحرب اللبنانية تحديداً، لكن يبدو أن ما حدث حقق ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي أخيراً أنه سيغير وجه الشرق الأوسط وفق الخرائط التي عرضها مراراً وتكراراً وتوضح خريطة إسرائيل الكبرى، ويمكن أن تتبني هيئة تحرير الشام إقامة إمارة إسلامية في سورية على غرار ما يحدث في أفغانستان، وهو ما أكد عليه زعيم فصائل المعارضة السورية، أبو محمد الجولاني، الذي استخدم علانية اسمه الحقيقي لأول مرة وهو أحمد الشرع بدلاً من الاسم الحركي الذي يُعرف به على نطاق واسع، إذ قال في أول مقابلة تليفزيونية إن الثورة السورية، على حد تعبيره، تهدف إلى إسقاط نظام الأسد وبناء دولة مؤسسات ديمقراطية، مشيراً إلى أن الحكم الإسلامي ليس مدعاة للخوف، وأن التجارب السلبية السابقة جاءت بسبب "تطبيقات خاطئة أو سوء فهم" مؤكدًا أن النظام الحالي " قد مات فعلياً، وأن محاولات إحيائه من قبل إيران وروسيا لن تغير من هذه الحقيقة، وتحقق ما قاله أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني، وسقط الأسد ما ينذربكارثة إقليمية وإمتداد الحرب خارج سورية لدول مجاورة لتحقيق طموحات إسرائيل التوسعية.
وأقول لكم، إن الشرع الذي بات الأقرب ليكون صاحب كرسي الرئاسة الوثير برعاية أمريكية رغم تشكك دول غربية ترى أن أيديولوجية تنظيم القاعدة لا تزال متجذرة في "هيئة تحرير الشام"، وأن مستقبل الأقليات المسيحية والكردية في سورية معرض للخطر، خصوصاً أن الحرب تعتبرأحد أدوات ممارسة السياسة وتحقيق الأهداف السياسية ولذا فأن تقييم الانتصار في نهاية الحرب يتوقف على مدى تحقق النهايات والغايات السياسية التي اندلعت الحرب من أجلها بعد تحقيق الانتصار، يبلغ الشرع من العمر42 عاماً و يمتلك الرجل حضوراً إعلامياً ظهر في المقابلات القليلة التي أجراها، ما مَكَّنه من تقديم نفسه ورسائله بشكل جيد فهل يساعده ذلك في كسب ود الشعب السوري، وقاد جهود تأسيس "جبهة النصرة" عام 2011، حيث أسسها بتوجيه من قيادة تنظيم الدولة الإسلامية " الإرهابي" في العراق الذي كان يتبع تنظيم القاعدة آنذاك، وفي عام 2013، حدث خلاف بين القاعدة وتنظيم الدولة، فانفصل الشرع بجبهة النصرة عن تنظيم الدولة بالعراق، والتزم بالبيعة لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان، خلع الشرع الزي العسكري والعمامة وارتدى "بدلة" حديثة مطالباً بإعادة النظر في إدراج الهيئة على قائمة التنظيمات الإرهابية، ونافياً بشدة نيته محاربة الولايات المتحدة والغرب كما فعل تنظيم الدولة الذي هاجم أمريكا والغرب وهي الرسالة الأهم التي تؤكد رغبته في قيادة سورية خلال السنوات المقبلة فهل يستطيع السيطرة على التنظيمات المسلحة أم سيتحول إلى مخلب شيطان ينفذ ما يطلبه من الأمريكان وإسرائيل؟
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف